أبي يبلغ من العمر 70 سنة، ولا يستيقظ إلا نادرا، فما سبب كثرة النوم؟

1 576

السؤال

أبي يبلغ من العمر سبعين سنة، منذ فترة أصابه نوع من الأمراض، وهو النوم الدائم؛ بحيث لا يفيق إلا قليلا جدا، لا يصل إلى الوعي الكامل، ولا يتكلم إلا بجمل قصيرة، ولمدة دقيقة أو دقيقتين، أخذناه للطبيب، وأجرينا الفحوصات اللازمة، ولم يجد شيئا يذكر.

لا أدري هل أجد عندكم جوابا؟ ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمعة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيعرف أن الساعة البيولوجية التي تنظم النوم عند بعض كبار السن ربما تختل، والذي يحدث ليس زيادة حقيقية في النوم، إنما هو نوع من الانقطاع، وضعف التواصل الاجتماعي، ويحبذ الإنسان أن يكون مع ذاته، ويهيأ للآخرين أنه نائم، هذا في بعض الحالات، وفي حالات أخرى: قد يزيد النوم بالفعل، مثلا في حالات ضعف إفراز الغدة الدرقية، هنا قد ينقطع الإنسان للنوم كثيرا، وفي حالات الاكتئاب النفسي: هنالك نوع من الاكتئاب النفسي يجعل الإنسان أيضا ينقطع للنوم.

الفحوصات التي أجراها والدك ذكرت أنها كلها سليمة، وأنا أتصور أيضا أن ذاكرته سليمة، هذا الموضوع مهم، لأنه في بعض الحالات التي تكون مصحوبة ببدايات ضعف الذاكرة، والتي نشاهدها في علة الزهايمر قد يضطرب النوم زيادة أو نقصانا.

الذي أنصح به هو: إذا كان الوالد ذاكرته طيبة وجيدة، أن يتم فحص الغدة الدرقية، وبعد التأكد من سلامتها إذا كان الوالد فعلا تظهر عليه مؤشرات اكتئاب أخرى مثل: العزلة، وضعف الشهية للطعام، وعدم الارتياح العام، هنا أعتقد أن مضادات الاكتئاب ربما تكون مفيدة، وأفضل دواء هو عقار يعرف تجاريا باسم (بروزاك)، ويعرف علميا باسم (فلوكستين)، وأيضا إعطاؤه كوب من القهوة ربما يزيد من نشاطه.

فالذي أنصح به هو أن تذهب بوالدك مرة أخرى إلى الطبيب، وتسأل عن فحص الغدة الدرقية -هذا مهم جدا- وبعد ذلك تناقش الطبيب في اقتراحنا أن الاكتئاب النفسي أيضا قد يظهر، ويتمثل في هذه الصورة التي ذكرتها/ وهي كثرة النوم، أو عدم التفاعل الاجتماعي.

في بعض الأحيان يتطلب الأمر أيضا إجراء صورة مقطعية للدماغ؛ لأن كبار السن أيضا قد يكونون عرضة لجلطات دماغية بسيطة صغيرة وخفية، وهذه أيضا قد تؤثر على مستوى الوعي لدى الإنسان، وربما تزيد من النوم.

هذه مجرد ملاحظات عامة، لا تنزعج أبدا، وخذ ما ذكرناه لك كنوع من الإرشادات أمام الطبيب، لو أخذته إلى طبيب مختص في أمراض الأعصاب، أو إلى طبيب نفسي ربما يكون أحسن، ما دام الطبيب الباطني قد أكد لك أن كل شيء على ما يرام، وكما ذكرنا بقي فحص الغدة الدرقية، فهذا ضروري، وإذا كان بالإمكان عمل الصورة المقطعية للدماغ فهذا أيضا سوف يكمل الوضع تماما.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على اهتمامك بأمر والدك، ونسأل الله له العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات