هل أطاوع أمي وأطلق امرأتي أم أطاوع امرأتي وأعصي أمي؟

0 470

السؤال

السلام عليكم.

أرجو من حضرتكم أن تفيدوني في مشكلتي فقد تتسبب في دمار أسرتي وبيتي, فأطلب من سيادتكم أن تفيدوني بما شرعه الله, ولكم الثواب, وجزاكم الله خيرا.
مشكلتي هي:
أنا متزوج منذ سنتين, ولدي طفلة, وبصراحة شديدة أمي وأبي هما اللذان ساعداني في الزواج, بمعنى أصح هما اللذان أنفقا كل مصاريف الزواج؛ لأني متزوج, وأنا طالب في الكلية, وأنا متزوج من فتاة تصلي الصلوات في أوقاتها, وذات خلق حسن جدا.

المشكلة حاليا أني سوف أسافر قريبا, والذي اشترى لي تأشيرة السفر-الفيزا- والدي, ولكن بين زوجتي وأمي وأخواتي البنات, وزوجة أخي خلافات دائمة, وهم يرون زوجتي متكبرة, ولكني بصراحة لا أرى ذلك, فهي معي طيبة جدا, وعطوفة, وذات خلق معي, وفي نفس الوقت أمي تحبني جدا, وأنا أحبها جدا, ولا أستطيع تخيل حياتي بدون رضاها, ولكن بينها وبين زوجتي مشاكل كثيرة, حيث إن أمي تقف مع أخواتي كثيرا على زوجتي, حتى لو لم تكن زوجتي مخطئة, بمعنى أصح ومختصر الكلام: أمي تعامل زوجتي معاملة سيئة, ولا يستطيعون فهم بعضهم, وأنا أردت كثيرا التوفيق بينهم, ولكن بلا جدوى, زوجتي تقول لي: أنا تحملت والدتك كثيرا, ولا أستطيع تحملها أكثر, علما أن أمي ميسورة الحال جدا, وهي التي تصرف علي أنا وزوجتي إلى الآن, وأمي وأبي اشترطوا علي أن أفهم امرأتي أن لا سكن بعيدا عنهم, وإلا غضب مني والدي, وقالت أمي: أنا سأوصي بأن لا تحضر جنازتي, وهذا كله بسبب مشاكل أمي مع زوجتي, وفي نفس الوقت زوجتي تصر إصرارا شديدا على أن نعيش بعيدا عن أمي, أي في الشقة المجاورة لأمي في نفس البيت, بمعنى أصح امرأتي تريد أن تنعزل, وإلا ستطلب الطلاق, أريد من حضرتكم أن تنقذوا بيتي, هل أطاوع أمي وأطلق امرأتي, أم أطاوع امرأتي وأعصي أمي؟ مع العلم أن أمي لم تقصر معي في شيء, ومع العلم أيضا أن امرأتي طيبة جدا مع أمي, ولكن أمي لها تصرفات سيئة جدا, أرجو الرد بسرعة.


وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،


فإننا نرحب بك أشد الترحيب في موقعك إسلام ويب, ونسأل الله أن ييسر أمرك, وأن يشرح صدرك, وأن ينير لك الطريق الصحيح لتسير عليه.

لقد ذكرت -أيها الحبيب- ما قدمه أبواك لك, وما فعلاه لأجلك, وهذا شأن الآباء مع الأبناء، إنهم يذوبون لأجل أبنائهم، ويتمنون حياة مستقرة لهم، وهذا يفرض عليك المزيد من برهم وحسن رعايتهم، فلو لم يقدموا لك عشر ما قدموه لكان واجبا عليك برهم, فكيف وقد فعلوا ما فعلوه!

ثم قد ذكرت -أيها الفاضل- حسن أخلاق زوجتك وتدينها, وأنها معك جيدة التبعل, وعطوفة عليك, وهذا أمر حسن, وينبغي أن يقابل بمثله وأشد, لكن بقيت نقطة الخلافات, ويبدو من سؤالك أن الحق لم يتبين لك, فلم تعرف من المخطئ, ومن المصيب, لكن حق أمك -ولا شك- مقدم على حق زوجك من دون ظلم, أو حيف على زوجتك، وحل ذلك -أيها الفاضل- في كلمتين: أحسن إلى زوجك, ولا تعص أمك.

وأما كيفية ذلك فهذه بعض الإرشادات عسى الله أن ينفعك بها:

1- اجتهد في ربط علاقات للتواصل بين أخواتك وزوجتك، اجلس مع زوجتك -بينك وبينها- وأخبرها بودك لها, وحبك إياها, وحقها عليك, قبل أن تخبرها بحقك عليها, ثم بين لها ما فرضه عليك الإسلام من الوفاء بأهلك, والبر بهم, وادعها بلطف إلى أن تكون معينة لك على برهما, وطمئنها أنك لن تجور عليها, بل ستثمن لها ما قدمت لأهلك, وبالطبع ستبادلها البر بمثله مع أهلها.

2- انقل أطيب الكلام لأمك من زوجتك, ولزوجتك من أمك, حتى لو اضطررت إلى اختلاق بعض الكلمات, فلا بأس من أجل أن تزيل الفجوة التي بينهن.

3- احرص على جعل جسر من الوئام بين زوجتك وأخواتك, فلا شك أن تأثير الأخوات في الأم أمر واقع، ولا يحملك ذلك على أن تسيء إلى أخواتك, فالأصل أنهن لا يردن لك إلا الخير.

4- أكثر من التودد لأمك, وإظهار حبك لها, وأن أحدا لا يمكن أن يماثل مكانتها عندك, ومثل هذه الأمور والكلمات تريح الأم, ولا تشعرها أن ابنها قد اغترب بعيدا عنها.

5- لا تنفعل كثيرا بكل ما تستمع, سيما في الأمور الصغيرة, ولا تكثر من العتاب, بل استمع, وأزح من أمامك بعض الكلمات, ولا تخبر الطرف الآخر بما حدث, فإن كثيرا من الأمور تفهم على غير مرادها, أو تفعل بدون قصد إيرادها.

6- تأقلم على أن هذا أمر عادي, وحسن سياستك للأمور, مع التأكيد لزوجك على عدم ظلمها, وعلى وجوب برك لأبويك, فهذا يجعل الأمور أكثر انضباطا.
اجتهد -أيها الحبيب- في أن تكون ابنا بارا, وفي ذات الوقت زوجا صالحا، واحرص على أن يكون إظهار الود الزائد لزوجك بينك وبينها.

ونسأل الله أن يوفقك لكل خير, ونحن سعداء بتواصلك معنا, وننتظر المزيد من رسائلك واستفساراتك, والله الموفق.
----------------
إضافة:
بالنسبة لما يتعلق بسكنك مع أمك شكل مختلط وغير منعزل، فحاول أن تتفاهم مع الوالدة حفظها الله، بأن تسمح لكما أنت وزوجتك بالسكن في الشقة المجاورة حتى تحقق لزوجتك شيئا من الخصوصية، وتقنع أمك بأن هذا سيحل كثيرا من المشاكل التي تقع بينها وبين أخواتك، ولو اضطررت لاستئجار هذه الشقة منهم، فهذا الحل وهو إبعاد أطراف الصراع عن بعض هو حل مفيد في المرحلة الحالية.


مواد ذات صلة

الاستشارات