الخوف من الموت وزيادة ضربات القلب ... كيف أخلص أختي من ذلك؟

0 389

السؤال

السلام عليكم.

بداية المشكلة:

أختي بعد الانتهاء من صلاة الفجر جلست تذكر الله، انتابها ثقل في اللسان، وشعور بالخوف من الموت، وزادت دقات قلبها، وأصيبت بضيق بالصدر، وبكاء، واستمر الخوف من الموت يأتيها من وقت إلى آخر، كذلك صارت تخاف أن تجلس وحدها، وإذا جلست وحدها انتابها التفكير والخوف من الموت.

ذهبت بها لرقاة، في البداية كانت تتأثر بآيات العين والحسد وتبكي، ولكن خف هذا كثيرا مع استمرار الرقية.

الملاحظ أن نوبات الخوف من الموت مازالت تأتيها من وقت لآخر، ويصاحبها زيادة ضربات القلب، وكذلك -أكرمكم الله- إسهال، وإذا قرأت عليها سورة الشرح تبكي, ويزيد تفكيرها في الموت، والوسواس يقول لها: ستموتين, ستموتين, أفيدونا عن هذه الحالة.

جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا.

فمن وصفك هذا نستطيع أن نقول: إن أختك -حفظها الله- قد انتابتها نوبة هلع وهرع، وهذه تطورت إلى ما يسمى بقلق المخاوف الوساوسي، وهذه الحالات كثيرة جدا، وهي مزعجة لأصحابها، ولكن من المؤكد أيضا أنها ليست مزعجة أبدا.

الأعراض الجسدية مثل الإسهال دليل على الانقباضات السريعة التي تحدث في الأمعاء، وهذه الانقباضات هي نتاج مباشر لحالة القلق التي تعاني منها أختك -عافاها الله-.

يظهر أنه ربما تكون لديها قابلية للمخاوف كالقلق والوساوس، وربما تكون هناك أسباب أخرى، من الأفضل أن يجلس معها أحدكم ويطمئنها؛ حين تشعر بالمساندة هذا سيرحيها كثيرا، وإن كان شيء يزعجها فيمكن أن تفصح عنه، وبشيء من الحكمة والمشورة والمساندة والاستبصار -إن شاء الله تعالى- تحل الصعوبات التي تواجهها -إن وجدت-.

أو أن يشرح لها أن هذه الحالة هي حالة قلقية، والقلق قد يأتي بأسباب أو بدون، وتسمى بنوبات الهرع أوالهلع.

وموضوع الخوف من الموت هو سمة رئيسية لهذه النوبات، وأنا أعرف تماما أنها مدركة تماما أن هذه الأفكار الوسواسية التي تخاطبها (بأنك سوف تموتين) هي أفكار سخيفة؛ فالحياة والموت بيد الله تعالى، ومثل هذا الفكر يجب أن يصد ويرفض ويحقر.

موضوع العين والحسد نحن نؤمن تماما بوجوده، لكن ينبغي أن نصحح مفاهيم الناس، إن أخطاء كثيرة وتفسيرات أخلت بصحة الناس أدخلت على هذه الغيبيات وهذه الأمور، والإنسان يأخذ بما ورد في الكتاب والسنة، ويعرف دائما أنه في رعاية الله وحفظه ومعيته، ويلتزم بعباداته وأذكاره وصلاته ودعائه، وهذا يكفي تماما، ويجب أن يقتنع الإنسان أنه لن يصيبه مكروه أبدا إلا شيئا قد كتبه الله له.

الرقاة لا بأس من الذهاب لراق شرعي ملتزم، ويمكن للإنسان أن يرقي نفسه بنفسه.

وفي ذات الوقت تتطلب تناول بعض الأدوية المضادة لنوبات الهرع، فإن تمكنتم أن تذهبوا بها إلى طبيب نفسي فهذا جيد، وإن كان هناك صعوبة فأعتقد أن عقار سبرالكس، والذي يعرف علميا باسم استالوبرام سيكون دواء مناسبا لها، والجرعة المناسبة لها أن تبدأ بنصف حبة -أي بجرعة خمسة مليجرامات- بعد الأكل لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك تجعلها حبة كاملة عشرة مليجرامات يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض إلى (نصف حبة) يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

هذه الجرعة بسيطة لأن السبرالكس يمكن تناوله من عشرين إلى ثلاثين مليجراما في اليوم، ولا أعتقد أن أختك بحاجة إلى هذه الجرعة الكبيرة، الجرعة البسيطة ستكون كافية، ويعرف أن هذا الدواء سليم جدا وفعال، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية.

وينبغي لهذه البنت أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، وهي تمارين بسيطة ومعروفة، منها تمارين التنفس المتدرج, أو تمارين قبض العضلات, أو شدها, أو استرخاءها، وتوجد مواقع على الإنترنت توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، وتوجد أيضا بعض الكتيبات والسيديهات التي تبين كيفية تطبيق هذا التمارين.

أخي الكريم: لا بد أن يكون هناك نوع من المساندة الإيجابية لهذه الأخت أو الابنة، ويجب أن تعرف أن هذه الوساوس دائما تعالج بالتحقير والتجاهل، وصدها واستبدالها بفكر مخالف، وأرجو أن تساعد في أن تعيش حياتها الطبيعية، إن كانت في الدراسة فيجب أن تدرس، وإن كانت في محيط العمل فتشجع على العمل، وتشجع على التواصل الاجتماعي، أشعروها بأنها عضو فعال ومرغوب داخل الأسرة، هذا كله يعطيها دفعات ومحفزات إيجابية جدا.

ولمزيد من الفائدة يراجع علاج الخوف من الموت سلوكيا: ( 259342 - 265858 - 230225).
كيفية الرقية (228106 - 2669- 2027- 17984 - 255080 - 252169 - 275298).

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لها العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات