إني كثير التفكير في أمراض القلب والشرايين، كيف أتخلص من ذلك؟

0 555

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعلم كيف أشكر جميع القائمين على هذا الموقع الجميل والمفيد، جزا الله القائمين عليه خير الجزاء.

سؤالي: إنني كثير التفكير في أمراض القلب والشرايين والسكتات والجلطات القلبية، وأشعر أحيانا بوخزات في القلب والصدر من الأمام، ومن الظهر، وأشعر أن نفسي يضيق ودقات قلبي تتسارع، علما أن هذه الحالة لا تتجاوز الخمس دقائق، ولكنني أستمر بالارتجاف والخوف بأنني سوف أموت أو يحصل لي مكروه، علما أن هذه الحالة منذ 6 أشهر عندما سمعت أن أحد الأصدقاء مات من سكتة قلبية، فمنذ ذلك الخبر وأنا أعيش حالة من التفكير والقلق، ولم أعد أشعر بالراحة النفسية، وأثرت علي كثيرا.

علما أنني غير مدخن ولا يوجد لدي كولسترول ولله الحمد، وزني زائد قليلا.

عملت تخطيطا للقلب كثيرا، وكل شيء سليم –الحمد لله- علما أنني اكتفيت بهذا التخطيط فقط، لا أشكو من أمراض، ولله الحمد.

يوجد لدي ربو منذ الولادة، ولكنه لم يعد يزعجني مثل الصغر، وأنا متزوج ولله الحمد، ولدي طفل.

أرجو إفادتي، لأنني تعبت وأشعر أنني غير طبيعي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحالة التي تعاني منها نسميها بنوبات الهلع أو نوبات الهرع، وأنت وصفتها وصفا دقيقا جدا، فالحالة حالة قلقية حادة تتميز بحدوث ضيق في النفس، وتسارع في ضربات القلب، ويأتي للإنسان شعور بأن المنية قد دنت، وبعد أن تجهض النوبة يكثر التفكير الوسواسي حول الأمراض والخوف منها، وهذا هو الذي ينطبق تماما على حالتك.

التفكير في أمراض القلب والشرايين والسكتات والجلطات القلبية شكوى شائعة جدا؛ لأن هذه الحالات موجودة وكثرت، وهي قد تكون سببا في وفاة الإنسان.

لذا نجد الناس مشغولة بها تماما، لكن العلاج يكون من خلال التوكل، من خلال {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون}، ومن خلال تحقير هذه الفكرة، وكذلك من خلال اليقين القاطع والكامل بأن الخوف من الموت لا يؤخر ولا يزيد في عمر الإنسان لحظة واحدة، فلكل أجل كتاب، {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}، و{كل نفس ذائقة الموت}.

فوق ذلك أريدك أن تتذكر أن الحالة التي لديك هي حالة نفسية، وليست خوفا حقيقيا من الموت بمفهومه المرضي.

إذن: تجاهل الأعراض مهم، ولا داعي أبدا أن تتردد على الأطباء، فقلبك سليم، وهذه من المفترض أن تعطيك دفعة إيجابية جدا.

ولتكون أكثر طمأنينة، وحتى لا تكثر من التردد على الأطباء أنصحك أن تقابل طبيب الأسرة مرة واحدة كل ستة أشهر مثلا لإجراء الفحوصات الطبية الروتينية، هذا وجد أنه مفيدا جدا من الناحية العملية والبحثية لأنه لا يصاب الإنسان بالمراء أو التوهم المرضي.

اسع دائما لأن تعيش حياة صحية، وذلك من خلال ممارسة الرياضة، وتنظيم الوقت، وأن تقلل من الضغوطات النفيسة بقدر المستطاع، وذلك من خلال التفكير الإيجابي والتفكير المنطقي.

أود أن أذكر لك أنه وبفضل من الله تعالى توجد الآن علاجات دوائية ممتازة، ومفيدة جدا لعلاج مثل حالتك، ومن الأدوية التي ينصح بها دائما عقار يعرف تجاريا باسم سبرالكس واسمه العلمي هو استالوبرام والجرعة التي ينصح بها هي أن تبدأ بخمسة مليجرام – أي نصف حبة – تناولها ليلا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة واستمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى عشرين مليجراما يوميا، وهذه هي الجرعة العلاجية، والتي يجب أن تستمر عليها لمدة شهرين، بعد ذلك خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر، ثم إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

السبرالكس من الأدوية الفعالة والممتازة والسليمة وغير الإدمانية،
وممارسة الرياضة ذات فائدة كبيرة جدا لتحسين الصحة النفسية والجسدية، وللتخلص من نوبات الهلع والهرع.

هنالك أيضا تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء ستكون مفيدة وجيدة لك، حاول أن تطبقها، وإذا تمكنت من مقابلة الأخصائي النفسي ليقوم بتدريبك عليها، فهذا حسن وخير، وإن لم تستطع ذلك فيمكنك أن تتصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

ختاما: أقول لك إن الحالة حالة بسيطة، هي حالة قلقية ظرفية تؤدي إلى شيء من الوساوس والمخاوف، وعلاجها يكون على الأسس والإرشادات والنصائح التي ذكرناها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات