هل سألتقي في الجنة بمن أحببته في الدنيا ولم يقدر لي الزواج منه؟

0 839

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أنا فتاة عمري 28 سنة، وأعمل أستاذة في الجامعة.

تقدم لطلب يدي شاب على خلق و دين كان يدرس معي الماجستير في بلد غير بلدي، كان بيننا مودة ورحمة وكان قد أعجب بأخلاقي.

فبعد سنتين من عودتي إلى بلدي طلبني لكن أبي لم يوافق لبعد المسافة، ولأن أختي الكبرى توفيت في 2007 وتركت ألما كبيرا في والدي وفينا أيضا، وبالتالي رفض أبي أن أبعد عنه أنا أيضا، بالرغم من أنه أحب الشاب كثيرا.

المهم لم يكن هناك نصيب بيننا بالرغم أني أخجل من قولي أننا أحببنا بعضنا كثيرا حبا صادقا صافيا بنية خالصة للزواج، أحمل في قلبي لهذا الإنسان حبا واحتراما كبيرين.

كنت أدعو الله كثيرا في صلاتي أن يكون من نصيبي ولكن -الحمد لله- قدر الله وما شاء فعل.

صبرت على ما أصابني و الشاب الآن وفقه الله لفتاة أخرى سيتزوجها قريبا، لكنه بكى بحرقة بعد رفض أبي، وتمنى لي التوفيق، ووعدنا بعضنا أن نلتقي في جنة النعيم، هذا لأننا أردنا أن نرضي والدينا مهما قررا لنا ولم نرد أن يغضبا علينا بالرغم من تعلقنا الكبير ببعضنا، لقد فضلنا طاعة الله وطاعة الوالدين، فهل فعلا سيجازينا الله ويلاقيني به في الجنة؟

هل سيحقق لنا ربنا ما تمنيناه؟

هل إذا أنا تزوجت رجلا آخر في الدنيا سأحرم من الذي تقر به عيني في الجنة؟

أود كثيرا أن يكون هذا الشخص زوجي في الآخرة بما أنني فضلت إرضاء أهلي والوقوف معهم في الدنيا، وأدعو الله من كل جوارحي أن لا يحرمني منه في الدار الآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.

لا شك -أيتها الكريمة- أنك وفقت بإذن الله تعالى حين قررت إرضاء والديك ومواساتهما بنفسك وآثرت عدم الابتعاد عنهما، ونسأل الله تعالى أن يجعل هذا سببا لسعادتك في دنياك وآخرتك، فإنه سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملا، وسيخلف الله -عز وجل- عليك بخير مما تركت.

نصيحتنا لك -أيتها الكريمة-: أن تحاولي بقدر الاستطاعة نسيان هذا الرجل، وذلك بأن لا تتفكري فيه، وإذا جرتك الخواطر للتفكر فيه فحاولي أن تشغلي نفسك بشيء مما ينفعك في دينك ودنياك، ومع مرور الأيام ستجدين نفسك -إن شاء الله- قد نسيتيه.

ونصيحتنا كذلك لك: أن تبادري بالزواج حين يتقدم لك من ترضينه في دينه وخلقه، وسيجعل الله -عز وجل- لك فيه الخلف والعوض عما تركت.

وأما في شأن الآخرة: فكوني على ثقة بأنك إذا دخلت الجنة -نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك من أهل الجنة- فإنك ستجدين فيها ما تقر به عينك كما أخبرنا الله -سبحانه وتعالى- في كتابه حين قال: {وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون}، فما تشتهيه نفسك يعطيك الله -عز وجل- إياه في الجنة ويرضيك -سبحانه وتعالى- بما يعطيك.

وليس معنى ذلك بالضرورة أن تكوني زوجة لهذا الرجل، فإن المرأة زوجة في الآخرة لمن تزوجته في الدنيا، ولكن الله -عز وجل- بمنه وكرمه وقدرته على كل شيء يجعل الإنسان في الآخرة راضيا بما أعطاه لا يتطلع إلى غيره، وهذا من عظيم فضله -سبحانه وتعالى-.

فلا تشغلي نفسك بأحوال الآخرة، واعملي بحزم وجد لتكوني من أصحاب الجنة، فاحرصي على رضوان الله -سبحانه- بأداء الفرائض واجتناب المحارم، وحاولي جهدك في بر الوالدين، ولن تجدي من وراء ذلك إلا كل خير في دنياك وآخرتك.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقر عينك بالزوج الصالح والذرية الطيبة.

مواد ذات صلة

الاستشارات