أشعر بالرياء، لأنني أقرأ القرآن وأصلي، وفي نفس الوقت أرتكب الذنوب.

0 656

السؤال

أنا شاب عمري 20 سنة، أصلي وأقرأ القرآن، ولكن مشكلتي أني منافق، أحفظ كثيرا من آيات القرآن الكريم، أسمعها ولكن أقوم بعكس الشيء، ارتكبت ذنوبا كثيرة، وأنا أيضا أقرأ القرآن، وأصلي في المسجد، ولكن لا أفعل ما يجب، حتى أني فكرت أن أترك قراءة القرآن بسبب أني أرتكب الذنوب ولا أتعظ، أريد أن أتخلص من النفاق في داخلي.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أخي الفاضل- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من النفاق وطرقه ووسائله.

بداية لا يجب أن تصف نفسك بالمنافق، فالنفاق معناه -أيها الحبيب- أن تبطن الشر وتظهر الخير، وهذا بعيد -إن شاء الله- عنك، وما أنت فيه -أيها الحبيب- هو الوقوع في المعصية، -واحمد الله- أن لك قلبا يقظا لذلك شعرت بالندم على ما وقعت فيه، وما ارتكبته في حق نفسك وما خالفت به أمر ربك، وبدلا من يكون الطريق الصحيح للحل هو البعد عن المعصية إذا بك تختار أن تبتعد عن قراءة القرآن.

أو تظن -أيها الحبيب- أنك ستستريح أو تهنأ إذا ابتعدت عن الله؟ أبدا والله، ولو سألت أهل الشقاء وصدقوك في الإجابة لأخبروك أنهم من أتعس الناس وصدق الله القائل (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

إن ما عليك فعله عدة أمور:

أولا : زيادة قراءة القرآن، وكثرة الصلاة فإن الحسنات يذهبن السيئات، وإن كثرة قراءة القرآن تزيد معدل الإيمان في القلب، وكلما زاد القلب إيمانا كلما نقصت المعصية فيه وقلت دواعيها.

ثانيا: ليس الإنسان بالمعصوم، وصغائر الذنوب لا تنافي الإيمان، والفرق بين أهل الإيمان وأهل النفاق ليس في المعصية، بل في أمرين:

1- أهل الإيمان لا يجترؤون على المعاصي، ولا يحبونها ولا يريدونها، ولكن قد تزل أقدامهم فيها، بخلاف أهل الفساد والنفاق.

2- أهل الصلاح إذا وقعوا في المعصية هرعوا إلي الله يستغفرونه، ويطلبون عفوه ومغفرته، ويكثرون من الخير والعمل الصالح، بخلاف أهل الفساد والنفاق.

ثالثا: أبحث عن أسباب وقوعك في المعاصي، واجتهد في إزالة الأسباب الدافعة إلي المعصية، فإن معرفة السبب معين على تجنبه ومن ثم الابتعاد عنه.

رابعا : أريد منك أن تقترب من الرجال الصالحين، وحبذا لو كانوا أكبر منك سنا، وأن ترتبط بهم، وتجلس في أماكنهم، وجميل أن تصادق شيخا مخلصا عالما تتردد عليه، فإن الشيخ سيعلمك وإخوانك الصالحين سيحجبونك عن المعصية -بإذن الله-.

خامسا: مارس نوعا من أنواع الرياضة فهذا أمر جيد ومفيد.

وفي الختام نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يزيدك إيمانا، وتقوى ونحن سعداء بتواصلك وفي انتظار المزيد من رسائلك واستفساراتك.

والله ولي التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات