طفلي عنده فرط نشاط وضعف في التركيز ...فما علاجه؟

0 510

السؤال

السلام عليكم.

الدكتور المحترم:
أنا صاحب الاستشارة (2117900), نشكرك على الرد الرائع عن استشارتنا السابقة, وبناء عليها فقد تمت مراجعة طبيب الأعصاب لإمكانية إعطاء دواء فعال لتحسين الأداء الدراسي, والتركيز, فوصف لنا دواء الريتالين عيار 10 ملغ بمعدل نصف حبة يوميا, إضافة للأدوية السابقة, مع تخفيض دواء الريسبريد عيار 1 ملغ لحبة واحدة يوميا, وحبة تيروكسين عيار 50 ميكرو, وخطة الطبيب سحب الريسبريد بالتدريج ليحل محله الريتالين.

تمت المباشرة باستخدام العلاج, ولمدة أسبوع لم يظهر على الطفل أية آثار جانبية, ولكن مع دخول الأسبوع الثاني بدأت تظهر هذه الآثار:

بدأ الطفل غير طبيعي بعصبية واضحة, ومزاج متعكر, وسلوك غريب, يبكي ويصيح بعد تناوله الريتالين, وكأنه يشتكي من صداع, ولا يريد تناول الطعام, ووضعه غير مطمئن, واستمرت هذه الحالة لأكثر من يوم, وتأكدنا أن السبب هو الريتالين, اتصلنا بالطبيب فورا, وبينا له هذه الأعراض, فطلب إيقاف الدواء فورا, والاستمرار على العلاج السابق حبة ونصف ريسبريد عيار 1 ملغ يوميا, وحبة تيروكسين, وأن نراجعه بعد ثلاثة شهور, وبعد إيقاف الريتالين عاد الطفل طبيعيا.

السؤال: ما هي الأعراض التي ظهرت للطفل بعد أسبوع؟

ولماذا لم تظهر مباشرة؟

وهل الريتالين غير مناسب لحالته، مع أن الطبيب وأنتم وجميع الأبحاث أثبتت فعاليته؟

وهل توجد أدوية بديلة آثارها الجانبية أقل؟ حيث إن الطفل بحاجة لتحسين النطق, وزيادة التركيز, وخاصة لمتابعة أدائه الدراسي؛ لأن سن الطفل يؤهله لدخول الصف الأول النظامي, ولكن بسبب حالته تم تأجيل ذلك, ووضعناه في روضة, وبالإضافة لها يتم إلحاقه بمركز إرشاد نفسي, ومركز نطق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكرك على رسالتك الطيبة, وعلى ثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله الشفاء والعافية لولدك، كما لا يفوتنا أن نشكرك أيضا على أخذك بالإرشاد الذي ذكرناه.

أنت ذهبت إلى الطبيب, وقام بوصف الريتالين لابنك، لكن بكل أسف لم يكن هو الاختيار المناسب لحالته، والآثار الجانبية التي يمكن أن تحدث من الريتالين في حالات قليلة هي أن الدواء قد يؤدي إلى نوع من القلق, والإثارة الزائدة، وهذه تكون في الأسبوع أو العشرة أيام الأولى، والسبب في تأخر ظهور هذا العرض السلبي هو أن البناء الكيميائي لهذه الأدوية غالبا يعتبر بطيئا، لذا التأثير التجمعي للدواء هو الذي أثر على ما نسميه بالمستقبلات العصبية, وأصبحت في حالة نشاط زائد، وهذا نتج عنه العرض الجانبي الذي تحدثت عنه، وهذا العرض لا يعتبر خطيرا, لكنه بالطبع مزعج -خاصة للوالدين- وهنالك دراسات كثيرة تشير أن هذه الأعراض الجانبية تختفي تلقائيا في كثير من الحالات، لكن بالطبع يصعب عليك أن ترى طفلا متعصبا, وحالته غير مستقرة, وتصبر على ذلك.

أنا أرى أن الدواء البديل سيكون عقار (استراتيرا), والذي يعرف باسم (أتومكستين) – هذا اسمه العلمي – وهو دواء جيد، ويعالج أيضا فرط الحركة, قد يتطلب الصبر عليه أكثر من الريتالين؛ لأن فعاليته بطيئة بعض الشيء، وهو لا ينتمي لفصيلة الريتالين, هو -دواء استراتيرا - مختلف تماما, ويعمل بطريقة مختلفة، وقد صنعته شركة (ليلي) الأمريكية.

عموما: الأطباء يعرفون هذه الخيارات تماما، فراجع الطبيب كما ذكر لك، وإن شاء الله تعالى في المرة القادمة قد يصف لك هذا الدواء, أو أي دواء يراه هو مناسبا.

وبالمناسبة: بعض الأدوية التي تؤدي إلى آثار جانبية سلبية في المرة الأولى, يمكن تجربتها في المرة الثانية, وقد لا تظهر هذه الأعراض السلبية, بمعنى أن الريتالين قد يكون مفيدا أيضا بعد فترة الانقطاع التي قررها الطبيب، هذا نشاهده في بعض هذه الحالات.

متابعة الطفل في المركز الإرشادي ومركز النطق: هذا -إن شاء الله تعالى- سوف يعود عليه بخير كثير، وأسأل الله تعالى أن ينفع به, وأن يجعله قرة عين لكما، وبارك الله فيكم, وجزاكم الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات