السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي مشكلة أعتبرها كبيرة بالنسبة لي:
لدي ولد في الصف الثاني الأساسي، استشرتكم بخصوصه كثيرا، وعن حركته الزائدة، والآن أصبح لدي مشكلة هي الأكبر، وهي عدم اهتمامه واللامبالاة في الصف.
الولد جدا ذكي، وسريع الحفظ، وفي البيت يقرأ ويكتب باللغة الانجليزية واللغة العربية على حد سواء، ( المدرسة تستخدم المنهاج العربي والمنهاج الأمريكي)، ولكن تفاجأت أن المدرسات يشتكين جدا من ضعفه في الصف، ولا يقرأ ولا يكتب، أما في البيت عندي فأنا أراه ممتازا.
ويشكون أيضا من عدم انتباهه للشرح، ودائما يلعب في الحصة ويلهي نفسه وزملاءه في الصف، ودائم المشاغبة، وكذلك لا يتم الكتابة مع المعلمة، ولا التتبع لحل التمارين الجماعية مع المعلمة.
أرجوكم ماذا أفعل معه ليصبح هادئ الطباع يحب الدراسة، وأن يكون في الصف ممتازا كما في البيت؟ والأهم كيفية التخلص من اللامبالاة في الصف والمتابعة مع المعلمة؟
وجزاكم الله كل الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
هذا الابن من الواضح جدا أنه يعاني من علة فرط الحركة الزائد، وفرط الحركة ليس هو زائد في الحركة فقط إنما هنالك سمات أخرى كثيرة منها ضعف التركيز وتشتته.
العصيبة والاندفاعية واللامبالاة هذه السمات رئيسية نشاهدها في كثير من حالات أداء فرط الحركة وضعف التركيز، أنت حقيقة عكست صورة تشخيصية واضحة جدا لحالة ابنك عافاه الله.
بناء على هذا أعتقد أنه توجد أسس قوية جدا لأن يتم علاج هذا الطفل بواسطة الأدوية التي تستعمل لعلاج فرط الحركة، ومنها عقار يعرف رتليين، وهنالك دواء يعرف باسم كونسرت، وهنالك دواء ثالث يعرف باسم استراتيرة، هذه الأدوية معروفة ولكنها أدوية تخصصية لا يقوم بوصفها إلا الأطباء المختصون في الطب النفسي للأطفال أو الطب العصبي للأطفال أو بعض أطباء الأطفال من الذين لديهم خبرة في التعامل مع مثل هذه الأدوية؛ لذا أيتها الفاضلة الكريمة أرجو أن تعرضي طفلك على أحد هذه التخصصات، وسوف يقوم الطبيب بإجراء اللازم، وهذه الأدوية مفيدة ولكنها تتطلب أن يكون هنالك التزام بإعطائها لهذا الابن حسب المواعيد المفروضة.
الأدوية تبدأ فعاليتها غالبا بعد أسبوعين إلى ثلاثة من العلاج، وسوف يبدأ الطفل الهدوء، وسوف يتحسن لديه التركيز، وسوف تقل اللامبالاة وكذلك الاندفاعية السلبية.
العلاج الدوائي يجب أن يتبعه العلاج السلوكي والذي يتمثل في التحفيز والتشجيع، ولا بد أن يكون هنالك تواصل بينك وبين المدرسة.
فيما يخص طريقة التعامل معه وتحفيزه لأن هذا الابن من الواضحة يتفاعل مع بيئته ومع محيطه، فهو في البيت متعاون بدرجة التي تعتقدين أنه ممتاز وفي المدرسة لدى المعلمات رأي غير ذلك، وأعتقد أنه لا بد أن يتم لقاء فيما بينكم أي أنت والمعلمات، ويا حبذا لو كانت هنالك مرشدة أو أخصائية نفسية موجودة في المدرسة، وغالبا معظم المدارس الآن بها، ويجب أيضا أن تكون مشاركة معكم في توجيه وتقييم هذا الابن حفظه الله، ويكون الاسترشاد الأساسي من قبل الطبيب النفسي المختص كما ذكرت لك، وأنا على ثقة تامة أن تناوله لأحد الأدوية المضادة لأداء زيادة فرط الحركة سوف تكون مفيدة جدا له.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.