كيف أتصرف مع إدمان زوجي للأفلام الخليعة؟

3 539

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ أن تزوجت منذ 3 سنوات اكتشفت أن زوجي يشاهد أفلاما إباحية على الدش والكمبيوتر.

بل ويمارس العادة السرية أمامها، ويتركني فترات طويلة قد تصل إلى شهرين وأكثر، حتى أنني عندما كنت حاملا بطفلي لم يقربني لأكثر من 8 شهور.

حاولت أن أنصحه بطريق غير مباشرة، ثم تحدثت معه بصراحة، ثم غضبت ولم أعد أحتمل، فهددته بالطلاق وابتعادي عنه. وهو لا يعترف بشيء، ويتهمني بأنني أتخيل، وأن الشيطان يوسوس لي، بصراحة زهقت ولا أجد حلا ولا إجابة.

والآن أعرف أنه ينتظرني أن أنام أو أخرج ويشاهدها، والحال لم يتغير، غير أنني لم أعد أتكلم. أدعو الله أن يشفيه من هذا الإدمان، وأرجو من الله القدير أن أجد عندكم حلا أو جوابا يساعدني على حل مشكلتي لأنني لا أستطيع أن أخبر أحدا أبدا بها، وأن أفشي سره وسر بيتي.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام إياد فظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فإننا في إسلام ويب نرحب بك -أيتها الفاضلة- في موقعك ونسأل الله أن يهدي زوجك، وأن يجمعكما على عمل الخير وخير العمل .

قبل أن أجيب عن سؤالك أحب أن أخبرك بأمر أتصور أنه هام في استقرار الحياة الزوجية، وهو: أن الحياة الزوجية ليست حياة مثالية، بل هي حياة واقعية فيها الصواب وفيها الخطأ، وفيها الصحيح وفيها السقيم.

والرجل مهما كان متعبدا أو عاقلا له هنات وزلات، كما أنك كذلك، وعلى كلا الطرفين أن يتفهم ذلك، وأن يضع خطأ الطرف الآخر موضعه بلا تضخيم زائد، وهذا ما سيدفعك إلى عدم نسيان حسناته وإن أخطأ، وليس معنى هذا الكلام أيتها الفاضلة الرضى بالخطأ، بل المقصود به عدم نسيان حسناته مع معالجة الخطأ.

ثانيا: إن ما وقع فيه زوجك من النظر إلى المشاهد المحرمة أو ممارسة العادة القبيحة لا شك أنه أسير لغلبة الشهوة والهوى، مع ضعف في الإيمان وابتعاد عن الله -سبحانه وتعالى-، ومن ثم فهو بحاجة إلى من يمرضه ويرحمه ويحاول أن يأخذ بيده ليجتاز تلك المرحلة الخطيرة التي يمر بها، وأنت من أقرب الناس إليه وأولى الناس بأن تقومي بهذا الدور، محتسبة الأجر عند الله -عز وجل-، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا، وستجدين أثر ذلك في دنياك وأخراك.

ثالثا: أود أن أنصحك بعدة أمور وأحسب أنها ستساعدك كثيرا في معالجته:

1- التغافل له دور عظيم، فاحرصي عليه؛ فإن التغافل عن أخطاء الزوج له فعل السحر، فما كنت أود بداية أن تخبريه بما قد علمت حتى لا يضطر إلي ممارسة ذلك خلف ظهرك، لأنه بذلك يشعر بلذتين:

الأولى: لذة الشهوة المحرمة.

الثانية: لذة نجاحه -كما يتصور- في الاختباء عنك وعمل ما يريد.

ولذلك أود عليك في المرحلة المقبلة أن تتغافلي عن خطأه وأن تشعريه بالأمان، ولا تتحدثي في الأمر مباشرة معه.

2- الاجتهاد في إيقاظ الجانب الإيماني فيه عن طريق المواعظ التي تتحدث عن حب الله والعمل لدين الله، وكذلك التي تذكره بالدار الآخرة، ويستحسن أن تكون عن غير قصد، أي لا يشعر بأنه المقصود بها، وتركزي على المواعظ التي فيها ذكر الموت وذكر الجنة والنار، والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى وأهوال القيامة وأحوال القبر، وستجدين مادة جيدة في موقعنا هذا وغيره من المواقع الإسلامية.

3- كثرة الإحسان إليه والتودد له، فمما لا شك فيه أيتها الفاضلة أن النفس البشرية مجبولة على حب من أحسن إليها، فإذا وجد الزوج مع قبيح ما يفعل وجها بشوشا ونصيحة طيبة وأسلوبا عذبا رقراقا، وشعر بالرفق والرحمة في معاملتك له والحرص على الخير له، فإني أتصور أن الإجابة ساعتها ستكون سريعة إن شاء الله.

4- الصاحب الساحب إلي الله، فلا يخفاك تأثير الصاحب على صاحبه إيجابا وسلبا، فإن محاولة ربطه بالرفقة الصالحة سيكون له تأثير كبير على حياته.

ودورك هنا في ربط العلاقات الأسرية مع الأسر الصالحة التي فيها رجال صالحون، فيجالسونه ولو في بعض الأحيان، ومن ثم قد تنشأ علاقات بينه وبين هؤلاء الناس فيكونوا سببا في صلاحه، فإن المرء على دين خليله كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-.

5- الابتعاد عن أوقات الفراغ ما أمكن: وهذا أمر يحتاج منك إلي حكمة في التعامل، فلو استطعت أن تنجحي في استغلال وقته استغلالا جيدا بحيث لم يجد معه وقت فراغ فهذا أمر جيد سيجعله يتغلب على تلك الأفكار التي تسيطر على بعض الرجال من استحالة العيش، أو التمتع بدون هذه المحرمات.

6- كذلك نتمنى عليك أن تهتمي أكثر بالتجمل، وأن تكوني علي ما يحب ويشتهي من المنظر الطيب والرائحة الطيبة بقدر الاستطاعة، وقد لا تلمسي أثرا قريبا منه، ولكن على المدى البعيد ستجدي أثر ذلك واضحا، فمهما بعد الرجل أو ابتعد فحتما سيحن إلي زوجه، فإذا وجد المنظر الذي يريده والذي تقر به عينه ووجد الرائحة التي تجذبه إلى زوجته فسيتغير الحال كثيرا.

7- الأصل في العلاقة الزوجية أن كل شيء فيها مباح عدا أمور بسيطة كإتيان المرأة في حيضها أو في دبرها مما حرم الله ، وما عدا ذلك مما يحبه الزوج هو أمر مشروع ومطلوب، فاجتهدي أن تلبي له رغباته المشروعة عن حب وحرص، واعلمي أنك بذلك تحافظي على زوجك وتدفعيه للعودة إليك.

8- كذلك عليك أيتها الفاضلة بأهم وأخطر وأعظم الأمور على الإطلاق وهو: الدعاء له بقلب تقي نقي خالص بالهداية والاستقامة، وأن يعينه الله على التخلص من تلك العادات المحرمة، وأن يزيد في إيمانه، وأن يجنبه المعاصي ما ظهر منها وما بطن.

هذه بعض التوجيهات والنصائح والتي نسأل الله أن تفيدك في علاج تلك المشكلة مع كامل دعواتي لك بالتوفيق والسداد ولزوجك بالهداية.

ونحن سعداء بتواصلك معنا ويسرنا ذلك والله ولي التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات