السؤال
أكتب الآن وأنا في حالة من الحزن الشديد يا سيدي.
فبعد زواجي من إنسان طيب وحنون، وقبولي لكل ظروفه، ومحاربتي للزواج منه فقد تزوجنا دون رضى أهله لمراعاتهم مشاعر زوجته الأولى.
وبمرور الوقت أراد زوجي بيع الشقة التي أحضرها لي عند الزواج، ولم نسكن فيها نظرا لأنها تحتاج إلى مبلغ آخر من المال لعمل التجهيزات الأساسية للسكن، ويريد أن يحضر لي شقه أخرى تكون بمبلغ أقل، وهذا سوف يؤثر إما على مساحة الشقة أو مكانها، علما أنه قد وفر لزوجته الأولى شقة في مستوى شقتي، إن لم تكن أفضل، وتفسيره لذلك أنها صبرت معه وتحملت، وأني غير صبورة وأطالبه بمسكني، فبالتالي أرضى بذلك، علما أنه يعمل في دولة عربية، ووظيفة محترمة ودخل جيد.
أحب زوجي بل أعشقه، ولا أتمنى البعد عنه أبدا ما حييت، ولكن ماذا أفعل في هذا الموقف؟ وهل من حقه ذلك؟ وهل يؤثم عليه؟ وهل مطالبتي وتمسكي بشقتي يعد من سوء العشرة، ويكون سببا في تقليب قلبه علي؟
ليس لي أحد إلا الله ألجأ إليه؛ لأن أهله قاطعوني، ولو لجأت لأهلي ستسوء علاقته بهم، ونظرتهم له، ومن الممكن أن يطلبوا طلاقي، وأنا لا أرضى بذلك ولا حتى التلميح، ولا أرضى أن يكون أسلوب التهديد هو ما يدفعه لفعل ذلك، ويحز في نفسي أن لا يكون نابعا من داخله حفاظه على سكني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ اشجان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن ما بينك وبين زوجك أهم من كون الشقة واسعة، فلا تجعلي هذا الموقف سببا لخراب ما بنيك وبينه، وحاولي التفاهم معه بهدوء فإن أصر فواقيه واختاري الأوقات المناسبة لطلب المزيد، ولا مانع من أن تقولي له سوف أقبل ولكن أتمنى أن يتحسن وضع الشقة في المستقبل.
ونحن ندعو كل زوجة أن تطالب بحقها دون أن تقارن نفسها مع الأخرى، والشرع يعطيها حقها، فإن قصر الرجل كان آثما، ولا يخرج الذي لا يعدل من الخطر والخطأ إلا إذا سامحته الزوجة وتنازلت له.
وأرجو أن لا يتدخل أهلك، ولا يسمع أهله بما بينكما من الخلاف، وإذا سمع أهلك وغضبوا فالتمسي له العذر أمامهم، وأظهري لهم موافقتك وتفهمك لظرفه حتى تحفظي له شخصيته.
ومن هنا فنحن ندعوك للصبر عليه، واعلمي أن العاقبة للصابرين – وقولي له سوف أصبر؛ لأن الدين يأمرني بالصبر، ولا أظن أنك سوف ترضى أن آخذ أقل من حقي، فأنت أعقل من أن تظلم أحدا من الناس، فضلا عن الزوجة التي تحبك وتخاف عليك.
واعلمي أن المرأة تملك سلاحا مؤثرا وفعالا إذا اختارت الوقت المناسب، واستخدمت أنوثتها وكلامها المعسول، فاستخدمي هذا السلاح وهذا السحر الحلال، وأشغلي نفسك بطاعة الكبير المتعال، ومرحبا بك في موقعك.
ونسأل الله تعالى أن يصلح لنا ولك الأحوال.