السؤال
السلام عليكم.
لدي سؤال: وهو أني حامل في نهاية الشهر السادس، وأصبحت منذ فترة قريبة أشعر بآلام في الوركين وعظام الحوض والفخذين، وكذلك منطقة العانة، وخاصة إذا استيقظت من النوم، حتى أنه في بعض الأحيان لا أستطيع النوم على جانبي الأيمن أو الأيسر، وقد عملت تحليلا للكالسيوم، وكانت نسبته (8,15mg) علما بأني أتناول منذ الشهر الخامس حبوب الكالسيوم مرة في اليوم، فبما تنصحونني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم لاريـــن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد يحدث لدى الحمل انخفاض بسيط في مستوى الكالسيوم الكلي في الدم, وهذا الانخفاض بسيط، ويبدو بشكل أوضح كلما تقدم الحمل.
إن هذا التغير البسيط يعتبر فيزيولوجيا وليس مرضيا, ولتمييز هل هنالك انخفاض حقيقي - أي مرضي - في نسبة الكالسيوم عند الحامل, فيجب أن يتم عمل تحليل لنسبة الكالسيوم الشاردي أو المؤين، أو ما يسمى (IONIZED CALCIUM) فإن كان هذا الجزء من الكالسيوم منخفضا، فيكون هنالك انخفاض في نسبة الكالسيوم، أما إن كان مستوى الكالسيوم الشاردي طبيعيا,فهذا يعني بأنه لا يوجد انخفاض مرضي، وأن الانخفاض البسيط الموجود في الكالسيوم الكلي هو فيزيولوجي بسبب الحمل.
الأعراض التي تحدث عندك في العانة والوركين، هي ناتجة بجزئها الأكبر عن تأثير الحمل على هذه المناطق, حيث يحدث ارتخاء في أربطة المفاصل، وحدوث تشرب السوائل فيها بفعل هرمونات الحمل, بالإضافة إلى ضغط الحمل نفسه على الأربطة والمفاصل والعضلات.
وفي كل الأحوال فنحن دائما ننصح بتناول حبوب الكالسيوم في الحمل كإجراء وقائي, لأنه تبين حديثا بأن السيدة مهما كانت تغذيتها جيدة فالغالب أنها لا تتناول كل حاجتها وحاجة جنينها، والجرعة التي تتناولينها من الكالسيوم تعتبر قليلة, ويمكنك زيادتها لتصبح حبتين يوميا من عيار (600) ملغ، ويجب أن يكون مضافا إليها فيتامين (D).
إن امتصاص الكالسيوم من الأمعاء يتضاعف في الحمل عن الحالة الطبيعية, وهذا بسبب ما تفرزه المشيمة من هرمونات تساعد على امتصاص الكالسيوم، وهذا يعتبر آلية دفاعية للجنين، بحيث يتم ضمان وصول حاجته من الكالسيوم.
أنصحك بأن تهتمي بنوعية الطعام، بحيث تكثرين من مشتقات الحليب، ويفضل توزيعها على مدار اليوم، أي تناولها في أوقات مختلفة, لأن هذا يرفع من نسبة امتصاص الكالسيوم، وعليك بتفادي الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، وعند النوم ننصح بالاستلقاء على الجانب الأيسر، مع وضع وسادة بين الفخذين, فهذا يخفف من ألم عظم العانة وعظم الورك.
نسأل الله عز وجل أن يكمل لك الحمل والولادة على خير.