أمر يشغل بالي كثيرا ويؤثر على أدائي للعبادات... فكيف أتخلص منه؟

0 386

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السادة العاملون بموقع إسلام ويب:
أشكر لكم هذه الخدمة الجليلة التي تقدمونها للناس, وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

أنا طالب جامعي في السنة قبل الأخيرة, ظهرت لي فكرة مشروع تخرج ضخمة جدا, وطموحة جدا- دون الحاجة لذكرها- وبدأت بالتخطيط لهذا المشروع, واجتمعت مع الطلاب, وناقشناه, واجتمعنا مع الإدارة لتدعمنا, وحصلنا على بعض الدعم, والأمر جار على ما يرام, لكن المشكلة هي أنني لكي أتم هذا المشروع يجب أن أفكر في الخطوات القادمة, والتنظيم, وما يجب إنجازه, والكثير من الأشياء الأخرى.

أصبح الأمر في بالي دائما, وهذا ليس بسيء, لكن السيء أني حتى في الصلاة أفكر فيه, وأحاول أن أخشع, لكن ليس كما ينبغي, وأنا أذهب أسبوعيا لحفظ القرآن, والأمر يدور في خاطري أثناء تلاوتي, وأيضا قبل النوم, أصبح يؤرقني.

أنا أريد أن أتم هذا الأمر أكثر من أي شيء, وأريد أيضا أن أؤدي عباداتي على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى فكيف السبيل؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال، والذي يدل على قوة الإيمان -إن شاء الله- وليس ضعفه كما قد يتبادر للذهن.

ليس غريبا أن يفكر الإنسان بمشروع ما مفيد، ويبدأ هذا المشروع يحوز على كل اهتمام هذا الإنسان، وبصراحة أقول لك، ليت عندنا الكثير من هؤلاء الذين يفكرون بإنجاز مشاريع تهم المسلمين، ويسيطر عليهم الاهتمام بهذه المشاريع لإنجازها وتحقيقها في حياة الناس.

نعم من الأهمية أن نستحضر الخشوع, ونحن بين يدي الله في الصلاة، وكما يقول ربنا تعالى "الذين هم في صلاتهم خاشعون" (المؤمنون)، وصحيح أننا مطالبون ببذل الجهد باستمرار في استحضار النية الصالحة, والتركيز في الصلاة، ويبقى هذا تحديا لنا على الدوام، وأحيانا ننجح، وأحيانا يكون نجاحنا أقل، وهكذا متابعة هذا الحال بين المحاولة وبذل الجهد، والله تعالى يقول: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين".

المهم أن نبقى على هذه المحاولة وبذل الجهد وفق الاستطاعة البشرية التي نملكها.

وأذكر أنه يروى عن عمر بن الخطاب أنه عندما كان خليفة للمسلمين، وكان هم رعايتهم وحمايتهم تشغل باله طوال الوقت، وكيف لا وهو خليفة المسلمين, والمسؤول عن سلامتهم وأمنهم، ونحن نعلم من كان عمر، يروى عنه أنه كان يقول فيما معناه: "كنت أجهز الجيش وأنا في الصلاة" وربما هذا يفيد, أنه مهما حاول الإنسان التركيز في صلاته فقد تخطر في باله الخواطر المختلفة، وخاصة فيما يهمه ويهتم به, ويبقى من الواجب علينا أن نحاول عدم الاسترسال في هذه الأفكار والخواطر، وإنما أن نحاول إيقافها في أقرب وقت، والتركيز في صلاتنا.

ومما يمكن أن يعيننا في هذا التركيز بعض المهارات التي يمكننا أن نتدرب عليها لاستعمالها، ومنها:

- محاولة التفكير في معاني الآيات التي نقرأ.

- أن نحاول قراءة بعض الآيات والسور الجديدة التي نحفظها، وبعيدا نوعا ما عن الآيات والسور المعتادة التي نحفظها بشكل جيد، مما يستدعي انتباهنا وتركيزنا.

- أن يعزم الإنسان قبيل الصلاة على محاولة عدم الاسترسال في التفكير في الموضوع الذي يشغله، مجرد عقد النية على هذا.

- أحيانا كلما حاول الإنسان أن لا يفكر في أمر ما، كلما فرض هذا الموضوع نفسه على ذهنه, فمثلا إذا قلت لك الآن "لا تفكر في الفيل الأحمر" فأول ما سيخطر في بالك ذلك الفيل الأحمر!

إننا نحاول ونبذل الجهد، والله تعالى يتقبل منا جميعا، ويغفر لنا، وهو أرحم الراحمين،
وفقك الله في صلاتك وعباداتك، وفي مشروعك المنتظر.

وللفائدة انظر علاج التشتت وعدم التركيز سلوكيا (226145 _264551 - 2113978), الوسائل السلوكية للخشوع في الصلاة: (240702 - 245088 - 2069).

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات