أخاف من كل شيء؛ فهل من توجيه؟

0 580

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي هي أنني أخاف من كل شيء, بدأت هذه الحالة منذ 3 أشهر، وذلك بعد فترة من الوسواس من الموت, ففي يوم عندما غفوت استيقظت على يدي اليمنى وهي ترجف! فأحسست بالخوف، وفكرت بأني سوف أموت، ومن ثم أصبحت أخاف من النوم، وأصبحت تنتابني حالات الهلع الشديدة من خفقان بالقلب، ورجفة وإحساس بالضيق، وآلام بالصدر وناحية القلب، وتنميل في أطراف اليدين، أو في جزء معين من الجسم، وخدر باليدين والرجلين.

راجعت الطبيب، وبعد عمل التحاليل -الحمد لله- لا أشكو من شيء، وبعد الذهاب إلى أحد المشايخ شخص حالتي بأنها عين ونفس، وبعد الرقية أصبحت بحال أفضل بكثير، لكن أفكر دائما بالموت، والخوف منه، بالإضافة إلى الخوف من المرض، ومن أقل عطسة أحس بأن قلبي سوف يتوقف وأموت، وعند النوم أحس ببعض الخدر بجسمي.

أريد حلا حتى لا تأتيني نوبات الهلع والضيق والخوف مرة أخرى، وبشكل أقوى، علما بأني مواظبة على الصلاة والأذكار، وقراءة سورة البقرة بشكل يومي، وقد عملت حجامة وأفادتني كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لابد أن أذكر لك بأن رسالتك قد أعجبتني جدا بذكر الآليات العلاجية التي وضعتها لمقاومة المخاوف الوسواسية التي تعانين منها، حالتك واضحة جدا كما ذكرت هي مخاوف وسواسية، وقد انتابتك نوبة هرع، وأنا أعرف أنها مزعجة، لكن أؤكد لك أنها غير خطيرة، والتحسن الذي طرأ على حالتك بعد الرقية الشرعية، والتوجه الإيجابي السلوكي المعرفي الذي انتهجته، هذا -إن شاء الله تعالى- يكمل بتناول أحد الأدوية المضادة الهرع والمخاوف والوساوس.

الدواء الذي أرشحه في مثل حالتك هو عقار سبرالكسCipralex والاسم العلمي هو استالوبرام Escitalopram وهو فعال وممتاز وسليم جدا.

الجرعة المطلوبة هي نصف حبة، أي (5) مليجراما يوميا تناوليه بعد الأكل لمدة عشر أيام، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة، أي (10) مليجراما، استمري عليها يوميا بكل انضباط ودقة، ولمدة ستة أشهر، وبعد ذلك خفيضها إلى (5) مليجراما يوميا لمدة أسبوعين، ثم (5) مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين أيضا، ثم توقفي عن تناول الدواء.

من ميزاته أنه دواء سليم جدا، وفعال جدا، وغير إدماني وغير تعودي، ولكن من الضروري اتباع المراحل العلاجية الخاصة بالجرعة وتدرجها، والمدة الزمنية، وذلك حتى تتحصلي على الفائدة الكبيرة منه.

الأخذ بالعلاج الدوائي والرقية الشرعية هو النموذج الأمثل للشفاء من هذه الحالات - بإذن الله تعالى - ومن الثابت في السنة أن أحد الصحابة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم (رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال هي من قدر الله) أي أن الدواء من قدر الله، والرقية من قدر الله، والشفاء من قدر الله.

هذا هو المنهج الصحيح الذي يجب أن نتبعه، أنا لا أريدك أبدا أن تنزعجي وتصبحي أكثر وسوسة فيما يخص موضوع العين، فأنت بفضل الله تعالى مواظبة على صلاتك وعلى أذكارك، وعلى قراءة سورة البقرة، وهذا كاف وشاف وأنت في حرز الله تعالى.

ولمزيد الفائدة يراجع العلاج السلوكي للمخاوف: (262026 - 262698 - 263579 - 265121) وعلاج الخوف من الموت سلوكيا: (261797 - 272262 - 263284 - 278081).

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات