السؤال
السلام عليكم
أنا امرأة مطلقة منذ ثلاث سنين، عمري 23 سنة، عندي طفل، أعيش في غربة، ليس لدي عائلة ولا أصدقاء هنا بالمهجر.
أنا مسلمة وملتزمة أدرس وأربي ابني، عائلتي فقيرة، أحاول بقدر الإمكان أن أسأل عنهم.
المهم مشكلتي هي أنه في يوم من الأيام دخلت الانترنت، وتعرفت على شاب عمره 32 سنة، بدأنا نتراسل يوما بعد يوم، تعرفنا على بعضنا أكثر، كان الرجل محترما، وذا أخلاق عالية، كان كلامنا جله عن المشاكل والحياة والغربة، علاقتنا دامت سنة وبضعة أشهر، لم يصدر منه يوم أي كلام قبيح، أحببت شخصيته كثيرا، ربما الأشياء التي جمعتنا كونه يعيش مغتربا عن أهله أيضا، ومن عائلة ريفية مثلي، كلمني عن مشاكله وما واجهه في حياته، وما دفعه للهجرة إلى المدينة المنورة، لم يخرج حديثنا عن الحياة وأحوالنا الشخصية، كان فقط حديثا في إطار محترم، قال لي بأنه يبحث عن زوجة صالحة، فمن الصعب أن يثق الإنسان في أي شخص.
المهم قال بأنه إنسان بسيط، يبحث عن امرأة صالحة تكمل دينه، ثم بدأ يسألني إذا ما كنت أرغب بالزواج؟ ثم بدأ يطرح علي أسئلة، فتبين لي أنه يريد أن يطلبني.
المهم أنا وافقت، ثم اتصلت بعائلتي وأخبرتهم بالموضوع، وعاود هو الاتصال مرة أخرى، فهمت أن أهلي لم يفهموا لهجته، المهم لم يصدر منهم أي قرار واضح بأنهم لم يوافقوا لسبب أني سأبتعد أكثر، وأنهم يخافون علي في الزواج من شخص غريب ليس من جنسيتي، وفي الأخير قالوا لي افعلي ما شئت، أنت أدرى بالأمر، لكني لا أعرف ما أفعل؟!
الشاب متعلق بي كثيرا، كنت سأنزل لأتعرف على أهله، ولكن بسبب ما حصل في الآونة الأخيرة من مشاكل في البلدان العربية، وخصوصا بلده، لم أستطع المجازفة، والوضع ما زال على حاله.
بعدها قال لي بأنه سينزل عند أهلي مباشرة ليطلبني، وأنه مستعد لأي شيء ليتزوجني، ووعدني بأن يهتم بي وبابني الذي يعتبره كأنه ابنه.
حتى أنه ذهب للحج وأمام الكعبة اتصل بي ووعدني أنه لن يتركني؛ لأني وضعت فيه الثقة وحكيت له عن مشاكلي، وأنه سعيد؛ لأن الله جمعنا ببعض.
أنا خائفة، لا أعرف ماذا أفعل؟
اتفقنا على أن ننزل إلى بلد ما ونتزوج، ثم يرجع كل واحد منا لبلده، وفي فترة معينة نجتمع إلى أن يكمل عقد عمله، ويدرس اللغة وأنا كذلك أكمل دراستي، وأنه سيهتم بي رغم البعد وسيصرف علي.
أرجو أن تنصحوني، أنا متعلقة كثيرا بهذا الشاب وهو كذلك، طلبت منه أن نقطع الاتصال ونكثر الدعاء والصلاة، فإذا كان هذا الطريق صالح فسيبينه لنا الله تعالى حسنا.
لقد عصيت ربي وأنا نادمة، وفي نفس الوقت أنا متشبثة بالشاب.
أرجو منكم أن تنصحوني في أقرب وقت، بارك الله فيكم.