السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا موظف في دائرة حكومية، وقد أحببت فتاة موظفة معي في نفس الدائرة، وقررت الزواج منها، ولكن بعد خطبتي لها وبعد أن عقدت عليها صارحتني بأنها كانت تعرف وتحب شابا قبلي، وأنا أعرفه، وكانت تتبادل معه الرسائل والمكالمات والقبل، إلا أنها تحس بأنها مذنبة، وأنه خدعها وغرر بها بأنه سوف يتزوجها، وتقول إنها تابت إلى الله، وقررت أن تصارحني حتى تكون صادقة معي، كونها ستصبح زوجة لي.
إلا أنني مهموم جدا جدا، منذ ذلك اليوم، ولا أعرف ماذا أفعل؟ هل أتركها أم لا؟
علما أني كلما أخبرتها بأني سوف أتركها تبدأ بالبكاء، وقالت إني مذنبة، وأعترف بذنبي، وإنها أحبتني كثيرا، ولا تريد أن أتركها.
المؤثر أكثر في الموضوع أنني ما عرفت فتاة قبلها، وما لمست فتاة في حياتي قبلها، حتى إني أرى الفتاة في الشارع فو الله لأتعوذ بالله وأنقل بصري إلى جهة أخرى، ماذا أفعل أشيروا علي يرحمكم الله؟!
والله إني كرهت كل شيء حتى لا أجد طعما في طعام، ولا نوما هنيئا، وقتلني التفكير! فهل أستمر في علاقتي معها أم أتركها؟ وهل الله راض عني إذا تركتها أي طلقتها؟
علما أني لم أدخل بها بعد، أي لم يحصل زواج، أي مجرد عقد زواج فقط.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صفاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإننا نرحب بك أخي الفاضل في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه.
بخصوص ما سألت عنه أيها الفاضل فلا شك أن حديث الأخت لك ينم عن أمرين:
1- غفلة الفتاة، وفطرتها الصادقة، فهي ليست مخادعة ولا ماكرة، ولو كانت كذلك لأخفت عنك الخبر، ولما استطعت أن تعرف، ولعل هذه الغفلة هي ما أوقعتها فيما مضى.
2- يبدو والله أعلم أن الأخت تابت إلى الله توبة صادقة، وهذا ما جعلها تخبرك بما حدث، فما قالت لك إلا وهي تحب أن تكونوا على صفاء وصدق دائم، والإنسان بدوره يخطئ، والله يتوب على من أخطأ.
إذا كانت المرأة مرغوبة لديك وأنت تريدها، وتستطيع أن تتجاوز هذه المرحلة من دون عناء، فلا بأس بذلك، ولعل الله يجزيك خير الجزاء على فتاة كانت صادقة معك، وأما إذا لم تستطع فلا حرج عليك البتة في طلاقها، ولا إثم يلحقك في ذلك، ولكن بشرطين:
1- أن تستر على الفتاة فلا تخبر أحدا بما قالت، وخاصة أهلها وأهلك، فهي ما قالت لك إلا لمحبتها فيك ورغبتها أن تكون صادقة معك، فلا تقابل بارك الله فيك ذلك بالتحدث عنها، فهذا أمر محرم شرعا.
2- إذا أردت الفراق فاجعل السبب منك أنت أمام الناس، وإن سألت عنها فامدح أخلاقها، وادع أنك أنت السبب في الطلاق فهذا لن يضرك.
نسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يسعدك في الدارين، والله الموفق.