الحزن يخيم علي وأصبح سمة لي، فكيف أتخلص منه؟

0 370

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا في هذه الأيام أحس أن شيئا كبيرا قد تغير داخل مشاعري وأفعالي، بدأت أحزن لأقل شيء، ويظهر على وجهي الحزن، حتى وإن كنت لا أبين ذلك لأحد! لكن بدأت أشعر أن هناك أشياء تذهب، بدأت أحس أني أحب أن أبين مظهري أكثر، أحب الإعجاب أكثر من رضا النفس، أي رضا التواضع، وبعض الغرور أو التكبر، وأنا لا أحب هذا أبدا، ولكن بدأت أشعر بذلك الشعور.

أصبحت متخبطا في مشاعري، وأحزن ولا أفكر جيدا، وضعيف التركيز، كنت أرتكب بعض المعاصي، لكن غير راض عن نفسي، وأريد أن أتغير، لكن مشاعري ونفسيتي تتغير، ليس فقط الذنوب، لكن دائما أشعر عندما أتحدث مع الآخرين أن أقل شيء يحزنني ولا أتحمل، أنتظر ردكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد حاولت أن أركز على رسالتك كثيرا، حتى أستدرك وألم بكل ما تقصده، ربما أكون قد وجدت بعض الصعوبة، لكن الذي استخلصته هو أنك تتحدث عن تقلب في المزاج، وأن نوبات الحزن هي الغالبة، ويظهر أنه لديك أيضا بعض الأفكار الوسواسية التي تؤثر على مشاعرك.

الذي أنصحك به هو أن تضع لنفسك برامج يومية، تكون برامج عملية تطبق من خلالها الأنشطة التي تتطلبها حياة الإنسان الناجح: يجب أن تخصص وقتا للدراسة إن كنت تدرس، ووقتا للتواصل الاجتماعي، ووقتا للرياضة، ووقتا للعبادة، ووقتا للترويح عن النفس بما هو مشروع.

لماذا نهتم بقضية إدارة الوقت خاصة في مثل حالتك؟ إدارة الوقت مهمة، لأن الإنسان هو عبارة عن فكر ومشاعر وسلوك، وأحيانا تكون المشاعر مختلطة مضطربة تؤثر على الفكر، وهذا يؤثر على السلوك، لذا إذا لجأ الإنسان إلى تطبيقات عملية في حياته سوف يتغلب على المشاعر السلبية، وكذلك الفكر السلبي الذي لا يعنيه.

إذن نبدأ بالسلوك، والسلوك يعني الأفعال، ويعني التصرفات، ويعني الأعمال، وهذا لن يتأتى إلا من خلال إدارة الوقت بصورة جيدة، والعائد النهائي هو تبدل المشاعر إيجابيا.

أنصحك حقيقة أن تحكم على نفسك وتقيس مشاعرك من خلال أفعالك، وليس من خلال المشاعر نفسها أو الفكر السلبي الذي يسيطر عليك، هذا جانب.

من جانب آخر أنت لديك أشياء جميلة في حياتك، أنت في بدايات سن الشباب، يجب أن توجه طاقاتك بصورة إيجايبة، والحياة تتطلب الصمود، تتطلب المكابدة، تتطلب الاجتهاد، ولا شك أن تقوى الله يجب أن تكون على رأس الأمر، لأنها هي مفتاح السكينة والطمأنينة وتوازن النفس والهدوء والعمل والأمل، فكن على ذلك.

يجب أن تدفع الفكر السلبي الذي لديك، والفكر الوسواسي – هذا الذي تحدثت عنه أنك تحب الإعجاب أكثر من رضى النفس، أي رضا التواضع وبعض الغرور أو التكبر – أعتقد أن هذا فكر وسواسي، مرتبط باضطراب المزاج البسيط الذي لديك.

نصيحة أخرى مهمة هي: أن تكون لك رفقة طيبة، رفقة صالحة، متوازنة، تستطيع من خلالها أن تقتدي بالنماذج الطيبة والجيدة في الحياة، فالإنسان يحتاج لمن يعينه على أمور الدين والدنيا، والمرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل، فكن حريصا على ذلك.

بالنسبة موضوع الحزن وأن أقل الأمور تحزنك، هذه فكرة يمكن أن تتحكم فيها، بأن تقنع نفسك أنها سخيفة، أنه لا داعي لها، لماذا تحزن بالصورة الغير مطلوبة الغير متوازنة؟ الحياة فيها مسرات، الحياة فيها جماليات، والإنسان يمكن أن يحزن، لكن المهم هو كيفية إدارة الحزن، لا تكون هنالك مبالغات في التعبير، وأن يكون المقام فعلا يتطلب أن يحزن الإنسان، هذا مباح ومطلوب ومشروع، لكن كما ذكرت إدارة الحزن هي المهمة.

سوف تستفيد كثيرا من التعبير عما بداخل نفسك، وهذا يتم من خلال التواصل الاجتماعي الجيد، ولا تترك الرواسب السلبية البسيطة مكبوتة ومكتومة، لأنها تؤدي إلى احتقانات، والاحتقانات النفسية تؤدي إلى فكر سلبي.

لابد أن تضع أهدافا واضحة في حياتك، وتضع الآليات التي توصلك لهذه الأهداف، وهذا أيضا يتأتى من خلال إدارة الوقت الذي أشرنا إليه.

كن أكثر ثقة في ذاتك بكل إيجابياتها وكل سلبياتها، وبعد أن يحدث هذا التفهم حاول أن تطور نفسك، وذلك من خلال التركيز على ما هو إيجابي ومحاولة تصعيده وتثبيته وتقويته، وتقليص السلبيات بقدر المستطاع.

جزاك الله خيرا، وبارك الله فيك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات