هل أقبل بشاب يقال أنه صالح لكنه لا يدوام على صلاته؟

0 436

السؤال

السلام عليكم

أنا مسلمة محجبة أبلغ من العمر 23 سنة مقيمة مع عائلتي في فرنسا، منذ عشر سنوات تقدم لخطبتي الكثير من بلدي الأصلي منهم من هو ذا دين وخلق، ومنهم من هو غير ذلك، وكنت دائما أرفض لأن معظمهم يريدني من أجل الإقامة؛ ولأن بعضهم يغدرون بعد الحصول على الإقامة هذا من جهة، من جهة أخرى لا يمكنني أن أعطي الإقامة إلا إذا عملت عاما كاملا وكان لدي بيت أو شقة باسمي، وأنا لا أملك شيئا من هذا كله، زد على ذلك أني محجبة فالأمر أصعب بشأن الحصول على عمل.

ولكنني لن أغامر بالقبول بأحدهم، فكرت بأن أخطب لنفسي من هو مقيم في فرنسا، فلا أضطر لأن أعطيه الإقامة فمدح لي أحد أقاربي شخصا يقول إنه صالح لكنه لا يداوم على صلاته فعدلت عنه.

فما رأيكم؟ وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الزهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك بزوج صالح طيب مبارك إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فأحب أن أقول لك أختي الكريمة الفاضلة زهرة: أتمنى أن لا تقلقي كثيرا بالنسبة لهذا الموضوع لأن سنك ما زال صغيرا مقارنة بغيرك خاصة في الغرب، فإن معظم أبناء المهاجرين من المسلمين في بلاد الغرب يتزوجون قريبا من الثلاثين، فأنت ما زال سنك صغيرا حتى ولو كنت في بلدك الأصلي، فأعتقد أنك ستجدين من هو أكبر منك بسنوات ولم يتزوج خاصة بين النساء، فلا داعي للقلق لأن سنك ما زال صغيرا بالنسبة لهذا المرحلة، فالطالبة عادة لا تنتهي من دراستها إلا بعد الثانية والعشرين أو الثالثة والعشرين من عمرها إذا كانت قد دخلت الجامعة، فهذا أمر أصبح مألوفا وهو وجود الفتاة في الـ25 أو 27 أو حتى 29 من عمرها ولم تتزوج فهذا لا يعتبر في حقها عنوسة أو أمرا مخوفا، خاصة أن الزمن قد اختلف.

نعم قبل انتشار التعليم وانخراط الفتيات فيه كانت الفتاة إذا وصلت لسن 20 ولم تتزوج كان أهلها يخشون عليها العنوسة، أما الآن فإذا وصلت الفتاة إلى 30 فنجد أن الأمر طبيعي لأن الظروف قد اختلفت، والسواد الأعظم من الفتيات يصلن إلى قريب من 30 ولم يتزوجن بعد، فلا تقلق لذلك، -وإن شاء الله- أمامك عمر طويل في طاعة الله تعالى.

أما فيما يتعلق بموضوع الزواج، فإن مما لا شك فيه أن الزواج للمصلحة عادة لا يكون سعيدا وموفقا، فالذين يرغبون بالارتباط بك بقصد الإقامة فهؤلاء لم يريدوك لشخصك وإنما أرادوك لمصلحة أخرى، وبالتالي فهذه الحياة لن تكون سعيدة أو مستقرة، لأنه تزوجك لمصلحة أو هدف معين، فعندما ينقضي هذا الأمر قد يتخلى عنك أو يغدر بك بعد حصوله على الإقامة.

وفيما يتعلق برغبتك بالزواج من الإخوة المقيمين في فرنسا أو الذين لا يحتاجون إلى إقامة فهذا جيد لأنه يعفيك من مسألة البحث عن عمل حتى يكون لديك شقة خاصة وأنت لا تملكين هذه الأشياء، وقضية العمل ليست بالأمر الهين خاصة وأنك محجبة، وفرنسا كما نعلم من الدول التي تحارب الحجاب.

أختي الفاضلة: تقولين أن أحد الإخوة مدح لك أحد أقاربك بأنه صالح، ولكنه لا يداوم على الصلاة فما رأينا فيه؟

أقول لك: إن رأيك موفق لأنه كيف يكون صالحا وهو لا يصلى، فالصلاة هي أعظم أركان الدين، فالإنسان قد يكون فيه ما فيه إلا أنه يحافظ على الصلاة لأنها عمود الإسلام كما قال الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، فقضية عدم محافظته على الصلاة معناه أنه ليس رجلا صالحا، قد يكون صاحب خلق لكنه ليس صاحب دين.

ونحن نعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أشترط للشاب الذي يتقدم للفتاة المسلمة أن يكون جامعا لهاتين الصفتين حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، فالخلق وحده ليس كافيا فلا بد من الدين لأن الدين هو الذي يحافظ على الخلق، وعليه فأرى أن تصبري بارك الله فيك، وأن لا تشغلي بالك بهذه المسألة.

وعليك بالدعاء أن يمن الله عليك بالزوج الصالح، واعلمي أنه لن يأتيك إلا ما قدره الله لك، فمهما كنت حريصة وأهلك كانوا حريصين، ومهما كان الناس معك ويتمنون مثلا الزواج العاجل لك، إلا أنه لا يمكن أن تتزوجي إلا في الوقت الذي حدده الله تعالى وبالشخص الذي أراده الله تعالى.

ومن هنا فأرى أن تتوجهي أختي الفاضلة ـالزهرةـ بقلبك إلى الله تعالى، وأن تلحي عليه بأن يمن عليك بزوج صالح، وأن يكون ذلك عاجلا غير آجلا، ولا تقبلي -أختي الفاضلة- بشاب ليس صاحب دين لأن الدين صمام أمان خاصة في بلاد المهجر فإننا في أمس الحاجة لأصحاب الدين من أجل أن نكون معهم في طاعة الله، ونؤسس معا الأسرة الصالحة الطيبة، فلا تقبلي بهؤلاء العوام حتى وإن كانوا يحملون الإقامة أو الجنسيات؛ لأن هذه لم ولن تغني عنك من الله شيئا، فأنت تحتاجين لصاحب دين لأن دينه سيجعله على حسن خلق ومعاملة حسنة مع الله وسوف تستفيدين من خلقه العلاقة الطيبة من حسن المعاملة وحسن المعاشرة، واحتمال الأذى وعدم تتبع العثرات.

ومن هنا فإني أسأل الله تعالى أن يشرح صدرك بالذي هو خير، وأتمنى أن لا تشغلي بالك بهذه القضية فما زال سنك صغيرا، والفرصة ما زالت سانحة، وأهم شيء أن تلحي على الله بالدعاء بأن يمن عليك بزوج صالح، ونصحيتي أن لا تقبلي بالشخص الغير ملتزم لأنك ستدفعين الثمن فادحا.

أسأل الله أن يشرح صدرك إلى كل خير، وأن يوفقك إلى كل خير، وأن يمن عليك بزوج صالح طيب مبارك إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات