الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طباع والدي الحادة أبعدت الخطاب عني، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طبيبة جلدية عمري 30 سنة، وأنا البنت الوحيدة لوالدي، مشكلتي أن والدي الذي يبلغ من العمر 70 سنة لديه طباع سيئة، ويؤذي الجيران، وأثر ذلك على سمعتنا، فكلما تقدم أحد لخطبتي يذهب ولا يعود.

فكرت بالرحيل من المنطقة، لكن موقع العمارة المسجلة باسمي استراتيجي، واستثمارها جيد، لذلك لا أفكر ببيعها، ولكني خائفة من تقدم العمر، وأن أجد نفسي وحيدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي الوالد لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الإصلاح، وعلى تفادي آثار ما يقوم به الوالد.

ونؤكد أن الناس يتعاملون معكم بتعاملكم أنتم معهم، فالاعتذار نيابة عن الوالد، وتطييب خواطر من أساء إليهم، وحسن التواصل معهم، من الأمور المهمة التي تخفف عنك وعن الوالد، هذا الذي يستطيع أن يفعله الإنسان عندما يبتلى بكبير السن الذي يؤذي الناس، فعلينا أن نشتري المظلمة من الناس بإرضائهم، وحسن التعامل معهم، والاعتذار لهم نيابة عن والدك، فهذا من الأمور المهمة، عند ذلك سيتذكر الجميع أن هذا شخص كبير، وأنه كبير للجميع، وأن الجميع مطالب بالصبر عليه.

وأيضًا سيشعر الناس أنك لست راضية على إساءة وتقصير الوالد في حق الجيران، فإذا قصر الوالد فلا تقصري، وإذا أساء الوالد فلا تسيئي، بل بادري بالاعتذار لمن أساء إليهم، وحاولي أن تحسني إليهم، والسلف كانوا يسمون هذا شراء المظلمة، فقد يشتري الإنسان مظلمة وقعت من أبيه على الناس بإرضائهم، والإحسان إليهم، بالإهداء لهم، وحسن التواصل معهم، وهذا من الأمور المهمة في مثل حالتك.

فإن الناس سيحكمون عليك وليس على الوالد، وإن كان لهذا تأثير، إلا أنه سيصل إلى قناعة أنك مختلفة عن الوالد، لم تضريهم، ولم تقبلي إساءة الوالد لهم، بل اعتذرت عن تلك الإساءة، وهذا دليل على أنك تقدرين مشاعرهم، وأنهم يقدرون أن الوالد كبير ومؤذ، وأنه المخطئ، وتطلبين منهم الدعاء له، وتجتهدين أنت في الدعاء، فنسأل الله أن يعينك على الخير.

وإذا فعلت هذا فلست مطالبة، ولست بحاجة إلى الانتقال من هذا المكان الذي أنت فيه، والانتقال منه ربما يسبب لكم ضررًا في أي ناحية من النواحي. على كل حال: مسألة الزواج قضاء من الله وقدر، ولكل أجل كتاب، ومما يساعد الفتاة على أن تصل لمرحلة الزواج، أن تحسن التعامل في بيئة عملها، بين زميلاتها، ومع جيرانها، وأن تظهر ما عندها من أدب، وخير، ورحمة، ومعاونة للآخرين.

واعلمي أن في تجمعات النساء من تبحث عن أمثالك لأخيها، ولابنها، ولعمها، أو لخالها، أو لأي محرم من محارمها، فنسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يعين هذا الوالد على حسن الختام، وأن يتفادى أذية الناس، ومن المهم جدًا تفادي أسباب احتكاكه مع الناس بجهدك.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً