السؤال
عمري 26 سنة، طلب مني شاب أن يتقدم لخطبتي فاستخرت الله لأنه كان متزوجا من قبل، ولا أعلم إن كان أبي سيرضى أم لا!؟ ولكني مقتنعة أنه لو كان نصيبي فالظروف الماضية لا تهمني.
بعد الصلاة نمت، واستيقظت في اليوم الثاني وأنا أريد أن أكلمه، وموافقة على أن يكلم أبي، وأن ما أراده الله سيكون.
وكلمته بالفعل، وبعدها كلمت أمي، فقالت لي إن زميلا لها أحضر لي خاطبا، وأن أمي تعلم بهذا الأمر منذ البداية، ولكني رفضت، وفي الليل قال لي أحد أصدقائي أن هناك شخصا سأل عني.
ولكني بعد هذا الأمر نمت وحلمت أن الشخص الذي استخرت ربنا في أمر خطبته لي كان يجلس مع أبي وفي بيت جدتي وبيننا أقاربنا!
أنا الآن لا أعلم ما أفعل هل أخبره أن يكلم والدي أم لا؟
وما قصة هذا الحلم؟ هل لأني أفكر في هذا الشخص وأريده من نصيبي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ reham حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل لك من كل حظ نصيب، وأن يجعلك لك من الخير أوفر الحظ والنصيب، كما نسأله تعالى أن يمن عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عونا لك على طاعته ورضاءه، ويكون السبب في سعادتك في الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك أقول لك أختي الكريمة: دعيه يتقدم كغيره من الشباب الذين تقدموا لك خلال هذه الفترة، واتركي الأمر لله سبحانه وتعالى، وعليك بارك الله فيك بصلاة الاستخارة على كل واحد منهم، وأن تكثري من قول: اللهم خر لي واختر لي، وهو دعاء بمعنى الاستخارة، فقد يكون الإنسان أحيانا لا يكفيه أن يصلي ركعتي الاستخارة إما لعذر شرعي مثلا كأن تكون الأخت معذورة بعذر شرعي، أو أن يكون مثلا لا يوجد هناك ماء الوضوء في المكان الذي يوجد فيه الإنسان، أو أن يكون المكان غير مهيأ للصلاة، فمن الممكن في هذه الحالة أن نعدل عن صلاة الاستخارة إلى الدعاء الذي نصه: (اللهم خر لي واختر لي ).
فعليك أن تكثري من هذا الدعاء، وتكثري أيضا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى يكفيك الله همك ، فأنت حقيقة لا تدرين أين يكون الخير، فقد يكون هذا الشاب الذي كلمك أفضل من البقية، وقد يكون أحد هؤلاء أفضل منه والأمر عند الله تعالى.
ولأنه كما لا يخفى عليك أختي الفاضلة أن الله قدر المقادير وقسم الأرزاق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ومن هذه المقادير ما يتعلق بالأزواج، فالأزواج قسمة من الله تعالى وكذلك الأموال والأولاد والصحة والجمال، وحتى الإقامة فإقامة الإنسان في مكان معين أو في بلد معين أو ولادته في مكان معين هذا كله بقدر الله تعالى، فلا يمكن لأي أحد من كان أن يغير من قدر الله أبدا، وإنما إذا أردنا أن نغير قدر الله فلابد أن نلجأ إلى الله تعالى.
ولقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء هو الذي يرد القضاء، ومن أسباب رد القضاء كما قال صلى الله عليه وسلم ( لا يرد القضاء إلا الدعاء)، فعليك بالاستخارة والدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يتخير لك أفضل هؤلاء الثلاثة.
ومن هنا فأقول: دعي هذا الأخ يتقدم إلى والدك، ودعي الأمر لله تعالى، فإن وافق عليه والدك فتلك إرادة الله عز وجل ولقد جعل الله لك فيه نصيب وله فيك نصيب من قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وإن رفضه الوالد فمعنى ذلك أنه ليس من نصيبك، ولذلك لا تتصلي به ولا تتكلمي معه واصرفي النظر عنه لأنه ليس مما قدره الله لك، فعليك بترك الأمر لله سبحانه.
وكما ذكرت لك اتركي الأمر لوالدك، ولكن مع كل واحد حاولي أن تصلي صلاة الاستخارة لعل الله أن يشرح صدرك لذلك، أو ييسرك تبارك وتعالى لك الأمر ببركة هذه الصلاة المباركة والسنة النبوية العظيمة التي هي صلاة الاستخارة.
اعتبري أن هذه الفترة بالنسبة لك فترة اختبار قوي لعلاقتك بالله تعالى، فعليك كما ذكرت لك بصلاة الاستخارة والإكثار من الدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يمن الله عليك بأفضل هؤلاء الشباب ليكون زوجا لك، وكذلك عليك بالصلاة على النبي محمدا كما ذكرت لك مفتوحا بلا عدد، وكذلك عليك بالإكثار من الاستغفار لأنه من مفاتيح الأرزاق كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
اتركي الأمر لله وحده، وسلمي أمرك لله تعا، وقولي اللهم قدر لي الخير حيثما كان وأرضني به ( اللهم قدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به، اللهم خر لي واختر لي) أكثري من هذا الدعاء وأبشري بفرج من الله قريب.
أسأل الله تعالى أن يتخير لك أفضل هؤلاء الشباب، وأن يمن عليك بزوج صالح طيب ومبارك وأن يكون عونا لك على طاعته إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق والسداد.