السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أنا سيدة متزوجة، وعندي 3 بنات، و- الحمد لله -.
أعاني من قلة في النوم؛ حيث أنني أنام بعد منتصف الليل لأنني أحافظ على صلاة الليل، ولكن بعدما أصحو لصلاة الفجر لا أستطيع النوم بعدها، أفكر كثيرا، وأحاول أن أمتنع عن التفكير ولكنه سرعان ما يعود.
وأكثر معاناتي في أيام الامتحانات، حيث أنني لا أستطيع النوم سوى أربع ساعات أحيانا أو أقل، مما يسبب لي الضعف في المذاكرة والاستيعاب، وحرقة في عيني واحمرار، وأحس بإرهاق شديد، ولا أستطيع مذاكرة مادة اليوم الثاني من شدة التعب، فتصبح درجاتي غير جيدة.
لدي معاناة أخرى وهي: عندما نريد أن نذهب لزيارة أحد أو السفر فإنني لا أنام ليلتها، ويكون اليوم التالي مثل الجحيم.
أنا و- الحمد لله - نفسيتي مرتاحة، ولكن مشكلتي مع التفكير الذي سبب لي قلة في النوم، أرجو منكم مساعدتي؛ حيث أن ظروفي لا تسمح لي بالذهاب للطبيب.
أتمنى منكم إعطائي الوصفة الدقيقة، ولا أملك سوى الدعاء في صلاتي لمن ساعدني على تخطي أزمتي.
جعل الله ما تقدمون في ميزان حسناتكم، وشكــــــــرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية، وأسأل الله أن يزيدك علما ودينا وهدى وصلاحا وتوفيقا، فمن الواضح أنك مجاهدة ومجتهدة، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
أنت تتفاعلين تفاعلات ظرفية أساسها القلق، والقلق هو الذي يجعلك لا تنامين النوم الصحيح والسليم، وفي نفس الوقت يخل بتركيزك فيما يخص الدراسة والاستيعاب، الصحة النومية مهمة ومهمة جدا في حياة الناس خاصة في مثل عمرك.
أنا أعرف التزاماتك الزوجية والمنزلية، و- جزاك الله خيرا - على حرصك على قيام الليل، وكذلك المذاكرة من أجل النجاح، هذه كلها أمور طيبة وإيجابية، لكن لا شك أنها تتطلب منك حسن إدارة الوقت، وإدارة الوقت الآن هي فن من الفنون التي متى ما أدركها الإنسان، وحاول أن يطبقها حتى ولو جزئيا يستطيع - إن شاء الله تعالى - أن يصل إلى مراميه وإلى ما يبتغيه بتوفيق من الله تعالى.
اليوم يجب أن يقسم إلى ثلاث أقسام:
• هنالك جزء للغرائز، مثل: الأكل، والشرب، والنوم، والاستحمام، ودخول الحمام... إلخ، هذا يقتضي له بعض الوقت.
• الجزء الثاني الذي نقضي فيه الواجبات، وأنت لديك واجبات منزلية وزوجية، وهنالك أيضا إضافة مهمة وهي الدراسة في مثل وضعك.
• القسم الثالث من حيث التقسيم الزمني لإدارة الوقت هو: أن نروح عن أنفسنا وأن تكون لنا إضافات وإبداعات مثل تطوير الهوايات، القراءة وكل ما يضيف للإنسان من الناحية الفكرية والمعرفية، هذا يعتبر أمرا جيدا.
هذه المحاور الثلاثة بصفة عامة إذا حاول الإنسان أن يدير وقته من خلالها هذا سوف يكون أمرا جيدا.
بالنسبة لك أعتقد أن القلق الذي تعانين منه يحتاج إلى أدوية بسيطة، أدوية مزيلة للقلق، وأنا لا أحب إعطاء المنومات أبدا، لأنها لا تعالج المشكلة من الأصل حتى وإن حسنت النوم، لكنها لا تزيل أسباب اضطراب النوم.
هنالك أدوية بسيطة تفيد جدا في مثل حالتك: هنالك عقار قديم يعرف تجاريا باسم (ترتبزول)، ويسمى عليميا باسم (إمتربتالين)، تناوليه بجرعة عشرة مليجرام ليلا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلي الجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا، أعتقد أنه سوف يكون مفيدا لك، ويمكن أن تصبري عليه لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، فهو دواء بسيط وفي متناول اليد.
ليس له آثار جانبية غير أنه ربما يؤدي إلى شعور بسيط بالجفاف في الفم، وهذا يختفي - إن شاء الله - مع الاستمرار في تناول الدواء.
يمكن أن تضيفي له مركب عشبي يعرف باسم (إسليب أشور Sleep Assur)، وهذا يمكن الحصول عليه من الصيدليات دون أي وصفة طبية، ويمكن تناوله حبة ليلا عند اللزوم.
أنت في حاجة أيضا لتطبيق تمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة ومفيدة، وللتدرب عليها يمكنك تصفح أحد المواقع على الإنترنت.
تمارين الاسترخاء تحسن من التركيز جدا، وتجعل الإنسان يشعر بشيء من الاسترخاء.
ممارسة أي تمارين رياضية داخل المنزل أعتقد أنها سوف تكون ذات فائدة كبيرة جدا بالنسبة لك.
بالنسبة لصلاة الليل: لا شك أن هذا عمل عظيم، نسأل الله تعالى أن يزيدك وأن يتقبل منك، لكن أعتقد أن تعديل الأوقات هنا قد يفيدك، أرى أن تستيقظي قبل صلاة الفجر مثلا بنصف ساعة وتصلي شيء من صلاة الليل، هذا ربما يكون أفضل من النوم بعد منتصف الليل.
الساعة البيولوجية سوف تبدو بصورة أفضل إذا اتبعت المنهج الذي نصحتك به.
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.