السؤال
السلام عليكم
تزوجت من 5 أشهر، كنت أحب زوجي، وكنت متأملة أن يقدر عقليتي وتفكيري، ومع الأيام بدأت أكرهه شيئا فشيئا، فمع أنه مصاب بالسكر، وعنده كسل بالغدة، وأنه لا يعطيني حقي الشرعي بالشكل المطلوب، إلا أن أخلاقه جدا سيئة، ويأخذ حقه أحيانا بالإجبار، وأتنازل من مبدئي وأعطيه حقه الشرعي، لم أعد أقدر على العيش معه، ولا مع تفكيره؛ فتفكيره من الجيل القديم جدا، يرفض الزيارات لأهلي أسبوعيا أو لأخواتي، رغم أني أقدر خلال الأسبوع، ولا أطلب منه أي شيء؛ لأنه يكون في فترة العمل.
عندما أتناقش معه بأي موضوع هو لا يحمل أدنى معلومة أبدا، إنسان لا مبالي، أصبحت أقوم بمسؤوليتي بالبيت وأنام أو مع أخواتي على الجوال، لا أطيق الحوار معه، لا يقدر المرأة ومتطلباتها، أتتني وظيفة فرفض بقوة ذهابي لها بحجة أنني لا أؤيد المرأة العاملة.
أمه تحرضه علي، وسبق وأن خاصمته أمامي، وكرهته بزيادة، فلا يحق لها أن تخاصمه أمامي، أحسست بهذا الموقف أن لا قيمة له ولا شخصية،
أصبحت أفكر بالطلاق بشكل جدي، لا أتخيل أن أعيش معه مدى الحيـاة أبدا؟
طلبت منه إكمال الدراسة وتحجج بالديون وأنه لا يستطيع! ودائما ما يقول لا أستطيع أن أذهب بك لأهلك أو لأختك أسبوعيا، هو باستطاعته الخروج بأي وقت، وأن يخرج بأمه وأهله، حقوقي مهضومة كزوجة، حتى أسلوب الرومانسية لا أجدها معه أبدا، حتى في العلاقة الخاصة، طرقه لإشباع نفسه جدا غبية ومقززة، مللت الحياة معه، أصبحت أدعو أن ربي يعجل بطلاقي منه، فمارأيكم؟ وما الذي أفعله؟
أحتاج استشارتكم غفر الله لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوجو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك على ما يسرك.
أما فكرة الطلاق فلا نحبذها لعدة أسباب:
1- إنكما في الفترة الأولى للزواج، وهي أكثر الفترات في الحياة الزوجية نفورا، على عكس ما يتصور البعض، ففي العام الأول يحاول كل طرف أن يفرض ثقافته وبيئته على الطرف الآخر، فأنت مثلا تريدين فرض نمط معين في المعيشة والزيارة، وكذلك هو يريد فرض نمط معين من الهيمنة أو اللامبالاة أو ما تفرزه ثقافته، وهنا لابد أن يحدث الصدام.
2- إن المشاكل التي عند زوجك سببها الجهل أو قلة الثقافة وليست من الأخطاء التي معها يستوجب الطلاق ويحل الفراق.
3- إن طبيعة المرأة ولست أنت -أيتها الفاضلة- استثناء من القاعدة هذه طبيعة النساء تنسى المحاسن عند ذكر المعايب، حتى أنك في رسالتك لم تذكري له حسنة واحدة، وهذا يدفعنا إلى القول أن أخطاءه السابقة قد سيطرت عليك بحيث أصبحت لا ترين منه إلا كل مكروه، ولأجل هذا -أيتها الفاضلة- لا نحبذ الطلاق، بل نحبذ الإصلاح، ونتصور أنه يأخذ شقين:
الشق الأول: التعليمي والتثقيفي بحاجة المرأة النفسي إلى الكلام الجميل، وأن هذا من الدين، وأن صاحبه مأجور عند فعله، بحاجة أن يتعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وكذلك صحابته كانوا شديدي الحرص على شغل هذه النقطة، حتى إن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- روي عنه أنه قال: إني لأتجمل لزوجتي كما تتجمل لي، ثم قال: أليس الله يقول: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف".
وعليه فالشق الاول تعليمي، من يقوم بهذا الشق؟
هذا أمر متروك لك، فأنت أخبر الناس بمن يصلح في ذلك، ربما يكون أحد أهله، ربما يكون شيخ المسجد عن طريق خطبة، ربما عن طريق محاضرة في التلفاز تعدين لها بطريقة عفوية أو محاضرة في السيارة أو تخبرينه بأن هناك بعض الشرائط تتحدث عن حق الزوج على زوجته، وأريد ان أسمعك إياها لتخبرني بتقصيري، وتأتي بشريط يتحدث عن الأمرين على أن تبدئي الشريط بما عليك لا بما عليه.
الشق الثاني: البحث عن معايبك؛ فلكل امرأة معايب، وليس أحد منا معصوم، ومحاولة إصلاحها ما أمكن، والاجتهاد في ترتيب بيته والاهتمام به أكثر، مثل هذه الأمور ستدفعه بعد فترة إلى أن يغير من أسلوبه.
نسأل الله أن يحفظكم وأن يبارك فيكم.
والله ولي التوفيق.