صديقتي على علاقة محرمة مع صديقتها، فكيف أنصحها؟

0 598

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أنا لدي صديقة -والعياذ بالله- تحب فتاة من نفس جنسها، وتعشقها عشقا كبيرا، لدرجة أنها ستترك كل من حولها وأهلها من أجلها، وهي تاركة للصلاة، وأشعر أن قلبها مغلف بغلاف متين لا أستطيع خرقه بكلامي لإصلاحها، وتحبها لدرجة أنها تبديها على خالقها -والعياذ بالله-.

هذا ما أراه بعيني، لكنني لا أعلم ما في قلبها، وهي إنسانة عنيدة جدا، وأنا دائما أحاول أن أنصحها وأن أصلح حالها وأدعو لها، وهي أيضا تريد أن تصلح حال نفسها لكنها لا تستطيع، فحبها لتلك الفتاة يطغى على كل شيء، و لقد تعدى الحب إلى أشياء محرمة.

أنا أشعر بالمسؤولية و لا أعلم ما الذي يتوجب علي فعله؟

ساعدوني جزاكم الله ألف خير، فقد تعبت من هذه المسألة، وأرجو منكم كتابة نصائح لي ولها للتخلص من هذه المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم شمسة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

نحن نشكر لك اهتمامك بإصلاح صديقتك، والحرص على نهيها عن المنكر الذي تقع فيه، وهذا من علامات الإيمان، نسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا.

والحقيقة -أيتها الكريمة- أن تعديل سلوك هذه الصديقة يحتاج إلى رغبة جادة منها هي، فإن هذا النوع من التعلق يحتاج لإزالته إلى نوع من المجاهدة من الإنسان ذاته، وهذا ما لم توفره هذه الأخت إلى الآن.

لذلك نصيحتنا لك أنت -أيتها العزيزة-: أن تهتمي بمحاولة إيقاظ هذه الصديقة من غفلتها بتذكيرها بالله -سبحانه وتعالى-، ولقاء الله يوم القيامة والعرض عليه والوقوف بين يديه، وتذكيرها بالجنة والنار، وما أعد الله -عز وجل- فيهما لأوليائه وأعدائه، وتذكيرها بالقبر.

وبإمكانك أن تستعيني ببعض المواعظ المسجلة على موقعنا وعلى غيره من المواقع من هذا النوع من الوعظ، فإن تذكر الآخرة وما فيها من أهوال وشدائد وتذكر الموت وما بعد الموت، كل ذلك يطرد عن القلب الغفلة ويوقظه من سباته، وإذا صلح القلب صلح بعد ذلك سائر الأعمال.

كما أن من الوسائل المهمة والنافعة لإنقاذ هذه الأخت مما هي فيه: محاولة تسليط الصالحات عليها بالرفقة لها، وكثرة المصاحبة لها، وقضاء الأوقات معها، لعل ذلك أيضا يوجد لها البدائل عن التعلق بتلك الفتاة ذلك التعلق المحرم.

ومتى ما استيقظ قلب هذه الفتاة وأدركت أنها في خطر وأن هذا يعرضها لسخط الله الذي لا تقوم له السموات والأرض، فإنها حينئذ ستجد الوسائل التي تعينها على التخلص من هذا النوع من التعلق.

فنوصيك بالاستمرار في نصحها ووعظها، وأن لا تيأسي من صلاحها، فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء.

مع تنبيهك أيتها الكريمة على ضرورة الحفاظ على نفسك من التأثر بالجليس السيئ، فاحرصي على أن تكوني ذات علاقة طيبة مع الفتيات الصالحات، وقضاء الأوقات معهن.

نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات