هل أكمل دراستي الجامعية أم أعيد الثانوية لأدرس ما أرغب فيه؟

0 672

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة جامعية في السنة الثانية، بدأت مشكلتي منذ سنتين عند دخولي الجامعة، وذلك بأني فكرت: ألا أدرس التخصص الذي كنت أرغب فيه بسبب علامتي المتدنية، وحاولت بكثرة أن أقنع نفسي بتخصصي إلا أني لم أستطع، فأنا أدرس التغذية ولكن أرغب بالهندسة المعمارية.

المشكلة أن تحصيلي العلمي كان متدني بسبب إهمالي, وعدم اكتراثي بذلك تلك الفترة؛ وذلك بسبب تعرفي على أحد الشباب، وأنا أعلم أن ما فعلته خطأ، وأنا في شدة الندم الآن على ذلك، ولا أريد أن أكمل التخصص خشية أن أندم لاحقا, حيث قمت بقراءة بعض المشاكل على موقعكم، ورأيت أن العديد ندم لعدم دخوله ما كان يرغب فيه، ولذلك أنا أفكر الآن أن أعيد الثانوية العامة؛ لأحصل على معدل يمكنني من دخول الهندسة المعمارية، وخاصة أنني منذ ذلك الوقت، وأنا عصبية جدا، وابتعدت عن الناس، ولا أدري لماذا, وأتألم بشدة عندما أرى الآخرين سعداء بما يفعلون، بينما أنا جالسة أتندم على ما حصل، أصبحت لا أبالي بما يحصل حولي حتى تعرضت لإحدى المواقف، وكان من الممكن أن أموت، ولكن لم أبال لذلك لم أحرك ساكنا تغيرت للأسوأ بعد ذلك!

وأفكر بأن أراجع طبيبا نفسيا, أنا الآن لا أبالي بدراستي, فتحصلي الجامعي سيء, إلا في بعض المواد مثل الرياضيات والفيزياء, فكان تحصيلي فيها الأعلى, حتى أني لم أتغيب عنها, أما باقي المواد فلا أستطيع فهم كلمة واحدة.

أطلت عليك بكلامي, لكني محتارة هل أكمل دراستي أم أعيد لأدرس ما أرغب فيه؟ وخاصة أني في بعض الأحيان أقول في نفسي: أستطيع فعل ذلك، وأحيانا أخرى أقول: لا . لأنه إما أني سأعيد جميع المواد في فصل واحد أو على فصلين.

أعلم أنه يجب أن أستخير ربي، وأقول لنفسي بأن ربي ابتلاني لأني كنت سيئة، وأنه يريد الأفضل لي، ولكن لا أدري, شيء ما بداخلي لا يجعلني أقتنع بما أنا فيه الآن.

اعتذر منك أخي، أعلم أني أطلت عليك كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على سؤالك، وعلى ثقتك بموقعنا.

كلنا يخطئ، وكلنا لنا رب غفور رحيم، ولو لم نذنب لذهب الله بنا وأتى بأناس آخرين يذنبون، فيستغفرون فيغفر لهم. فالحمد لله على كل حال.

قد لا يدري الإنسان أين الخير له، وقدر الله يعمل بطريقة نفهمها، وبطرق لا نفهمها، والسؤال كيف نحسن العمل وفق الظروف التي نحن فيها؟ ولو نظرت لكل تاريخ حياتك الخاصة لوجدت رعاية الله وعنايته تحيط بك من كل جانب، وإن كنا أحيانا نغفل عنه سبحانه إلا أنه دائما معنا.

ما حصل في الثانوية وموضوع العلامات قد حصل وانتهى، فما العمل الآن؟

نعم في العادة ننصح الإنسان أن يختار التخصص والعمل الذي يحبه ويرتاح إليه، ولكن ليس هذا على العموم، وهذا الأمر قد لا يكون متاحا للكثير من الناس، ومع ذلك فهم يعملون ويعيشون، وبكثير من الراحة والاستقرار، ففي الإنسان قدرة كبيرة على التكيف مع الظروف من حوله، وإن كانت ليست اختياره الأول والأفضل.

أمامك ربما - وكما تعلمين - خياران، إما إعادة الثانوية للحصول على معدلات أفضل؛ ومن ثم تدخلين فرع الهندسة الذي ترغبين، نعم هذا وارد وهو أحد الاحتمالات، وإن كان علينا أن نضع احتمال عدم الحصول على المعدل المطلوب لاعتبارات متعددة.

والاحتمال الثاني أن تتابعي دراسة التغذية، وخاصة أنك في السنة الثانية من هذه الدراسة، وشخصيا أعتبر هذا التخصص هام جدا في بلادنا العربية، وخاصة في السنوات القادمة، حيث حديث التغذية والصحة حديث الناس اليومي، ويمكن أن يصحح نمط حياة الناس من أجل صحة أفضل، وحياة أفضل.

والاحتمال الثالث، والذي يتطلب منك جهدا أكبر، ويختبر جديا مدى عزمك ورغبتك في فرع الهندسة، وهو أن تستمري في دراسة التغذية، وفي نفس الوقت تعيدي الثانوية بشكل حر ومن دون الحاجة للدوام المدرسي.

هناك كثير من الناس يفعلون هذا، وبالتالي لا تخسري الدراسة الحالية، ولا تضيعين سنة أو سنوات، وفي نفس الوقت تقتحمين مغامرة إعادة الثانوية، وما زال الوقت مناسبا للدراسة الجادة، وتقوية مواد الثانوية.

وفي النهاية لابد أن تتخذي قرارا، لا يستطيع أحد في العالم اتخاذه نيابة عنك، وهذا هو التحدي!

وأرجو أن يكون في هذا ما يفيدك في تحديد وجهتك وهدفك.

وفقك الله وأرجو أن نسمع أخبارك الطيبة.

مواد ذات صلة

الاستشارات