متزوجة ولا أشعر بالسعادة لكثرة المشاكل، فما نصيحتكم؟

0 373

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة متزوجة، لكني عندما خطبت وكتب كتابي، وعندما اقترب موعد الفرح كان أناس من أقاربي وأقارب زوجي وجيرانه يتوفوا (يموتوا) لكن خلال هذه الفترة منذ كتب كتابي حتى تزوجت فقط ، وبعد زواجي توقف موت الناس، وأنا أعيش حياة غير سعيدة مع زوجي، ودائما تحصل بيننا مشاكل، ولم أنجب الأطفال بسبب هرمون الحليب، وبسبب قرينة الأحلام.

الآن لي سنة وثمانية أشهر متزوجة أرجو أن تفيدوني، وتحكوا لي وضعي بكل صراحة، وأنا لن أتضايق من الحقيقة لأني أدركت حظي ورضيت بنصيبي.

أنا محتارة جدا، وأشعر بضيق، هل ما يحصل معي بسبب نحاستي وسوء حظي رغم أنني طيبة، ومرهفة الحس، وأشعر بالناس دائما، وأتمنى لهم كل خير، أم أن هذا قدري أم ماذا؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، ويرزقك الذرية الطيبة، ويسعدك في حياتك وآخرتك.

نحن لا نرى أيتها البنت العزيزة ما يدعو إلى القلق في حياتك، ولا نرى شيئا يدعو إلى كل هذا التشاؤم، فأنت ولله الحمد تعيشين نعما كثيرة لعلك لا تحسين بها، ومن ثم تستصغرينها، فنصيحتنا لك أن تتفكري في نعم الله عليك وما أكثرها، فأنت متزوجة وملايين النساء غيرك يتمنين الأزواج، وأنت في صحة والمرضى لا يحصي عددهم إلا الله تعالى، وأنت في بيتك والمشردون لا يعلم عددهم إلا الله، أنت تتمتعين بسلامة أعضائك وحواسك، إلى غير ذلك من نعم الله عز وجل الوفيرة، فتفكري في هذه النعم لتعرفي مقدار ما أنت فيه، وهذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم فإنه قال: (انظروا إلى من دونكم ولا تنظروا إلى من فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

ليس في حياتك ما يدعو إلى التشاؤم الذي أنت فيه أيتها العزيزة، والمشكلات الزوجية شيء معتاد بين الأزواج لا تخلو منها حياة زوجية في الغالب، وليس ثم حياة خالية من المشكلات، ولكن يتفاوت الناس فقط في تعاملهم مع هذه المشكلات، ومن ثم فنصيحتنا لك أن تتعاملي مع مشكلاتك بهدوء وروية فتعرفي سبب المشكلة، وإذا عرفت سبب المشكلة هان بعد ذلك علاجها وحلها.

أما ما ذكرته من موت بعض الناس خلال فترة الخطوبة والعقد قبل الدخول، فهذا أمر لا علاقة له بزواجك على الإطلاق، فلا تسمحي أبدا للشيطان أن يسرب مثل هذه الوساوس إلى قلبك ليجعلك تعيشين حياة كلها أحزان وأكدار، فإن الناس لا يموتون إلا بقضاء الله عز وجل وقدره، وإذا جاء أجل الشخص لا يمكن تأخيره لحظة، وهذا أمر معلوم، والنصوص في القرآن والأحاديث كثيرة دالة على هذا، فلن يتأخر أجل الإنسان لحظة كما أنه لن يتقدم لحظة، فدعي عنك هذا النوع من التفكير، ولا تربطي ما يحصل للناس بحياتك أنت.

أما ما ذكرته من تأخر الإنجاب فإن المودة التي قضيتها إلى الآن ليست طويلة، وكثير من النساء يمكثن وأطول من هذه الفترة بكثير، ثم بعد ذلك ترزق المرأة الذرية الطيبة وترزق العديد من الأبناء والبنات، فلا تستعجلي أبدا رزق الله تعالى، وأحسني الظن بالله تعالى، وخذي بالأسباب الحسية من التداوي، ولا بأس بأن تعرضي نفسك على الطبيبة الثقة، وكذا تطلبي من زوجك أيضا أن يعرض نفسه على الطبيب، فإذا كان هناك داء فما أنزل الله عز وجل من داء إلا وأنزل له دواء.

وبالجملة فإننا نرى أيتها الأخت أنك ولله الحمد في نعم كثيرة ينبغي أن تتفكري فيها وأن تشتغلي بشكر الله تعالى عليها، فإن شكر الله تعالى سبب للمزيد، فليس ثم شيء يجلب لك النعم أفضل من شكر الله تعالى على النعم التي أنت فيها، والرضى بما قسمه الله عز وجل هو جنة الدنيا، فتفكري فيما أنت فيه من الخير وستعرفين أنك فعلا تعيشين حياة ملؤها السعادة، وكون بعض المشكلات تطغى عليها هذا ما جرت عليه حياة الآدميين كلهم، فلا ينبغي أبدا أن تكون سببا للقلق والحيرة.

نسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الطيبة، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات