السؤال
أنا شاب عمري (36) سنة، متزوج، وأعاني من التالي:
1- توتر شديد.
2- ضيق وكآبة.
3- عصبية وغضب.
4- إحساس بعدم الثقة في النفس، ونظرة متدنية لنفسي، وليس لي هدف في الحياة.
5- تشتت التفكير وتركيز على الأحداث السلبية دائما دون الشعور بذلك.
6- صعوبة في الدخول في النوم، وأيضا صعوبة في الاستيقاظ، تصل فترة النوم إلى (14) ساعة متواصلة، لدرجة أنني أقوم ورأسي مصدع.
لا أعرف ما هو مرضي، فقد ذهبت لأطباء نفسيين كثر، وقرأت في الموقع عن حالة مثلي أعطيتها (لوسترال + رسبرون2) جرعة واحدة ليلا، أخذته أمس فوجدت راحة كبيرة، وضعت يدي على هذه النقاط التي بين يديك، فأرجو وصف الجرعة لي ومدة العلاج، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنشكر لك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى حرصك فيما يقدم من استشارات على هذا الموقع.
إن رسالتك حملت أعراض ما نسميه بالقلق الاكتئابي، والقلق الاكتئابي دائما لا يكون شديدا ولا يكون مطبقا، ولكنه قد يكون مزعجا لصاحبه، خاصة إذا هيمن الفكر السلبي على الإنسان، وهذا هو الذي ألاحظه عندك، وقبل أن نتطرق للعلاج الدوائي ننصح دائما في مثل هذه الحالات أن تكون إيجابيا في تفكيرك، وتسعى لذلك، والإنسان يعرف إيجابياته من خلال أن ينصف نفسه ولا يقسو عليها في أحكامه، فانظر إلى نفسك بكل موضوعية ومصداقية، وسوف تجد أن لديك أشياء طيبة في حياتك، أشياء إيجابية، مميزات تتعلق بشخصيتك، مساعدتك للآخرين، درجة تواصلك حتى وإن كانت بسيطة، اعتمادك على نفسك، هذه كلها أمور إيجابية لابد للإنسان أن يستشعرها، ولا شك أن لديك خصائص وسمات أخرى كثيرة، لكن يظهر أن التفكير السلبي قد أنساك كل هذا.
نصيحتي هي أن أذكرك كما أذكر الإخوة دائما بأن الجوانب الإيجابية فينا كبشر كثيرة وكثيرة جدا، والخير دائما ينتصر على الشر، ويجب أن نسعى دائما لتغيير أنفسنا إلى الأحسن وإلى الأفضل، لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وهذا يعني أن الحق تبارك وتعالى قد استودع فينا القوة والطاقة الداخلية والإرادة التي نتغير من خلالها، هذه الطاقات وهذه الإرادة والدافعية تكون فقط مختبئة، حين نتذكر ومجرد أن نلهم أنفسنا الهامات داخلية (بأنني يجب أن أتغير، بأنني أن أكون إيجابيا، بأنني يجب أن أساهم بشيء إيجابي في هذه الدنيا أنفع به نفسي وغيري) مجرد هذا النوع من التفكير الإيجابي يفيد كثيرا.
عليك أخي الكريم أن تحكم على نفسك بأفعالك وليس بمشاعرك، الحكم بالمشاعر يكون سلبيا جدا، فبعض الناس تأتيهم مشاعر الفرحة والانشراح والسرور حول أنفسهم ويعتقدون أنهم يؤدون أداء جيدا، وتجد أن إنجازاتهم ليست بشيء، والعكس تماما بعض الناس تجد أنهم يكابدون ويجاهدون ويجدون ولكن شعورهم السلبي وتفكيرهم السلبي لا يشعرهم بإنجازاتهم، فأنا أريدك أن تبدأ برامج يومية من خلال إدارة الوقت الجيدة وترتيب الزمن، وتعطي كل شيء حقه: الراحة تعطيها حقها، تمارس الرياضة، تعمل، تتواصل، الترويح عن النفس، العبادة... هذه كلها أشياء يمكن للإنسان أن ينجزها دون أي صعوبة أو تعب، ولكن على الإنسان أيضا أن يتذكرها حتى يدعمها ويحاول أن يطورها، وهذه الطريقة تبدل المشاعر إن شاء الله تعالى من سلبية إلى إيجابية، هذا أخي الكريم هو الذي أريد أن أوجهك له.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فأنا أقول لك: اللسترال دواء يتميز بعلاج القلق والتوتر والمخاوف والاكتئاب والوساوس، وله فوائد جمة، وهو من الأدوية السليمة، الجرعة العلاجية هي من حبة واحدة إلى أربع حبات في اليوم، معظم الذين يعانون من الاكتئاب يستجيبون لحبتين في اليوم كجرعة علاجية، وبعد ذلك تأتي الجرعة الوقائية كحبة واحدة في اليوم.
فأنا أقترح أن تبدأ بحبة واحدة في اليوم أو تواصل عليها الآن لمدة شهر، بعد ذلك تجعلها حبتين في اليوم – أي مائة مليجرام – وتستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفضها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم تجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.
أما بالنسبة للرزبريادون فهو دواء جيد وفاعل ويدعم بقية الأدوية، خاصة حين يتم تناوله بجرعة صغيرة، ويكون هذا التدعيم في حالة علاج حالات الاكتئاب والوساوس والقلق والتوترات، الجرعة 2 ملجرام هي جرعة معقولة، تناولها لمدة شهرين، ثم خفضها إلى واحد مليجرام ليلا لمدة شهرين آخرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن العلاج.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية ودوامهما.