هل تناول الإندرال خلال فترة الحمل يؤثر على الجنين؟

0 575

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أثابكم الله على علمكم وسعة صدركم.

دكتور: كنت قد شخصت حالتي من سنة تقريبا - كما شخصها دكتور لي بعد مروري على أكثر من سبعة دكاترة - نوبة هلع أو خوف.

منذ سنة تقريبا حيث كانت النوبات تأتيني متفرقة ومتباعدة حتى تقاربت, وأصبحت ملازمة لي شهرين متتالين، من دوار مستمر، وطنين مستمر، وجسم ضعيف لا حيلة لي ولا قوة، فجأة وبدون إنذار أتاني في النهار خفقان ورخاوة البدن ورعشة شديدة جدا، حتى لا أني لا أستطيع أن أهدأ من طقطقة أسناني, وهذه الأعراض حدثت لي عدة مرات.

تناولت لشهرين عقار (إنديرال)، حبة صباحا وحبة مساء، مع (سلبيريد) بجرعة خمسين مليجراما، ثلاث مرات، وشفيت، وعادت عافيتي وقوتي -ولله الحمد-,
لكن بين الفينة والأخرى خلال هذه السنة تأتيني نوبة خفيفة عند التعب, أو المشاجرة, أو حدوث مشكلة بسيطة جدا، أتناول حبة (إنديرال) فأتحسن كثيرا, وتذهب عني كل الأعراض.

سؤالي الآن يا دكتور:
أكرمني الله في هذا الشهر بالحمل, ولدي طفلان أصغرهما يبلغ سنتين، مع العلم أن الحمل من شهر رمضان - يعني منذ ثلاث شهور - لم أعان من أي عرض من هذه النوبة، وعندما حملت كنت سعيدة جدا، لكن في هذا الشهر جاءتني نوبة هلع مرتين, ونفسيتي تعبت.
• لماذا عادت؟
• وكيف أتصرف مع حملي؟

أول مرة في منتصف الليل استيقظت فجأة, وقد كنت أتصبب عرقا, ووقمت من سريري, وانقلبت الدنيا بي، وبدأت أرتعش, ونفسي تضطرب، ذهبت للطوارئ وكانت كل أموري جيدة، وأجريت تحاليل السكر, والدم, والبول, وتخطيط القلب, والغدة الدرقية، فأخبرني طبيب الطوارئ: أن لا أقلق وأنه لا شيء عندك.

والنوبة الثانية كانت البارحة في النهار، فجأة -يا دكتور-: تصبب العرق مني، وأحسست بأن في شيئا مثل الاضطراب الداخلي، وبدأت أرتعش ولم أستطع أن أهدئ جسمي.
• فهل هذه عودة للنوبات؟
• هل أتناول الإندرال وأنا حامل عند الضرورة أم أتناوله يوميا؟ علما أني أرتاح بتناوله.
أنا خائفة أن تتقارب النوبات -كما حدث معي في السنة الماضية- ولا أريد أن أعيش بالقلق التوقعي.

الحمد لله واظبت على تمارين الاسترخاء من أول حملي, وعدت إليها.
• ماذا تنصحني -يا دكتور- إن تكررت هذه الحالة؟
• هل هي نوبة هلع؟
• هل تؤثر على الجنين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنسأل الله تعالى أن يتم حملك بسلام, وأن ترزقي الذرية الصالحة.

من حيث التشخيص أود أن أؤكد لك أن النوبة التي حدثت لك في منتصف الليل هي نوبة هلع أو هرع، ويعرف عن نوبة الهلع أنها تنقطع لفترة, ثم تعاود الإنسان، ولكن غالبا تكون بدرجة أخف؛ لأن الإنسان بطعبه يكون قد توائم مع هذه النوبات، كما أن العلاجات السلوكية -خاصة العلاج الاسترخائي- تخفف من وطأة هذه النوبات.

يعرف أن فترة الحمل خاصة الحمل المرغوب فيه يساعد كثيرا في استقرار الإنسان نفسيا، وبما أن نوبات الهلع في الأصل هي نوع من القلق النفسي, فمن المتوقع أن تختفي ولا تشاهد -خاصة في مراحل الحمل الأولى- فالذي حدث لك هو تاريخ طبيعي جدا لهذه الحالة، ولا تنزعجي أبدا؛ لأن الذي حدث لك -إن شاء الله- هو بسيط، والشيء الآخر والدليل على بساطته أن استجابتك لعقار (الإندرال) كانت استجابة جيدة، والإندرال هو دواء بسيط وبسيط جدا، وما دمت تستجيبين له -كما ذكرت- فهذا دليل أيضا على أن الحالة بسيطة جدا، فأرجو أن تطمئني, وأرجو أن لا تخافي أبدا، وإن شاء الله تعالى لن يصيبك مكروه.

سؤالك: هل هذه عودة للنوبات؟ .. نعم، لكنها -إن شاء الله- أخف، وهذا هو التاريخ الطبيعي لنوبات الهلع.

سؤالك: هل أتناول الإندرال مع الحمل عند الضرورة؟ .. لا مانع خاصة أن الحمل قد تعدى فترة الأربعة الأشهر الأولى، فليس هنالك ما يمنع من تناول الإندرال ما دمت ترتاحين عليه.

ونصيحتي لك بعد الولادة إن شاء الله تعالى أن تتناولي أدوية مضادة لنوبات الهرع، أحد الأدوية الفعالة، لا أقصد بذلك الأدوية التي تعالج الأعراض فقط مثل الإندرال، لكن هنالك السبرالكس, والذي يعرف علميا باسم (إستالوبرام)، هنالك المودابكس والذي يعرف علميا باسم (سيرترالين), وهنالك أدوية أخرى كثيرة، هذه كلها سوف تساعدك مساعدة كبيرة جدا.

عموما: أرجو أن لا تنزعجي، وأرجو أن تطمئني تماما.

لا مانع أن تتناولي الإندرال فهو لا يؤثر على الجنين -خاصة في فترة الحمل ما بعد الأربعة أشهر- وإن تكرر عليك الأمر - أي نوبات الهلع بعد تناول الإندرال - فربما من الأفضل أن تتواصلي مع طبيبة النساء والولادة لتتواصل هي بدورها مع أحد الأطباء النفسيين, وتقدم لك الرعاية المشتركة، أي يقوم بها الطبيبان.

هذه خطوة لا تنزعجي لها، ربما لا تحتاجين لها أبدا، لكن هي الأفضل في بعض الحالات.

نوبة الهلع لا تؤثر أبدا على الجنين (القلق، الهلع، التوترات) ليس لها أي آثار سلبية على الأجنة، فأرجو أن تطمئني تماما.

ممارستك لتمارين الاسترخاء -لا شك- أنها خطوة إيجابية طيبة وجميلة، وعليك بالاستمرار عليها وممارستها.

نسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات