السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر (29) عاما، موظفة، قبل سنتين أخبرني زميل لي في العمل برغبته في الزواج مني، وأنه سيتقدم لخطبتي عندما تسمح ظروفه بذلك، علما بأنه متزوج ولديه أبناء، ويكبرني بستة عشر عاما، وأنا وافقت على طلبه لأنني كنت شديدة الإعجاب به وبأخلاقه ومعاملته الحسنة للآخرين، وهو بشكل عام شخص محبوب من الجميع، وفرحت جدا عندما علمت بأنه يبادرني نفس المشاعر، ولكن إلى الآن لا جديد في الموضوع، وهو باستمرار يذكرني بأنه يريد الارتباط بي، ولكن ظروفه العائلية جعلته يتأخر في خطبتي.
أنا أتمناه زوجا لي، وأود أن أخبره بأن يأتي لخطبتي قريبا، ولكن لا أعلم كيف أخبره بذلك، فما رأيكم هل أخبره أم أنتظر إلى أن يقرر بنفسه ويأتي لخطبتي في الوقت المناسب له؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رونق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه.
وبخصوص ما سألت عنه فإن الأخ الذي تودين الارتباط به في منتصف العقد الرابع من عمره، وهو متزوج وله أبناء، ومعنى هذا أن قراراه ليس خالصا له، ووضعه العام قد يضعفه عن اتخاذ مثل هذا القرار، لذا أود منك أختي الكريمة عدة أمور:
1- الاستخارة أولا وقبل كل شيء، عليك أن تستخيري الله عز وجل بأن تصلي ركعتين وأن تقولي: (اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل خير لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الرجل شر لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به) وثقي أن الله سيقدر لك الخير.
2- استشيري جماعة من أهل الفضل ممن تثقين بهم وخذي آراءهم.
3- أريدك أن تتخيلي طبيعة الحياة برجل متزوج وعنده أولاد ويكبرك بأكثر من عقد ونصف، هل تستطيعين أن تتعايشي مع ذلك أم لا؟!
4- لا أريدك أن تعيشي على وهم انتظاره، حتى لا يمر قطار عمرك وأنت منتظرة هذا السراب، لذلك إذا استخرت واقتنعت واستشرت واهتديت إلى أن هذا هو الخير، فلابد أن يأتي إلى أهلك بداية، أو ضعي له مدة زمنية، هذا هام جدا يا أختاه، وأتمنى أن تشركي أحدا من أهلك في الأمر.
5- ثقي بأن الخير ما اختاره الله لك، وأنت ما دمت قد صليت الاستخارة فاتركي الأمر لله، واعلمي أن اختيار الله لك هو الخير كله، فتوكلي عليه، وأوثقي حبالك به، وأكثري من الدعاء أن يوفقك الله للخير، وإن قدر الله الزواج فهذا الخير، وإن قدر الله الابتعاد فهذا هو الخير، والمرء بين الأمرين مسلم أمره لله.
وفي الختام نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يرزقك الخير والصواب، والله ولي التوفيق.