السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا تزوجت قبل 5 أشهر من ابنة عمي، ولكن لم أرها إلا في يوم الزواج، الاستشارة الأولى: هل الزواج صحيح؟ وماذا يترتب علي فعله؟
والاستشارة الثانية: أنا من أول يوم لم يعجبني جمالها ولا أخلاقها، وما أقصده بالأخلاق أنها عنيدة، وجريئة قليلا، وتكثر من (كان أبي وفعل، (كنانة)، وكثرة الإلحاح عند طلب أي شيء.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب.
زواجك صحيح أيها الحبيب ولا أثر لعدم النظر الشرعي على صحته، لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرشد من خطب امرأة إلى أن ينظر إليها لأن ذلك أدعى إلى إدامة الألفة بينهما، فإذا لم يفعل ذلك، وتزوج من غير نظر فزواجه صحيح لا إشكال فيه.
وأما ما ذكرت من عدم إعجابك بجمال زوجتك: فنصيحتنا لك أيها الحبيب أن تنظر ما في زوجتك من إيجابيات ولا شك أنك إذا أنصفتها ستجد فيها إيجابيات كثيرة، وهذا يدعوك إلى حبها والتغاضي عما فيها من نقص، وهذه هي وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (لا يفرك - لا يبغض - مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر) أي لا يبغض مؤمن مومنة إن كره بعض صفاتها فسيجد فيها صفات أخرى تستحق بها أن تحب.
ثم هناك نصيحة أيها الحبيب نضعها بين يديك نتمنى أن تنظر إليها بعقلك، وهي أن النقص في جمال المرأة عادة ما يدعوها إلى محاولة تكميل هذا النقص، وذلك بتواضعها لزوجها وحرصها على رضاه، ونحو ذلك من الأخلاق التي تكون سببا لدوام الحياة واستقرارها، بينما قد تفتن المرأة الجميلة بجمالها فيدعوها ذلك إلى التكبر على ذلك والترفع عليه، وإن لم تفعل ذلك فلا أقل من أن تقصر وتبالغ في التقصير في حق زوجها.
ونحن نتفهم موقفك الآن لأنك حديث عهد بالزواج، لكن هذه المعاني تظهر للإنسان جليا بعد أن تمضي عليه مدة طويلة في الزواج، فإنه يبدأ يتكشف له بعد ذلك الجانب الآخر في الزوجة، وهو تواضعها وطواعيتها لزوجها وتواضعها له، وحين سيعلم أن ما كان من نقص في جمالها عاد عليه بخير منه.
ولذا فنصيحتنا لك أن لا تسمح لهذه المشاعر أن تسيطر عليك في أول زواجك وتحول بينك وبين حسن العشرة مع زوجتك أو أن تكون سببا في تنفيرك منها، فإن هذا من أعظم المقاصد الذي يسعى إليه الشيطان أن يبغض المرأة إلى زوجها -والعكس- ليفرق بينهما.
وأما ما ذكرت من بعض الأخلاق السيئة في زوجتك: فإنها بالنصح واللطف ستعدل هذه الأخلاق، فوصيتنا لك أن تحاول نصحها برفق، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك بزوجتك، وأن يديم الألفة بينكما.