السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيما مضى كنت أشكو من كثرة ممارسة العادة السرية، أصبت بسببها بالرهاب الاجتماعي والقلق والاكتئاب، وأمراض عضوية، وكثرة النسيان، والكسل، والخمول الشديد، والتفكير السلبي الذي لم يفارقني طول تلك المدة.
حياتي لم يكن لها طعم، وأعتقد أن ذلك بسبب العادة، والتربية القاسية التي كانت عبارة عن سب وشتم، وأقوال تحط من قيمتي، وعدم الثقة بي من والدي.
لا يهمني ذلك، فقد اعتدت عليه، حتى أصبحت لا أهتم بما يقول، فأنا أشعر بتحسن كبير بقرار اتخذته بنفسي، وهو أن أترك العادة السرية، وأستخدم دواء سيروكسات الذي أعتقد أنه الأنسب لحالتي.
ساعدني السيروكسات كثيرا في التقليل من العادة، لدرجة أني تركتها لمدة شهرين.
أستخدم جرعة 20 في اليوم، بدأت تدريجيا بنصف حبة، واستمررت بحبة واحدة منذ 5 أشهر تقريبا، واكتئابي خف كثيرا، وثقتي تحسنت، ولكن أريد توجيهكم في إكمال المسيرة العلاجية؛ لأنني أريد أن أرجع لطبيعتي، لشخصيتي الحقيقية، فأنا الآن بلا أصدقاء، أجد صعوبة بتكوين صداقات بعد 5 سنوات من الوحدة.
مشكلتي في حالتي الاجتماعية، وحالتي النفسية، لم أصل إلى درجة كافية من الثقة بالنفس، وأظن ذلك لن يتحقق بدون علاقات اجتماعية.
أشعر أحيانا بأني أركز على نفسي كثيرا، وأنا طالب جامعي، وأسكن بالجامعة التي تبعد عن مدينتي 80 كيلو، في الإجازات أزور أهلي فيها.
في حضور والدي أو أخي الأكبر الذي تشبه تصرفاته تصرفات والدي تجاهي عندما أكون معهم، مع أقاربي، لا أتحدث كثيرا، وشخصيتي تختلف، وقتها عن ما أنا عليه مما يسبب لي ضغف الثقة بنفسي.
في الأخير أريد توجيهكم في إكمال مسيرتي العلاجية والعودة لطبيعتي.
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الغريب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن توقفك عن العادة السرية وممارستها هو قرار حكيم وقرار سليم، -وإن شاء الله تعالى- ترجع الأمور إلى طبيعتها تماما.
ما سببته لك العادة السرية من قلق وتوتر، وانكباب على الذات وانطوائية، واهتزاز الثقة بالنفس، وانحصار الخيالات الداخلية في محتويات لا فائدة منها، هذا كله -إن شاء الله- سوف يزول تماما.
أنت أخذت القرار السليم، وأسأل الله تعالى أن يثبتك على هذا.
نصيحتي لك بصفة عامة هي: أن تنظر إلى الأمور بإيجابية، حتى علاقتك بوالدك وبإخوتك، انظر إلى هذه العلاقة بإيجابية، حاول أن تتغاضى عن السلبيات، تذكر أن بر والدك هو أمر مطلوب وواجب ومفيد لك -إن شاء الله تعالى- في الدنيا والآخرة.
أنت لديك الآن خطة واضحة حول دراستك، فاسع لأن تكون من المتميزين، هذا يفيدك كثيرا.
نصيحتي لك الأخرى هي: أن ترفع من رصيدك المعرفي؛ فالمعرفة الآن هي السلاح الرئيسي الذي يستطيع أن يتحرك الإنسان من خلاله.
بناء الشخصية يتم من خلال المعرفة، والمعرفة تحسن من التواصل الاجتماعي؛ لأن الإنسان حين يكون لديه رصيد كبير ومخزون من العلم والمعلومات يستطيع أن يحاور الآخرين، أن يلتقي بهم، أن يسأل، وأن يسأل، وهذا في حد ذاته يؤدي إلى اندماج وانصهار اجتماعي كبير.
نصيحتي لك أيضا هي: أن تمارس رياضة جماعية، يعرف تماما أن الرياضة هي من أفضل الأنشطة الاجتماعية، وأنت ما دمت تذكر الجامعة فلابد أن تكون هنالك فرق رياضية، أو ثقافية، أو اجتماعية، فحاول أن تنضوي تحت هذه الفرق، أو أكثر من ذلك، هذا مجال خصب لك جدا لأن تتفاعل اجتماعيا، وإن كان هنالك أيضا حلقة تلاوة بمسجد الجامعة فانضم لهذه الحلقة، هذا أيضا نوع من التواصل الاجتماعي الجيد والممتاز والمفيد بالنسبة لك.
إذن خلاصة الأمر هي: أن تنظر للأمور بإيجابية، أن تركز على دراستك، أن ترفع من رصيدك المعرفي، وأن تبدأ في التواصل الاجتماعي من خلال الأنشطة التي ذكرناها لك.
فيما يخص الثقة بالنفس: دائما احكم على نفسك بأفعالك وأعمالك، وليس بمشاعرك، هذا ضروري جدا، فأنت لست أقل من الآخرين في أي شيء.
العلاج الدوائي: أنا أؤيد تماما تناول الزيروكسات، فهو سليم ومفيد، وحبة واحدة في اليوم من وجهة نظري سوف تكون كافية جدا، استمر عليها لمدة خمسة أشهر أخرى، ثم بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر أيضا، ثم يمكنك أن تتوقف عن الزيروكسات.
لمزيد الفائدة يراجع أضرار هذه العادة السيئة: (3858 – 24284 – 24312 - 260343 )، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371- 24284)، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.