زوجتي تحبني ولا أحبها فهل لي أن أطلقها؟

0 608

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 34سنة متزوج منذ 8سنوات، ولدي من الأطفال اثنان أعمارهم 7سنوات و4سنوات.

مشكلتي أنني لا أحب زوجتي، ولا أستمتع معها، وحياتي تعيسة جدا معها، قالوا إن الزواج يسعد الرجل لكن أنا أراه هما على قلبي؛ لأنني تزوجتها بغير حب، بل من أجل إنجاب أطفال فقط لاغير، رغم أنها لم تقصر معي أبدا، وتحبني كثيرا، ويشهد الله على ذلك، والآن يراودني شعور دوما بتطليقها لكي أرتاح ويرتاح بالي.

أنا ميسور الحال ولله الحمد، لكنني أخشى مصير أطفالي كيف ستصبح حالتهم النفسية بعد الطلاق؟! وأيضا أنا دائما أختلف مع زوجتي في بعض الأمور، ويصل اختلافنا إلى المشاجرة الكلامية وبقوة أمام أطفالنا أحيانا، بل أغلب الأحيان، لأن شخصية زوجتي قوية جدا أقوى من شخصيتي، وهي جامعية وأنا مؤهلي المرحلة المتوسطة.

أفيدوني، هل أطلقها ليرتاح بالي ونفسيتي لأنني لا أحبها، أم أستمر معها إلى أن يكبر الأطفال ويصبحوا شبابا، ومن ثم أقوم بتطليقها؟

ما الحل؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يلهمك الصواب في الأمور كلها.

أريدك أخي الكريم ابتداء أن تحدد نوع المشكلة قبل أن تبحث عن الحلول، فمن خلال سؤالك لم تبين حفظك الله وجه الخلل الحقيقي في العلاقة بينك وبين زوجتك، التي تحبك وتحرص عليك كما ذكرت، وفوق ذلك بينكما عشرة ليست قصيرة، وعندكم أبناء، فالصلة بينكما قوية، وأتصور أن عدم إدراج المشاكل وجدولتها ووضع تلك المشاكل في إطارها الحقيقي هو الذي جعلك تشعر بالضيق والضجر.

أتمنى عليك ابتداء أن تفعل عدة أمور:

1- أن تحضر ورقتين: واحدة تكتب فيها ميزاتها وميزاتك، وأخرى تكتب فيها عيوبها وعيوبك، وهذه أهم نقطة ينبغي أن تكون حاضرة في ذهنك، وبغض النظر عن النتيجة سلبية كانت أم إيجابية، المهم أن تخط لك طريقا لا تحتار بعده، فإذا طلقت لا قدر الله فقد علمت لماذا، وأضرار ما أقدمت عليه وميزاته، وساعتها لن تشعر بالندم.

2- هناك من المشاكل ما يمكن تجاوزها أو التقليل من آثارها السلبية، فأرجو أن تخرج تلك المشاكل التي يمكن علاجها، وأن تجلس معها جلسة مصارحة، وأن تخبرها أولا بميزاتها التي تحبها فيها، ثم بعد أن تخبرها بما يسوؤك مما يمكن تجاوزه.

3- أتمنى عليك أن تخرج من ذاكرتك موضوع الفارق الاجتماعي، فقد يكون هذا الأمر مضخما عندك بصورة لم تستطع أن ترى حسناتها.

4- إذا وصلت إلى حل بعض المشاكل وبقيت بعضها فأتمنى عليك أن توازن بين البقاء على ما هي عليه، والإبقاء على الأولاد، وأيهم يكون أفضل لهم ولك.

5- أرجو ألا تفكر في الطلاق إلا بعد تجاوز تلك الأمور السابقة، وأن تستخير الله عز وجل قبل أي فعل، وأن تستشير أهل العلم والفضل والحكمة في ذلك.

ختاما: أخي الكريم، ليس الطلاق في كل أمر هو الحل، ولا يعني ذلك البقاء على أمر لا تشعر معه بالراحة أو الاستقرار، بل عليك تحديد المشكلة والنظر في جدوى إزالتها أو التقليل من آثارها، واستخارة الله قبل الفعل واستشارة أهل الفضل.

ونسأل الله أن ييسر أمرك وأن يسهل دربك، وأن يرزقك خير العمل وعمل الخير.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات