السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أنا طالبة جامعية في السنة الأخيرة لي في كلية الصيدلة، مستواي المادي ممتاز، أعيش في فيلا واسعة وفاخرة والحمد لله.
عقدت قراني على شاب حسن الأخلاق ومتدين، هو طبيب أسنان، وأهله كلهم دكاترة، لكنني بعد العقد بدأت ألاحظ بأن تصرفات أهله تجاهي تتغير، يتصرفون بتكبر وأنفة، وتصرفات ليست جيدة، كما أنهم بخلاء جدا؛ لذلك فهم لا يدخلون علي بهدايا ذات قيمة أبدا، وما يزيد الطين بله أنه ضعيف أمامهم، ويتأثر كثيرا بآرائهم وكلامهم له؛ مما يجعل تصرفاته تجاهي تتغير.
بالرغم من ذلك هم أيضا لا يقدرون ابنهم هذا، ويعاملونه بجفاء وعدم رحمة، وأخته سيئة، وتشجع أمه للقسوة عليه، ما يخيفني هل زوجي ضعيف الشخصية مع أهله؟ وماذا علي أن افعل حتى أنجو من هذا البلاء؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ امة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلا بك في موقعك إسلام ويب ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن ييسر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، ونحن سعداء بتواصلك معنا.
وبخصوص ما سألت عنه فقد ذكرت بارك الله فيك أن الرجل صاحب دين وخلق وهذا أمر جيد بل ممتاز، فصاحب الدين سيمنعه دينه من الظلم وصاحب الخلق سيحجبه خلقه أن يفعل المكروه.
ولذلك كان حديث النبي صلى الله عليه وسلم واضحا في قبول من توافر فيه الدين والخلق كركيزتين أساسيتين.
يبقى موضوع ضعف الشخصية وسوء خلق أهله أو بخلهم، وهنا لابد أن نفرق يا دكتورة بين ضعف الشخصية المترتب عليه التنازل عن حقوقه وظلم زوجته، وبين ضعف الشخصية المترتب عليه عدم ظلم أحد لكن التنازل عن بعض حقوقه حتى لا يغضب أهله.
وأتصور أنه من النوع الثاني لأن النوع الأول يتنافى مع التدين والخلق، وإذا كان الأمر كذلك فإن هذا الأخ يحتاج إلى حوار بناء ومناقشة هادئة للتفريق بين مكانة الأهل وبرهم ما أمكنه مع عدم الجور أو التعدي.
فبعض الشباب المتدينين يظن أن مجرد الاعتراض على خطأ يحدث لونا من ألوان العقوق، وهذا يحتاج إلى معرفة.
وبخصوص بخلهم فالعبرة بعد الزواج بالأخ لا بهم، فإن كان هو كريما فلا يضر بخل أهله من عدمه.
وعلى كل حال أختنا الفاضلة ليس هناك رجل كامل، كما أنه ليست هناك امرأة كاملة، وإنما يقاس الرجل بمجموع ما فيه من خصال حميدة، فإذا كانت حسناته وصفاته الطيبة تغلب على سيئاته فهو رجل مناسب.
فانظري بارك الله فيك فإن وجدت نفسك مقتنعة به أو بمجموعه خصاله الطيبة، وكنت قد استخرت الله عز وجل كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذا الأمر، أن يركع الإنسان ركعتين من غير فريضة، وأن يستخير الله قائلا: (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خيرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال : عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به، قال: ويسمي حاجته ".
فإذا كنت فعلت ذلك، وأخذت بالأسباب من السؤال والاطمئنان فامض وسييسر الله أمرك، وإن كنت تشعرين أن الرجل غير مناسب، وأن صفاته السلبية أكثر أو أنك ستظلمين نفسك أو تظلميه فساعتها استشيري أهلك أولا، والافتراق قبل الزواج أفضل من الافتراق بعده، بشرط الروية في الأمر وتقديم الاستخارة والاستشارة في كل فعل.
وفقك الله لكل خير، ونحن في انتظار ما آل إليه الأمر، وفي انتظار رسائلك.
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.