بعد خسائر البورصة تأثرت حالتي النفسية، أرجو نصيحتكم.

0 315

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ أكثر من ست سنوات تعرضت لخسائر في البورصة؛ أدت لحدوث توتر شديد لدي, ودخلت المستشفى لمدة عشرة أيام, أخذت فيها مهدئات وعلاجات بسيطة, وأنا الآن بصحة جيدة, وأمور حياتي جيدة –والحمد لله-, ولكن عند أي مشكلة بسيطة تواجهني أشعر بتوتر وتنميل بجسمي، ووجع وحرارة في صدري ويدي, وفي الآونة الأخيرة أصبح لساني ثقيلا, والكلام لا يخرج من فمي بوضوح, بالإضافة إلى شعوري بهبوط كامل بجسمي, وحركة جسمي تصبح ثقيلة, وربما تستمر هذه الحالة لعدة أيام, علما بأنني مؤمن أن كل شيء بيد الله, وأن هذه المشاكل بسيطة, ولا تستحق كل هذا التوتر, وأحاول أن أحدث نفسي بذلك، ولكن دون أي فائدة.

أرجو النصيحة، وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هنالك تفاوتا كبيرا بين البشر في درجة تحملهم للأحداث الحياتية، فهنالك من يتأثر لأي هزات أو أحداث تواجهه، ودرجة المقاومة الداخلية والقبول والتواؤم والتكيف هي الدفاعات النفسية؛ التي حسب قوتها أو ضعفها ينتج تحمل الإنسان للموقف من عدمه.

الذي حدث لك نسميه بعدم القدرة على التواؤم أو التوافق أو التكيف، فما حدث لك من خسائر في البورصة لم يكن حدثا هينا عليك، وذلك نسبة لتوقعاتك العالية حول المكاسب مثلا، وفي نفس الوقت من الواضح أنه لديك استعداد للقلق والتوتر.

فإذن الأمر يتعلق بشخصيتك لدرجة كبيرة، وهذه الأعراض التي تشتكي منها الآن من شعور بالتنميل في الجسم وحرارة في الصدر واليدين, وكذلك ثقل في الكلام حين مواجهة أي مشكلة, حتى ولو كانت بسيطة، والذي حدث لك أن الهزة النفسية التي تعرضت لها أدت إلى ما نسميه بالارتباط الشرطي، يعني أي مشكلة تتعرض لها أو أي ضغوط حياتية تتعرض لها ينشأ عنها تفاعل في شكل قلق وتوترات، ومن الظاهر أن الأعراض الجسدية هي الغالبة.

ومن هذا المنطلق أقول لك أن سبل العلاج هي كالتالي:

أولا: أن تفهم أن هذه الحالة حالة بسيطة، يجب أن لا تعتبرها حالة مرضية، هي حالة ظرفية، تتطلب منك أن تكون توقعاتك مفتوحة بعض الشيء، لا تغلق على نفسك حين تقدم على فعل شيء معين، ففرص النجاح وحصول الفشل قد تكون متساوية في كثير من الأمور، لكن الإنسان يتوكل ويتفاعل ويأخذ بالأسباب, وبعد ذلك يتقبل النتائج، وهذا مهم جدا.

ثانيا: أنصحك بأن لا تكتم، فحاول أن تعبر عن نفسك فيما يرضيك وفيما لا يرضيك، فالاحتقانات النفسية الداخلية تنشأ من الكتمان الشديد.

ثالثا: حاول أن تمارس أي نوع من الرياضة، الرياضة تفيدك كثيرا.

رابعا: ربما يكون من الأفضل أن تتناول أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق وللتوترات. هنالك دواء يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميا باسم (سلبرايد) أرى أنه سيكون جيدا جدا لحالتك، وهو لا يحتاج لوصفة طبية، ابدأ بجرعة كبسولة واحدة، تناولها ليلا بعد الأكل، واستمر على هذه الجرعة لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحا وكبسولة مساء لمدة شهرين، ثم كبسولة مساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 ).

نسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات