السؤال
دكتوري الفاضل: أسأل الله لك التوفيق والسداد على ما تقدمه لنا في هذا الصرح الشامخ.
دكتوري: أنا أعاني من الخوف والقلق منذ حوالي (3) سنوات، وبعد عدة تجارب مع الأدوية جمع لي الطبيب بين سبرالكس (10) وسيروكسات (30) وقد لاحظت تحسنا -ولله الحمد- والآن لي حوالي (3) أسابيع على هذه الجرعة العلاجية.
سؤالي يا دكتور: ما رأيك بهذه الخلطة؟ وكم الجرعة القصوى في الجمع بين الدوائين، والسؤال الأهم دكتوري الفاضل: هل إذا ابتعدت عن المنزل سيغمى علي، وهل سأصاب بمكروه؟ لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يمنعني من الخروج والمتعة بالحياة، وأيضا يمنعني من السفر، وما هو تفسيرك لاختلال الآنية؟ مع العلم أني قد عانيت منه وزال عني -ولله الحمد- ولكن لازال عالقا بذهني وسبب لي مخاوف.
أخيرا: أود أن أقبل رأسك على ما تقدمه لنا في هذا الصرح الشامخ، فقد استفدنا منك ومن نصائحك، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، وأشكرك على ثقتك في شخصي الضعيف، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.
أنا سعيد جدا أن أسمع أنك قد تحسنت بخلط السبرالكس والزويركسات، وأحب أن أطمئنك تماما أن الجرعة سليمة، حيث أن كل (40) مليجرام من الزويركسات تساوي (10) مليجرام من السبرالكس، وجرعة السبرالكس هي (20) مليجرام يوميا، وإن كانت في بعض الحالات النادرة ربما نحتاج أن نعطي حتى (30 ) مليجرام من السبرالكس، إذن أنت الآن تتناول أقل من (20) مليجرام من السبرالكس وهذه الجرعة صحيحة جدا وجرعة معقولة جدا.
هنالك الآن دراسات تشير أن بعض الناس يستجيبون لمثل هذا التمازج بين الأدوية وهذه الأدوية متقاربة جدا من بعضها البعض، وكما يقولون (عيال عم) وأنا أقول لك أن الجرعة صحيحة واستمر عليها، وحين تبدأ في تخفيض الجرعة يمكن أن تبدأ بالسبرالكس خففه إلى (5) مليجرام يوميا لمدة شهر مثلا، وبعد ذلك خفض الزويركسات بجرعة (10) مليجرام لمدة شهر أيضا، وخلال هذه الفترة سوف تستمر على السبرالكس (5) مليجرام والزويركسات (20) مليجرام، وبعد فترة يمكن أن تتوقف عن السبرالكس واستمر على الزويركسات بجرعة حبة على الأقل لفترة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم يمكن أن تخفضه إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عن الدواء، هذه مجردة خطة مقترحة، وبالطبع اتباعك لإرشادات الطبيب المعالج يجب أن تكون هي الأولى.
بالنسبة لسؤالك الثاني -أخي الكريم- الشعور بالإغماء والهواجس المرتبطة به هو شعور وسواسي، أنت ذكرت أنك تخاف إذا ابتعدت عن المنزل يغمى عليك، أنا أدعوك الآن دعوة قوية وثابتة وقائمة على الدليل العلمي وهي أن تبتعد الآن عن المنزل واذهب إلى مسافة بعيدة، وأنا أؤكد لك أخي الكريم أنه لن يصيبك أي مكروه -بإذن الله تعالى- ويجب أن تكسر هذا الحاجز النفسي لأنه حاجز وسواسي، والوساوس دائما تعالج من خلال اقتحامها وتحقيرها، فيجب أن تقدم على ذلك، والسفر لابد أن تسافر لأنه فيها منافع، ودعوة المسافر إن مستجابة، فلا تحرم نفسك من هذا أخي الكريم، وعليك دائما بأدعية السفر فهي تبعث الطمأنينة في الإنسان، وابحث أيضا عن الرفقة الصالحة في سفرك، هذا يمهد للإنسان ويساعده على تخطي مصائب السفر.
بالنسبة لاختلال الأنية من الناحية التشخيصية يعتبر أصلا من التشخيصات الواهية التي اختلف حولها الرأي، لكن الجميع أجمع أنها مرتبطة بالقلق، وكثير من الذين يصابون بهذه العلة تجدهم يقلقون حولها، وهذا يسبب لهم الكثير من الوساوس ونوعا من التأثير الإيحائي الذي يزيد من قلقهم، فيا أخي الكريم تجاهل ما يسمى باختلال الأنية هو الشيء الصحيح، وحين تأتيك هذه المشاعر مشاعر التقرب عن الذات -أي اضطراب الأنية- حاول دائما أن تصرف انتباهك إلى أمر آخر، مثلا فجأة قم بإحداث صوت أو قم بالضرب على يديك على الطاولة، أو أتفل ثلاثة على شقك الأيسر وهكذا، وصرف الانتباه يخرج الإنسان من مثل هذه العلل، وتحقيرها ضروري، وأنت ذكرت إنها عالقة بذهنك، وهذه يعني أنها استحواذية، وأنها وسواسية وأنها تقتحم خيالك، وهذا يعالج -كما ذكرنا- من خلال التحقير والتجاهل وصرف الانتباه.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وسدد خطاك.