السؤال
أنا أعاني من زيادة في نبضات القلب، وذهبت لأكثر من مستشفى، وعملت عدة تحاليل (تخطيط القلب - الغدة - الدم- أشعة X - أشعة إيكو ) وكلها - ولله الحمد - سليمة، لكن لازلت أعاني من هذه المشكلة، زيادة نبضات القلب، وخاصة بعد الأكل.
الأمر الآخر أني في بعض الفترات أكون سليما تماما، وفجأة أشعر بألم مثل الحرقان، يتبعه زيادة سريعة في نبضات القلب لمدة دقيقة تقريبا، ويزول الألم وتعود النبضات لوضعها الطبيعي، وهذا النوع لا يأتيني إلا عندما أكون خارج البيت، أقود السيارة مثلا، أو وأنا أمشي.
لا أخفيك أيضا أني أعاني كثيرا من القلق، وأنا بعيد جدا عن الرياضة، بل لا أن أمارسها إطلاقا، وأيضا أنا شخص انطوائي، أغلب وقتي أكون وحيدا في غرفتي على البلايستيشن والانترنت، فهل لهذا علاقة بما يحدث لي؟
أفيدوني بارك الله فيكم، وجزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رياض حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فشكرا لك على السؤال، والذي يبدو أنك تعلم جزءا كبيرا من الجواب عليه.
نعم هناك علاقة كبيرة - كما توقعت أنت - بين نمط حياتك، وخاصة بعدك عن الرياضة والعزلة الاجتماعية، وبين هذه النوبات التي تأتيك من ضربات القلب وتسارعها.
في الأصل في مثل هذه الأعراض التي وصفت لابد أن نفكر باحتمال الإصابة القلبية، وضرورة عمل تخطيط للقلب وغيره من الفحوصات، والتي يبدو أنك قد قمت بها، وأكثر من مرة، فهذا فأنا مطمئن أنها ليست أعراضا جسدية قلبية، وإنما هي حالة نسميها "نوبات الذعر" أو "نوبات الهلع" حيث تبدأ عند الشخص من حيث لا يدري ومن أين، تبدأ نوبة تسارع ضربات القلب وقد ترافقها أعراض أخرى، بعض الآلام والتعرق، وربما ضيق التنفس، والعادة أن تذهب النوبة من نفسها، كما بدأت من نفسها.
ولا شك أن بعض هذه النوبات مخيفة جدا للشخص، ولذلك نسميها نوبات الذعر، ولذلك أيضا نراه يسرع لأقرب قسم للطوارئ أو مستشفى، وفي العادة يقومون بتخطيط القلب وبعض الفحوص الأساسية، ولا يجدون وشيئا، ويخرجون الشخص من المستشفى مع حبة مسكن مثلا، وقد تتكرر هذه الزيارات لقسم الإسعاف عدة مرات قبل أن يصبح التوجه نحو العيادة النفسية، والذي يؤكد أيضا هذه النوبات كونك - كما ذكرت - تشعر بالقلق، والغالب أن تترافق هذه النوبات مع حالة من القلق الشامل والعام أو القلق الخاص.
في مثل سنك من الشباب يجب أن تكون لديك بعض الأنشطة الرياضية، بينما الجلوس في الغرفة سواء للعب أو غيره ليس نمطا صحيا للحياة، ولابد من أن تبدأ بالخروج من البيت والقيام بعض الرياضات، وأقلها المشي لنصف ساعة مثلا، هذا غير الرياضات الأخرى التي يمكنك القيام بها، وستجد من خلال الرياضة أن مشاعرك النفسية عن نفسك وعن الحياة أصبحت أكثر إيجابية وأكثر حيوية، وستجد نفسك تتحسن، وتخف عندك زيادة النبضات، ومن ثم تختفي هذه النوبات وهذا القلق، حتى من دون علاج دوائي أو نفسي، فالرياضة في مثل حالاتك علاج لكل هذا.
في الماضي لم يكن آباؤنا يمارسون الرياضة لأن حياتهم كانت مليئة بالأنشطة والأعمال العضلية، ونحن لابد أن نحافظ على صحة جسدنا وسلامته، كما نحافظ على أي شيء آخر في حياتنا.
وفقك الله ويسر لك، وطمئنا عن حياتك ونشاطاتك.