صديقتي لديها بعض المعاصي، وأريد نصحها بأسلوب مناسب، كيف أنصحها؟

1 654

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أن أريد نصح صديقتي ومحاولة التأثير فيها، علما بأنها الحمد لله ليست مفرطة كثيرا لكن عباءتها على الكتف وفيها بعض الزينة وتسمع الغناء وتتابع المسلسلات ماعدا في رمضان تتركها وتتحدث بالغيبة.

وقبل عامين حاولت نصيحتها، وكلمتها مباشرة قلت لها أنت صديقتي ولك معزة عندي، وكما أني أخاف عليك أن يصيبك مكروه، أو مرض فأني أخاف عليك في الآخرة العذاب ومن هذا الكلام، وتحمست، وقالت سأتغير، وهذا كان مجرد كلام لكنها لم تتغير.

وبعدها تقريبا بأسبوعين كلمتها مرة ثانية، وقلت لها أتمنى أن تتغيري للأحسن، ونصير نستغل أوقاتنا، ونقرأ القرآن، ونحافظ على أذكار الصباح والمساء، وكنت أقصد نفسي معها في هذا الكلام، وما أعجبها الكلام قالت: الحمد لله أما أنا ما أضيع وقتي والأذكار أحافظ عليها، ولا أرى أني مقصرة، وإذا كنت مقصرة وتضيعين وقتك فهذه مشكلتك اختلفنا في الرأي، أنهينا الموضوع، وقالت أنت صديقتي وغالية عندي لكن لا تتكلمي كذا، وهي تحب الأشرطة وتسمع أشرطة إسلامية كثيرا حتى كنت سأعطيها أشرطة، وجلست أسألها ما شاء الله تبين لي أنها أكثر مني سماعا للأشرطة،.

أما القراءة والكتب ما تحبها لكنها تقرأ روايات، والأيام هذه قويت علاقتي معها مرة لأنها مرت بظروف صعبة، وكنت دائما أتصل عليها وحتى هي ارتاحت لي كثيرا، والآن أبغى أبدأ في نصيحتها، وما أدري بماذا أبدأ معها، وبدأت أرسلها رسائل دينية، وقصص مؤثرة على الإيميل، وهي من النوع الذي يتصفح الإيميل، وفكرت إذا في مقاطع صوتية، ومرئية أرسلها لها على الإيميل، وما أدري هل هذا يكفي أم لازم أكلمها بالرغم أن ما عندي أسلوب في النصيحة، نادر ما أنصح أحد وأواجهه بغلطه أحب أستخدم رسائل الجوال، والإيميل والبلوتوث أكثر، ويكون في هذه الرسائل كلام عام، وحث على عمل الطاعة الفلانية والابتعاد عن المعاصي بدون ذكر للأشخاص، وأخاف أكلمها ويكون بيني وبينها خلاف، وأتوقع لو كلمتها الأيام هذه مباشرة عن الغناء مثلا تقول أني أنا من زمان ما سمعت أغاني أصلا ولست متفرغة أسمع وهذا الكلام صحيح لكن المفروض يكون تركها للغناء نهائيا وعن توبة و أنا محتارة، ماذا أعمل معها، وما أريدها تحس أني أنصحها، وما أريدها تشعر أني كنت، واقفة معها في وقت الشدة عشان أنصحها، وفكرت أني أمدحها وبعد كذا أنصحها بس أخاف المدح، والثناء يأتي بنتيجة عكسية خصوصا أنها لا ترى نفسها مقصرة، وأخاف يزيد إعجابها بنفسها أو ما أدري أكتفى برسائل الجوال والإيميل أو ما تكفي مع العلم أنها ليست صديقة سيئة فهي لم تأمرني بمعصية، و لم تنهني عن طاعة لكن معصيتها على نفسها الله يهديها ويهدينا، وصديقاتها لسن ملتزمات ولاهن سيئات، وأنا ما أمشي معهن كثيرا، وعلاقتي معهن ماهي قوية من أجل ذلك لم أحاول نصحهن لأن علاقتي معهن رسمية، أرجوكم أريد طريقة مناسبة لنصحها.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تفأول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإننا نشكر لك هذه الهمة، ونحيي فيك هذه الرغبة في الخير، ونسأل الله أن يقر عينك بهدايتها، وأن يلهمنا جميعا السداد والرشاد، ومرحبا بك وبها في موقعكم، ونسأل الله أن ينفع بك بلاده والعباد.

ثم أني أنصحك بداية بكثرة الدعاء لها قبل دعوتها، وبعدها فإن قلب الصديقة وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها.

وقد أسعدني ذكرك لمحاسنها، ولا مانع من ذلك بشرط أن تذكري الأشياء العادية فيها كأن تقولي أنت ظريفة، ومحبوبة بين الزميلات، وقد وهبك الله كذا وكذا، وحبذا لو أكملت هذه الخصال النبيلة بالحرص على الطاعات والتقرب إلى رب الأرض والسموات، وهذا ما نسميه بالمدخل الحسن، وهو فن من فنون الدعوة، ولا يوجد إنسان إلا وفيه إيجابيات كما أرجو أن تركزي على تعميق الإيمان في نفسه لأن الإيمان للإنسان كالمناعة للأبدان والأمراض والجراثيم تملاء الفضاء، ولكن لا يصاب بالأمراض إلا من ضعفت عنده المناعة، ولا يسقط في هوة المعاصي إلا من ضعف عنده الإيمان، وعليك أن تختاري الأوقات الفاضلة، وتنتقي الألفاظ الجميلة.
أما إذا كان للصديقات تأثير عليها فعليك أن تجتهدي في نصح الجميع، وحاولي تقليل فترات وجودها معهن دون أن يشعرن بذلك، واقتربي منها أكثر وأكثر.

وننصحك بعدم إظهار الأستاذية عليها ولذلك، فنحن نفضل الأسلوب غير المباشر كاستخدام الأشرطة.

وأرجو أن تهتمي بطرح البدائل المناسبة فلا مانع من استبدال الأغاني كخطوة أولى بالأناشيد الهادفة، وأفضل من ذلك ربطها من البداية بالاستماع للتلاوات الجميلة للمشايخ القراء، ولا تستعجلي النتائج، واعلمي أن الهداية بيد الله، وأن واجبنا هو أن نذكر ونجتهد ويثبت الأمر بمجرد الدعوة، وأحرصي على أن يكون النصح بعيدا عن الناس وقد أحسن الإمام الشافعي في قوله:

تعمدني بنصحك في انفرادي ****وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ****من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت أمري **** فلا تجزع إذا لم تعط

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يهدينا، وأن ييسر الهدى علينا، وأن يجعلنا سببا لمن اهتدى.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات