السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 32 سنة، كنت جالسا قبل 9 سنوات في الغرفة، فقلت: أعوذ بزعيم هذا الوادي، فأصبحت من بعدها أسمع أصواتا تشتم وتتكلم، ذهبت للرقاة، وذهبت للطب النفسي، وقال الأطباء النفسيون: هذا فصام عقلي، واختلفت آراء الناس، فلا أدري هل هي أصوات جن، أم خلل في الدماغ، أم ماذا، وهل الاستعاذة بهم هي السبب، وما الحل والعلاج المناسب للخروج من هذه الحالة؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله لك العافية من كل مكروه.
لا شك -أيها الحبيب- أنك أخطأت حين قلت تلك المقولة، فهي من مقولات أهل الجاهلية، كانوا إذا نزلوا في واد طلبوا الحماية من زعيم الجن في ذلك الوادي ليحميهم من باقي الجن حتى لا يمسونهم بسوء، وقد أخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم عن فعل أهل الجاهلية هذا بقوله -سبحانه وتعالى- في سورة الجن: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}، وقد جاء في تفسير هذه الآية -كما في تفسير ابن كثير وغيره- أنه كان من عادة العرب في جاهليتها أنهم يعوذون بعظيم المكان من الجان أن يصيبهم بشيء يسوؤهم، فتزيدهم الجن رهقا -أي خوفا- وإرهابا وذعرا حتى يبقوا أشد منهم مخافة، وأكثر تعوذا بهم فيزدادوا جرأة عليهم بذلك التعوذ.
ولعل هذا هو ما حصل منك، فالجن تحاول إيذاءك، وتحاول التسلط عليك، فنصيحتنا لك أن تعتصم بالله تعالى، وأن تحتمي به، وأن تعلم بأن الجن لا يقدرون على جلب نفع، ولا دفع ضر، وأن تتوب إلى الله تعالى من ذلك الكلام الذي قلته، وحتى تدفع عن نفسك هذا الإيذاء منهم فعليك بالحصن الحصين الذي يحميك منهم وهو ذكر الله تعالى، وقد مثله النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث بأنه الحصن، فالجأ إلى هذا الحصن، واحتم بالأذكار الشرعية، وحافظ على أذكار الصباح وأذكار المساء، وأكثر من قراءة القرآن، لا سيما آية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، وقل هو الله أحد، والمعوذتين، وداوم على ذلك، وحافظ على الطهارة بقدر الاستطاعة، وداوم على أذكار النوم، وأذكار الاستيقاظ من النوم، وأذكار دخول الخلاء، وأذكار الخروج منه، وستجد أنك -بإذن الله تعالى- تتغلب على هذا الإيذاء؛ فإن كيد الشياطين ضعيف، ومن اعتصم بالله تعالى واحتمى به حماه -سبحانه وتعالى- من كل مكروه.
نسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية.