أشعر بالحزن والاكتئاب ولا أحد يفهمني، ما نصيحتكم لي؟

0 598

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا عمري 14 سنة، دائما أشعر بالحزن والاكتئاب، وأشعر بأن لا أحد يفهمني, ولا أثق بأحد لكي أطلعه على أسراري، وإن قلت لأحد عن أسراري ينتابني شعور بالخوف من أن يكشف أسراري لأحد, ودائما تكثر المشاكل بيني وبين أهلي، فأبي يقضي وقته كله بالعمل، وعندما يعود يقضي وقته الآخر في المشاكل مع أمي.

أشعر دائما بأنه يفرق بيني وبين أختي الكبيرة، وأمي دائما تعتبرني مراهقة، ولا تهتم بما أقول لها، أما إخواني فهم المشكلة الأكبر في حياتي، فدائما يضايقونني عندما أجلس على الحاسوب أو أي شيء آخر، يتدخلون بتصرفاتي، حاولت أن أتجنبهم، ولكن لم أستطع، فأنا عصبية جدا.

المشكلة الأخرى في داخلي، فأنا أكون قصصا في مخيلتي وأعيش معها، وتأخذ كل وقتي في التفكير بها، ولا أستطيع النوم إلا عندما أفكر بها، ولا أستطيع الجلوس لوحدي من غير التفكير بهذه القصص، حاولت كثيرا بأن لا أفكر بهذه التفاهات حتى عجزت.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هالا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد،،،

إنك تمرين في هذا السن بمرحلة المتغيرات النفسية والوجدانية والبيولوجية، وهذه المتغيرات تعتبر أمرا طبيعيا، لكنها في بعض الأحيان قد تمثل أزمة نفسية، وهذه يمكن تخطيها من خلال أن تتذكري أن هذه الفترة قد يحدث للإنسان فيها شيء من عدم الاستقرار.

لذا تكونين مجتهدة في أن تتحكمي في مشاعرك، وأن تستفيدي من طاقاتك في الدراسة، وممارسة الرياضة، وحسن التواصل الإيجابي مع الآخرين، وأن تنظمي وقتك بصورة صحيحة، هذا هو الذي نطلبه منك، وهذا يفيدك كثيرا.

الاسترسال في التفكير الخيالي والقصص أيضا هو جزء من طبيعة هذه المرحلة، ويمكنك أن تتحكمي في أحلام اليقظة هذه من خلال أن تمسكي فكرة واحدة، وتصري على هذه الفكرة، هذه الفكرة تكون فكرة إبداعية جيدة، ويمكن أن تقومي بكتابتها، وفي نهاية الأمر سوف تجدين أن حبل تفكيرك كان في أمور إيجابية، وهذا يساعدك على خصوبة الفكر وتطويره، وفي نفس الوقت - إن شاء الله تعالى - يحد من وجود التفكير السلبي.

هنالك تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء خاصة، تمارين التنفس التدرجي، حاولي أن تطبقيها، وهي تمارين بسيطة جدا: اجلسي على كرسي مريح، أو اضطجعي على السرير، أغمضي عينيك، استمعي إلى شيء من القرآن الكريم، اجعلي صوت المسجل أو المذياع يكون منخفضا، وأنت في حالة استرخاء تام قومي بأخذ نفس عميق وقوي عن طريق الأنف، بعد ذلك أمسكي الهواء قليلا في صدرك، ثم أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم.

كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، ويمكن أن تستمري على هذا النمط لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليه مرة واحدة في اليوم، يفضل أن يكون قبل النوم، وهذا - إن شاء الله - يصرف عنك التفكير الخيالي السلبي، وفي نفس الوقت يدخلك في مزاج استرخائي تام ويساعد على النوم.

كوني أيضا حريصة على أذكار النوم، وتجنبي النوم النهاري، وطبقي أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة، وتذكري أنك مطالبة في هذه المرحلة وكل مرحلة بأن تسلحي نفسك بسلاح العلم والدين، فهي الرصيد الإيجابي المطلوب لمواجهة عثرات الحياة وصعوباتها.

أنت مطالبة حقيقة بأن تكوني إيجابية في التعامل مع أفراد أسرتك، مهما كانت شقة الخلافات بينك وبين والدتك، لا تنفعلي سلبيا، ولكن تحدثي إلى والدتك في الأحايين والأوقات المناسبة، ودعيها تصبر وتوصل لوالدك الاحترام والتقدير، هذا لا شك أنه سوف يحسن من العلاقات فيما بينهم.

بالنسبة لعلاقتك مع إخوتك: لا مانع من أن تنصتي لتوجيههم، خاصة فيما يخص موضوع الجلوس للكمبيوتر، فأنا على ثقة تامة أنهم حريصون عليك جدا، وانطلاقهم في توجيهك ليس من الضروري أن يكون انطلاقا سلطويا متعسفا، إنما هو بقصد توجيهك لما يفيدك، وأن لا تدخلي في إدمان الحاسوب أو شيء من هذا القبيل، لأن هذه الآن أصبحت مشاكل حقيقية.

أنا أعتقد أنه بشيء من التفاعل الإيجابي مع أفراد الأسرة وبالصبر والمساهمة بأفكار إيجابية وتسامح أعتقد أنك تستطيعين أن تكوني نقطة الالتقاء التي يلتقي عندها أفراد الأسرة، وهذا - إن شاء الله - يؤدي إلى الكثير من الهدوء في داخل الأسرة وتحسين العلاقات ما بينكم كأسرة واحدة.

كوني متفائلة حول المستقبل، ولا تنظري نظرة سلبية، أنت على أعتاب الحياة الحقيقية، و -إن شاء الله تعالى - سوف تتخطين هذه المرحلة.

لست في حاجة لأي نوع من العلاج الدوائي، فقط تنظيم الوقت، والتفكير الإيجابي، وممارسة الرياضة، والتسامح والمساهمة الإيجابية في شؤون الأسرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات