التعرق في الجبهة عند مواجهة الآخرين ... مشكلة عضوية أم نفسية؟

0 406

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خير الجزاء على ما تقدمونه من خدمة, وأسأل الله العلي القدير أن يجعلها في ميزان حسناتكم ليوم الدين, آمين.

أنا شاب عمري 28 سنة, مشكلتي باختصار: أنني أعاني من مشكلة التعرق في الجبهة عند التحدث أمام الناس, وخصوصا من تربطني بهم معرفة سابقة؛ حيث ألاحظ ظهور العرق تلقائيا على الجبهة عند بداية الحديث, مع العلم أنه –التعرق- لا يصاحبه أي أعراض أخرى, وهذا يتسبب لي بالارتباك, والشعور بمراقبة الآخرين لي وأنا أتعرق, مع العلم أني إنسان جريء منذ الصغر؛ حيث كنت رئيس المجموعة الإذاعية, ودائم المشاركة في الفصل.

منذ الصغر كانت لدي مشكلة التأتأة في الكلام, ولكن –والحمد لله- لم تكن تسبب لي الارتباك في حياتي, إلى أن وصلت مرحلة المراهقة, ولاحظت ظهور مشكلة التعرق في الجبهة -أي قبل حوالي 18 سنة من الآن- وبعد هذه المشكلة زادت عندي التأتأة, حتى أنني لا أستطيع أن أنطق الكلام عند الارتباك بعض الأحيان؛ مما سبب لي الخوف الاجتماعي, وصرت قليل الخروج, وأبتعد عن المواقف المحرجة, وكذلك أبتعد عن المشاركة في الإذاعة المدرسية.

كنت أمني نفسي دائما بأن هذه المشكلة مؤقتة, وسوف تزول مع الوقت, أو بعد الزواج, وأحاول بقدر الإمكان أن أنساها -وخصوصا عند الحديث- لكنها تبدأ تلقائيا, بعدها أفقد السيطرة على نفسي.

حاليا –الحمد لله- مشكلة التأتأة صارت قليلة, وصرت دائم الخروج إلى المناسبات, ومع الأصدقاء, كما أني بعض الأحيان أصلي بالناس في المسجد, لكن مشكلة التعرق لم تختف, وهذه ضايقتني كثيرا, ومنعتني من زيادة الجرأة عندي.

قرأت في بعض المواقع عن استخدام كريمات لمنع التعرق, وكذلك البوتكس, وعملية تدبيس العصب, إلا أني محتار, ماذا أستخدم؟ فقررت أخذ مشورتكم عسى ربي أن يساعدني بالحصول على جواب منكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن التعرق بصفة عامة أحد أسبابه هو القلق الذي قد يكون ناتجا من المخاوف، ويعرف أن القلق يظهر في شكل أعراض نفسية، وكذلك أعراض جسدية، وأعراض اجتماعية، وهنالك تفاوت في حدة وشدة هذه الأعراض، بمعنى أنه في بعض الأحيان تجد أن الأعراض النفسية هي الأقوى والأشد، وتكون الأعراض الفسيولوجية بسيطة جدا, أو على العكس.

التعرق يعتبر عرضا فسيولوجيا – أي جسديا – مصاحبا للقلق، وفي مثل هذه الحالات علاج القلق سوف ينتج عنه -إن شاء الله- تحسن في هذه الظاهرة.

بالرغم من أنك لا تحس بأي نوع من القلق، لكن هنالك روابط تجعلني أعتقد أنه لازالت لديك بعض رواسب المخاوف البسيطة، وتقدمك للصلاة بالناس في بعض الأحيان، لا شك أنها خطوة ممتازة، ودليل على أن القلق الذي لديك بسيط جدا, وليس معيقا، وفي ذات الوقت يظهر أن انشغالك بظهور العرض نفسه قد سبب لك ما نسميه بالقلق التوقعي.

تحسن التأتأة خطوة إيجابية جدا، ويجب أن تكون محفزة لك أن لا تقلق.

الذي أنصحك به هو أن تتناول أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق، والدواء الذي نفضله في مثل هذه الحالة هو عقار يعرف تجاريا باسم فلوناكسول, والذي يعرف علميا باسم فلوبنتكسول, تناوله بجرعة حبة واحدة يوميا، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خفضها إلى حبة واحدة لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

إذا تحسنت حالتك, واختفت هذه الظاهرة, - حتى ولو كان اختفاء جزئيا - فهذا دليل قاطع على أن القلق هو العامل الرئيسي، أما إذا لم تتحسن فأقول لك: يجب أن تذهب وتقابل طبيب الأمراض الجلدية، وكل الوسائل التي ذكرتها من استخدام الكريمات البوتكس, وكذلك عملية تدبيس العصب، واردة جدا كعلاجات بديلة، لكن هذه يجب أن لا تتم إلا بعد التقييم والتدقيق من قبل الطبيب المختص.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات