السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 22، وطولي 152، ووزني 57، أعاني منذ شهرين ونصف من وجود عروق دقيقة جدا حمراء وزرقاء حول الركبة، وعلى ساقي وفخذي، غير بارزة، لكن تسبب ألما وحكة، ولا أستطع الوقوف لثوان دون أن تؤلمني.
شخصت على أنها ضعف بالشعيرات الدموية، ونبهتني الدكتورة أن لا أهملها، لكي لا تتحول لدوالي بارزة وكبيرة، واستخدمت علاجا ANTISTAX، خف الألم قليلا.
اختفت الكثير من الشعيرات، ولم يدم الحال طويلا، بعد شهر عاد الألم والشعيرات المختفية، واختفت مرة أخرى ثم عادت، رغم استمراري على العلاج، وعدم وقوفي طويلا، وأنام وأنا أرفع رجلي، ولا أستطيع المشي كثيرا لضعف عضلات الركبة، وحالتي تستلزم الراحة، إلا من بعض التمارين وأنا مستلقية، فهل وزني وقلة حركتي السبب في ضعف الشعيرات؟ وهل هناك علاج آخر قد يفيدني؟
وأريد تجربة RUTIN C، واستخدام قناع الطين، فهل يفيدان في مثل حالتي؟ وما رأيك بالدراجة الثابتة في مثل وضعي؟
أنا أخشى أن تتحول لدوالي، أنا لا يهمني منظرها بقدر ما يهمني زوال ألمها وراحتي، وممارسة حياتي بشكل طبيعي.
جزيتم الجنة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالسؤال يتعلق بالشعريات الدموية (الأوعية الدموية الصغيرة) أو الدوالي وأعراضهما، وحتى نسرد الموضوع سندخل في بعض التفصيلات الهامة، والتي كنا قد ناقشناها في استشارة سابقة مشابهة، وسنورد نسخة معدلة منها بما يتناسب مع سؤالكم ويحفظ خصوصية السائلة الأولى، وبعده نتحول إلى جزئيات سؤالكم بشكل خاص.
(نود أن نوضح أن الأوعية الدموية بشكل عام هي إما شرايين أو أوردة أو شعيرات دموية دقيقة، ومع ذلك فكثيرا ما يخطئ الناس، ويظنون أن كل وعاء دموي نشاهده بالشفوف عبر الجلد هو دوالي.
- إن الشعيرات الدموية الدقيقة تكون سطحية جدا وذات قطر صغير، وقد تكون حمراء أو زرقاء، وغالبا ما تظهر على الأطراف السفلية، وهي غير عرضية (أي ليس لها أعراض)، وهي لا تمثل مرضا يحتاج للعلاج إلا جماليا، وغالبا يفيد فيها العلاج بالليزر الوعائي أو التخثير الكهربائي بإبرة، خاصة كالتي كانت تستعمل قديما في تخثير الشعر الزائد.
- علما أن هناك توضعات أخرى، أي أنها قد تصيب أي موضع، كما أن هناك قابلية عند بعض الناس لظهورها عندهم أو أنها تكون عرضا من مرض، وكذلك فإن بعض الأدوية مثل موانع الحمل قد تساعد في زيادتها.
ومن جهة أخرى فإن الدوالي هي ذات نوعين:
- إما عميقة، وتكون عرضية وغير مرئية، وهي تحتاج لعلاج، ولا تعالج بالليزر.
- وإما سطحية، وعندها تكون مرئية وأكبر من الشعيرات الدموية المتسعة، وقد يفيد فيها بعض أنواع الحبوب أو الحقن بالإبر المصلبة واللذان يقدمان على الليزر، ولا يستعمل أي منها إلا باستشارة الطبيب المختص الفاحص والمعالج، كما أن الدوالي قد تسبب احتقانا في الطرفين السفليين إن لم يؤخذ بمعايير العلاجات اللاحقة.
بعد هذا الوصف من المتوقع أن تتبينوا في أي جهة من التشخيص أنتم، فهل هي توسعات وعائية أم أنها دوالي؟
مع ذلك فإننا من توفية الموضوع حقه نقول أنه للوقاية من الدوالي ولعلاجها بشكل عام يجب اتباع ما يلي:
- استعمال الجوارب المطاطية الضاغطة الخاصة، والتي يجب لبسها قبل النزول من السرير صباحا، أو رفع القدمين (الكاحل أعلى من الركبة، والركبة أعلى من الحوض) لمدة 10-20 دقيقة، وذلك لتفريغ الأوردة ثم لبسها من القدم إلى الأعلى.
- تجنب الوقوف المديد، فإن كان لابد من الوقوف - كالمدرس - فعندها يفضل المشي لتقوية العضلات المحيطة بالأوردة ومساعدتها على تفريغ الأطراف السفلية من الدم.
- استشارة جراح الأوعية لينصح بالطريقة المناسبة للحالة بعد المعاينة، ابتداء من النصائح ومرورا بالحبوب والحقن وانتهاء بالجراحة.
ختاما وباختصار: عليكم بمراجعة الجهة الأعلى في الاختصاص، وأخذ أكثر من رأي لتحديد مرحلة الدوالي، وبعدها مرحلة العلاج، علما أن أي طبيب معالج يكون هو الضامن لعلاجه وليس الناصح به) .
نأتي الآن إلى جزئيات سؤالكم التي لم ترد أعلاه.
الوصف المذكور أعلاه يتماشى مع الشعريات الدموية ولكن بسبب الأعراض يجب نفي الدوالي الداخلية أو أي أسباب أخرى وذلك عن طريق الاجراءات الاستقصائية التشخيصية.
إن كنت لا تستطيعين الوقوف لثوان! فعليك مراجعة أقرب مركز للإسعاف أو الطوارئ، فالحالة ليست دوالي ولا أوعية، وأظن أن هناك مبالغة في الوصف.
الشعيرات الدموية الصغيرة لا يمكن أن تتحول إلى دوالي، كمن يعتقد أن السحلية إذا كبرت أصبحت تمساحا أو الدودة إذا كبرت أصبحت ثعبانا، فهما مختلفان أصلا.
إن المشي مفيد جدا للدوالي، وهو يقوي العضلات المحيطة بالأوعية الدموية الداخلية، ويخفف أعراض الدوالي لو وجدت، بينما الوقوف ضار للدوالي.
الغريب أنك في سن 22 سنة، وعندك ضعف في عضلات الركبة، ولذلك ننصح بمراجعة طبيب الروماتيزم (روماتولوجيست)، لنفي أو إثبات وجود مرض مسبب لهذا الضعف.
روتين سي ممتاز لتقوية الأوعية الدموية، وأما قناع الطين فليس لنا خبرة في استعماله في الأمراض الجلدية أو التوسعات الشعرية، ولا أستطيع أن أفتي به.
الدراجة جيدة لأنها تحمل الوزن وتحرك العضلات بدون وزن، ولكن إن كان هناك مرض في الركبة فيجب استشارة طبيب الروماتيزم، للموافقة أو الرفض لهذه التمارين، وذلك بالتأكيد بعد الفحص السريري.
للانتهاء من الموضوع والوصول إلى الجواب الكافي والشافي، ننصح بمراجعة أخصائي جراح أوعية دموية، فهو الذي سيقوم بالاجراءات التشخيصية، ونفي أو إثبات وجود أي مرض في الأوعية، فإن لم يكن هناك مرض نتحول إلى أخصائي الروماتيزم لنفي أو إثبات أي سبب لهذه الآلام وصعوبة الوقوف والمشي.
وبالله التوفيق.