أريد أن أعود لعصمة زوجي, ولكن أبي يرفض, ماذا أفعل?

0 461

السؤال

السلام عليكم.

يا شيخنا الكريم: أنا مطلقة في عمر 25 سنة، تزوجت عن حب, ولكن زوجي بعد مرور 3 أشهر بدأ بإهانتي, طبعا أمه التي كانت تكرهه في, وتكذب عليه، وتقول له: زوجتك قالت كذا وفعلت كذا ... كذبا! طلقني وأهانني, وقال شيئا عني، فغضب أبي عليه كثيرا، وبعد مرور 6 أشهر من الطلاق, أراد أن يتزوجني ثانية, فرفض أخي لأنه كلمه في الهاتف، واتصل أبو زوجي بأبي وقال له أن ابنه نادم على فعلته, وهو الآن في العمرة, ويريد الاعتذار، إلا أن أبي يقول لي: كيف تريدينه وقد أهانك? إذا كنت تريدينه فتزوجيه لكن لا تنتظري مني أن أتكلم معه.

أنا أريده, لكن أبي يعجزني, ماذا أفعل? مع أني حاولت إقناعه، فهل لهم الحق أن يمنعوني من الزواج به?

أرجو منكم الجواب عن قريب بالأدلة القاطعة، هذا الأمر جد هام وجوابكم سيعينني كثيرا، إنه أمر مستعجل.

أسأل الله أن ينفع بكم، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن أحد الصحابة وهو معقل بن يسار رضي الله عنه غضب من الرجل الذي طلق أخته، وبعد أن خرجت من عدتها جاء زوجها مع الخطاب فرفض أخوها ورده، وقال له زوجتك أكرمتك فطلقتها، وحلف أن لا يزوجه منها، فنزل قول الله تعالى: { وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف} فقال سمعا وطاعة لربي، بل أزوجك وأكرمك، وقد علم الله ميلها إليها وميله إليها.

ومن هنا فلا يحق لأحد أن يقف في طريق زوجة تريد العودة إلى زوجها، ولا يحق لأحد أن يمنع من أراد العودة إلى زوجته.

ولا يخفى عليك أن هذا الطلاق حصل بفعل أطراف خارجية، وأن هذا الرجل استعجل في الطلاق وندم وأراد أن يصلح غلطته، ويظهر لنا أنك محبة لزوجك وراغبة في العودة إليه، وهذا شأن أكثر المطلقين والمطلقات خاصة عندما يكون ذلك هو الزواج الأول والأمر كما قال الشاعر:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى *** فصادق قلبا خاليا فتمكنا

وكما قال الآخر:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ** ما الحب إلا للحبيب الأول

ومن هنا فنحن ندعوك إلى العودة إلى زوجك، واحرصي قبل ذلك وبعده على إرضاء الوالد والاجتهاد في بره، واطلبي مساعدة الأعمام والأخوال والفضلاء في إقناع الوالد، وكلامه يدل على أنه غاضب منه لا منك، ويدل على أنه يمكن أن يرضى إذا قام زوجك بالاعتذار وهذا مطلوب ومتوقع، ولا شك أن لاعتذار والده أيضا أثر إيجابي.

وأرجو أن يعلم الجميع أن الذي يهين زوجته يكون قد أهان نفسه، وأن تصرفات الإنسان عند الغضب لا تخلو من التهور والخروج عن المألوف، وننصحك بأن تحسني التعامل مع أمه لأنها مثل والدتك، وأحسني التعامل مع أهله وسوف يبادرك الإحسان بالإحسان والوفاء بالوفاء، واعلمي أن رجوعه بنفسه دليل على أنه يحبك ويرغب في أن يكمل معك مشوار الحياة.

وهذه و صيتي لك بتقوى الله ثم بالحرص على طاعته فإن التعاون على البر والتقوى والمسارعة في الخيرات من أهم ما يصلح الحياة قال تعالى: { وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}.

نسأل الله أن يقدر لك الخير وأن ييسر عليك الأمور وأن يلهمك السداد والرشاد، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات