السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أنا فتاة عمري 27 سنة، أعاني من آلام في منطقة البطن مع تقلصات وغازات وضيق في التنفس، وأحيانا أحس أني مخنوقة، وتأتيني رجفة كأني بردانه، وأعاني من إمساك به قليل من المخاط، ولمدة ثلاثة أيام لم أذهب للحمام، ونوبات هلع وخوف بدون مبرر.
بدأت هذه الحالة قبل سنتين والى الآن أعاني منها، وقبل أسبوع ينزل معي إسهال لونه تقريبا بني وفيه مخاط كثيف، وتوقف والحمد لله تأتيني حالات من الوساوس القهرية في الأفكار، وأشد ما يكون قبل النوم.
وقد استخدمت فافرين 100 ملغرام، ودقماتيل 50 ملغرام، والحمد لله ارتحت عليه ولكن بمجرد أن تزول الأعراض أتوقف عن استعماله.
الشهية تكاد أن تكون معدومة، وآلام في رأس المعدة وحموضة، استخدمت رانتاج لمده أسبوع وتوقفت.
ملاحظة:
أرغب بزيادة وزني حيث أن طولي 159ووزني 58.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن المعلومات التي وردت في رسالتك تشير وبصورة واضحة أنك تعانين من قلق نفسي، والقلق النفسي يمكن أن يتمركز حول نوع معين من الأعراض، أو قد يتمثل ويظهر في شكل أعراض مختلفة متداخلة مع بعضها البعض، وأكثر أنواع القلق شيوعا هي المخاوف، القلق النفسي العام، والوساوس، وهذا كله لديك.
أنت تحدثت عن نوبات الهلع والخوف وكذلك تحدثت عن الوساوس القهرية.
حين أقول لك أن هذه المكونات لديك هذا لا يعني أنك مصابة بعدة أمراض، لأن الوساوس والمخاوف والقلق كما ذكرنا متداخلة جدا، وهي في الأصل نوع من القلق النفسي.
العلاج:
أولا: لابد أن تكون هنالك مفاهيم عامة حول طبيعة القلق، وأن القلق طاقة نفسية مطلوبة في حدود المعقول، إذا زادت عن المعدل الطبيعي قد تضطر بصاحبها، ورفع مستوى الأنشطة الاجتماعية والأنشطة الوظائفية وأن يدير الإنسان وقته بصورة جيدة ولا يترك مجالا للفراغ، هذا يصرف انتباه الإنسان عن القلق كثيرا، وهذه وسيلة جيد جدا للاستفادة من الطاقات النفسية والجسدية، فأرجو أن تلتزمي بهذا المبدأ.
ثانيا: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة جدا خاصة للذين لديهم أعراض اضطراب الجهاز الهضمي المصاحبة للقلق، ومن الواضح أنه لديك أعراض قولون عصبي، وتمارين الاسترخاء سوف تفيدك.
هناك طريقة تسمى بطريقة (جاكبسون) هي من الطرق البسيطة والسهلة والجيدة، فأرجو أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين، وطبقي هذه التمارين بالتزام وباستمرار، وإن شاء الله سوف تجدين فيها فائدة كبيرة جدا.
ثالثا: التفكير الإيجابي، ونقصد به أن الإنسان يضع تصورات إيجابية حول ذاته وحول حاضره وحول مستقبله والعالم من حوله، ومهما كانت هناك سلبيات موجودة فالإيجابيات أيضا موجودة ويجب أن نحاول دائما نرجح كفتها، وأن نسعى لتطوير أنفسنا، هذا يفيد كثيرا.
رابعا: من الضروري عدم التركيز على هذه الأعراض، وأن تعرفي أنها مهما كانت مزعجة فهي ليست خطيرة.
اصرفي انتباهك من خلال الدخول في أنشطة أخرى كما ذكرت لك.
خامسا: العلاج الدوائي جيد ويفيد، لكن يجب أن نستصحب معه العلاجات السلوكية التي ذكرتها، وأنت تفضلت وذكرت أنك تتحسنين بصورة واضحة على الدواء، وبعد أن تتحصلي على التحسن اللازم تتوقفي عن تناول الدواء، ومن ثم تأتي الانتكاسة، فحاولين أن تدعمي التحسن دائما بالتفكير الإيجابي كما ذكرنا وممارسة تمارين الاسترخاء، وتطوير المهارات الاجتماعية، والاستفادة من الوقت بصورة جيدة، هذا كله يفيد كثيرا ويمنع حدوث الانتكاسات بعد التوقف عن الدواء.
عقار فافرين عقار جيد، والدوجماتيل أيضا جيد، ولكن يعاب عليه أنه ربما يرفع هرمون الحليب لدى النساء، وهذا قد يؤدي إلى اضطرابات في الدورة لدى بعض النسوة.
الدواء الذي نعتبره بديلا جيدا للفافرين ويساعد في زيادة الوزن هو زيروكسات والذي يسمى علميا باسم (باروكستين) أعتقد أن هذا الدواء سوف يكون جيدا ومفيدا لك، والجرعة هي أن تبدئي بنصف حبة (عشرة مليجرام) تناوليها يوميا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعليها حبة كاملة واستمري عليها لمدة شهر، ثم اجعليها حبة ونصف ليلا، وهذه هي الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميا لمدة شهر، بعد ذلك يمكنك أن تتوقفي عن الدواء.
البديل للدوجماتيل هو الفلوناكسول والذي يعرف علميا باسم (فلوبنتكسول) هذا الدواء ليس له آثار سلبية كثيرة على الهرمونات النسائية مثل ما يحدث مع الدوجماتيل. جرعة الفلوناكسول هي حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، يتم تناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.
ممارسة التمارين الرياضية أيضا تفيد في علاج الأعراض النفسوجسدية، وأقصد بها آلام المعدة، والشعور بالحموضة، والآلام الأخرى المرتبطة بالقولون العصبي، فكوني حريصة على أي نوع من الرياضة تناسب الفتاة المسلمة.
أتصور أنك قد قمت بالفحوصات اللازمة، وذلك من خلال مقابلة طبيب الجهاز الهضمي.
أنا على ثقة أن الأعراض كلها نفسوجسدية، لكن يجب أن تكون هنالك قاعدة طبية سليمة.
قومي بالفحوصات اللازمة، ثم تناولي الدواء الذي ذكرناه واتبعي الإرشادات الآنفة الذكر.
نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.