لدي نوع من الغرابة فهل هو قلق مؤقت؟

0 449

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الدكتور محمد عبد العليم - حفظكم الله - أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء, أنت والإخوة القائمين على الشبكة الإسلامية؛ لما تقدمونه من خدمة للإسلام والمسلمين.

أنا أتعالج عند الطبيب طارق الحبيب, وأعطاني (انفرانيل) وأخبرني أن أرجع له, لأن الأدوية ممكن أن تأخذ بعضها, ولما عدت إليه أوقفه لي, مع العلم أني أستخدم (سيبرالكس 20 و سيمالتا 60ورميرون 15) وريفوتريل بدأت في إنقاصه ومستمر على ذلك, (واندرال 20) مساء وصباح, وأقترح علي دواء (الثاروكسين 25).

مع العلم أن الغدة الدرقية سليمة -والحمد لله- ووسواس يوم القيامة معي منذ الطفولة, أما الآن فلدي نوع من الغرابة, فأكد لي أنه قلق مؤقت, وقد قرأت أن الفصام أعراضه هكذا, أرجو منك التوضيح الكامل, لأنك في المرة السابقة لم تبين لي الغرابة, وأنا أثق بإجابتك كثيرا, وهذا ليس عتابا مني, ما رأيك؟

أنا من سكان مكة المكرمة, وصديق الدكتور طارق, لكنه الآن في الرياض, أهملت عملي, وفصلت منه -والحمد الله على كل حال - .

حالتي المادية طيبة, (الريفوتريل) كنت أستعمله 1 مل صباحا ومساء, والآن أتناول ربعا صباحا ونصفا مساء, مع العلم أني أتجاهل ربع الصباح أحيانا، فهل هذا صحيح ؟

أخيرا أقول لك: إني أحبك في الله, وأدعو لك, وأتمنى أن تدعو لي, وأتمنى إيميلك الشخصي إذا سمحت.

والسلام عليكم ورحمة الله بركاته.  

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ احترت حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فجزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة، وأحبك الله الذي أحببتنا فيه، ولا شك أن الأخ الأستاذ الدكتور طارق الحبيب رجل مقتدر تماما, وطبيب ثقة, وتوجيهاته وإرشاداته لك -إن شاء الله- تعالى سوف تكون مفيدة.

إيقاف الأنفرانيل هي خطوة إيجابية، وكذلك إضافة الثياروكسين بمعدل خمسة وعشرين ميكروجرام في اليوم، هذه الإضافة – أي الثياروكسين – تعتمد على مدرسة علمية؛ تقول إن الثياروكسين – وهو الهرمون الذي تفرزه الغدة الدرقية – له فعالية تضافرية مع أدوية الإكتئاب، أي أنه يحسن من فعاليتها، حتى وإن كان مستوى إفراز هذا الهرمون طبيعيا في الغدة الدرقية.

هذا التوجه والطريقة الذي انتهجه الأخ الدكتور طارق – حفظه الله – هو طريق علمي مثبت ورصين، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بهذه الإضافة.

لقد سعدت كثيرا أيضا أن خطتك فيما يخص التعامل مع الريفوتريل أصبحت واضحة جدا، فأنت اتبعت المنهج التدرجي من أجل التخلص منه.

بالنسبة للأدوية الأخرى: هي أدوية جيدة، سليمة، فاعلة -إن شاء الله تعالى-، استمر عليها، ودائما دعم العلاج الدوائي بالعلاج السلوكي، وحين نتكلم عن العلاج السلوكي بعض الأخوة والأخوات يستصعبون هذا الأمر, العلاج السلوكي له عدة درجات, وله عدة مكونات، وهنالك أنواع بسيطة من العلاج السلوكي:

- أن يفكر الإنسان إيجابيا.

- أن يدير الإنسان وقته بصورة طيبة.

- أن يمارس الرياضة.

- أن يمارس تمارين الاسترخاء.

- أن يتواصل اجتماعيا.

- أن يساهم في الأنشطة الثقافية والخيرية.

هذا كله نوع من العلاج السلوكي الحياتي الذي اتضح أنه مفيد جدا، والاكتئاب لا يمكن أن يقهر عن طريق الأدوية لوحده، وهذا ينطبق تقريبا على جميع الأمراض النفسية، فالأدوية نعم ساعدت الناس كثيرا – وهذا من فضل الله – بل غيرت حياة الكثير من الناس بصورة إيجابية، لكن لا بد أن يجتهد أيضا في الجانب السلوكي، والإنسان حين يتأمل في الآية القرآنية: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} يجد هذا دليلا قاطعا أن الطاقات الكامنة والمختبئة والموجودة لدينا متى ما حركناها، متى ما استشعرنا أهميتها من خلال هذه التطبيقات السلوكية البسيطة، فسوف يؤدي هذا إلى التغيير الإيجابي.

الشعور الذي شعرت به وهو نوع من الغرابة، هذا ليس أبدا عرضا من أعراض الفصام، أمراض الفصاميات قد تبدأ بشيء من القلق البسيط، لكن - مع احترامي الشديد لرأيك – الشعور بالغرابة هذا هو جزء من القلق النفسي، ونشاهده أكثر مع الوساوس، وهو -إن شاء الله- شعور عابر ويعالج دائما بالتجاهل والتجاهل الشديد، فليس هنالك ما يشير أبدا أنك تعاني من أي نوع من أنواع الفصاميات، فأرجو أن تطمئن تماما أيها الأخ الفاضل الكريم.

بالنسبة لإرسال الإيميل الشخصي: أنا حقيقة لا أمانع في ذلك، لكن الأمر أصبح ليس له جدوى للكثير من الإخوة والأخوات, لأن من أعطيتهم إيميلي وجدت صعوبة كبيرة جدا في الرد عليهم، وذلك لكثرة مشاغلي, وبطئي في الطباعة، وهكذا، فأرجو أن تسامحني.

وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات