السؤال
السلام عليكم..
مررنا في غربتنا أنا والعائلة بظروف صعبة للغاية، ومع أنني إنسانة قوية ومؤمنة لكنني أصابتني أعراض جسمانية شديدة، وليس فقط أعراض نفسية وضغط نفسي، بل تعداه إلى اضطراب في النوم، وحرقان الجلد خاصة الذراع عندما أصحو أثناء الاضطراب في النوم وقلق شديد جدا، وخوف من المستقبل القريب، وانقطعت معها الدورة الشهرية تماما، والآن خفت الأعراض لكن أيضا تعرضنا لهزة قويه في حياتنا، وهذه المرة اختلفت الأعراض، فبدأت أشعر باختناق وضيق في رقبتي وصدري كأن أحدا داس عليها برجله، وحرارة وتعرق، فبماذا تنصحونني لأتخلص من هذه الأعراض؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الأعراض التي تعانين منها من الواضح أنها أعراض نفسوجسدية، بمعنى أن الأعراض هي أعراض جسمانية كما تفضلت وذكرت، ولكن من الواضح أن منشأها نفسي، والقلق قد يكون هو العامل الرئيسي، كما أن سنحة بسيطة من الاكتئاب هي أمر شائع جدا في مثل عمرك، والتغيرات الهرمونية لا شك أيضا أنها ذات تأثير.
كل الأعراض: الشعور بالاختناق والضيق في الرقبة، هذا كله مؤشر حقيقي لحالة القلق الاكتئابي البسيط الذي تعانين منه، وأنا أعتقد أنك سوف تستفيدين كثيرا من مضادات الاكتئاب، والآن توجد أدوية فعالة وسليمة جدا، فإذا تفضلت وقابلت أحد الأطباء النفسانيين فهذا أمر جيد، وإن لم يكن ذلك ممكنا فأنصحك بتناول الدواء الذي يعرف تجاريا باسم (زوزلفت) ويعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال) ويعرف علميا باسم (سيرترالين) وهو دواء ممتاز وسليم وفعال وغير إدماني، يزيل القلق والتوتر إن شاء الله، ويساعد أيضا في علاج الأعراض الجسدية، ويمكن أن ندعمه بدواء آخر يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميا باسم (سلبرايد).
جرعة السيرترالين هي أن تبدئي بنصف حبة، تناوليها ليلا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعليها حبة كاملة، استمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضيها إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عن تناول الدواء.
أما السلبرايد فتناوليه بجرعة كبسولة واحدة (خمسين مليجراما) ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناوله، هذه أدوية سليمة وفعالة جدا.
من المستحسن بالطبع أن تقومي بإجراء فحوصات طبية عامة، مع التركيز على معرفة وظائف الغدة الدرقية، وكذلك مستوى فيتامين (د)، فنقص فيتامين دال قد يسبب كثيرا من الآلام الجسدية، وضعف إفراز الغدة الدرقية أيضا قد يسبب آلاما وقد يؤدي إلى شعور قلقي اكتئابي.
هذه مجرد تحوطات طبية من أجل التأكيد، لكن قناعتي شبه مطلقة أن حالتك هي حالة نفسية بسيطة.
سيكون من الضروري جدا أن تمارسي الرياضة، أي نوع من الرياضة، خاصة رياضة المشي، فإن شاء الله تعالى هذه فيها فائدة كبيرة جدا بالنسبة لك.
يجب أن تنظري إلى الحياة بإيجابية، فأنت الحمد لله تعالى لديك كل عوامل الاستقرار من الوظيفة المحترمة والأسرة، وعليك أيضا بأن تكثري من التواصل الاجتماعي، وتروحي عن نفسك بما هو جيد ومفيد وممتع.
بالنسبة للصحة النومية: النوم لا شك أنه ضروري وهو غريزي، واضطرابه يدل على وجود قلق أو اكتئاب أو عادات غير سليمة في النوم، فبعض الناس ينامون كثيرا في أثناء النهار، أو تجدهم يتناولون الشاي والقهوة بكثرة مساء، أو لا يثبتون وقت نومهم.
لذا أنصحك بتحسين صحتك النومية من خلال تجنب النوم النهاري، وممارسة الرياضة كما ذكرنا لك مهمة، وتجنبي تناول الشاي والقهوة والبيبسي والكولا بعد الساعة السادسة مساء، وثبتي وقت النوم، وكوني حريصة على أذكار النوم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.