السؤال
أنا شابة أبلغ من العمر 24 سنة، أزيد عن وزني المثالي 8 كغ منذ حوالي أسبوع لما كنت عائدة من العمل شعرت بأن الأكسجين لم يعد يمر من المعدة، وشعرت باختناق شديد، فساعدني أحدهم بشرب القليل من الماء، فبدأت أحس ببعض التحسن، وعدت إلى البيت، ونسيت الموضوع لأن هذه الحالة أول مرة تصيبني فقلت بأنها حالة عابرة لا غير.
لكن البارحة بعد منتصف الليل بساعتين لما قمت من الفراش أحسست بأن بطني ممتلئة قليلا.
شربت القليل من الماء، وعدت إلى النوم فأحسست بأن التنفس بدأ يضيق شيئا فشيئا فأردت أن أتمالك نفسي لكن الأمر اشتد علي فأيقظت أبي ليسرع بي إلى المستشفي، ولما كنت أشرب الماء كنت أرده وكانت خفقات قلبي سريعة جدا، والتنفس انقطع تقريبا وقبل الوصول إلى المستشفي بحوالي دقيقتين شعرت بأن الجهة اليسرى من الصدر تكاد أن تشل ويدي اليسرى وأصابعي أصيبت بوخزات عنيفة، فأحسست بقرب الأجل لكني لم أكن مذعورة كثيرا، وأصبحت دقات القلب تنخفض فلما وصلت إلى المستشفي زودوني بالأكسجين، فبدأت أحس ببعض الراحة، وأعطوني حقنة مهدئة، فبدأت أتحسن تدريجيا، فعملت في وقتها مخططا للقلب، وكانت النتائج سليمة، وقال الأطباء بأنني تعرضت لنوبة قلق لكني أشك في ذلك لأني لم أقلق بتاتا، بالعكس لقد نجحت في امتحاناتي وكنت مرتاحة نفسيا.
فأرجو منكم نصحي وإرشادي لأن هذا الأمر حيرني جدا، فاليوم أحس بصدري ضيق والغازات تخرج عن طريق الفم فقط، ولا زلت أعاني منها حتى الآن حيث أني أقضي حاجتي عادي لكن دون خروج الغازات التي تخرج عن طريق التجشؤ فقط، حيث أحس بأن منطقة المعدة شبه مغلقة، وأتجشؤ بصعوبة فما المشكلة؟
وهل حالة الاختناق المفاجأة التي تعرضت لها سببها بطني، وهل هناك احتمال أن تحصل لي حالة اختناق؟
جزاكم الله كل خير، وشكرا مسبقا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد ذكرت أن الأطباء قد طمأنوك أنه لم يكن هناك أي مشكلة في تخطيط القلب، والنتائج سليمة، ولا بد وأن الفحص الطبي للصدر وللقلب كان سليما والضغط كان طبيعيا، وقد يكون ما حصل معك هو تقلص في الحنجرة، وهذا يحصل أحيانا عند من يعاني من الارتجاع في حموضة المعدة إلى المريء، فقد تسبب حموضة المعدة المرتجعة إلى المريء تقلصا في المريء، فيحدث ألم شديد في أسفل الصدر وقد ينتشر إلى الوراء.
وأحيانا إن وصلت حموضة المعدة إلى الأعلى -أي إلى الحنجرة- فإنها قد تسبب تقلصا في الحنجرة وهذا يعني الشعور بعدم القدرة على التنفس، وكأن الإنسان يختنق ومع هذا الشعور تتزايد عدد ضربات القلب بسبب الخوف، وبعد أن يتحسن التقلص فإنه قد يحصل ما يسمى بفرط التهوية، وهو زيادة في عدد مرات التنفس، وهذا قد يسبب التنميل والتخدير في الأطراف وحول الفم، وتزول الأعراض بعد أن تتحسن الحالة.
وكثرة التجشؤ تعني أن هناك زيادة في كمية الغازات في أعلى البطن، ومع التجشؤ قد يحصل أيضا ارتجاع في حموضة المعدة إلى المريء، وأحيانا وفي الليل وعند الاستلقاء على الظهر فإنه قد ترتجع حموضة المعدة إلى المريء وخاصة إن كان هناك وجبة كبيرة في العشاء.
للتخلص من غازات أعلى البطن يجب أن تتوقفي عن شرب المشروبات الغازية، وتتناولي الطعام ببطء مع مضغ الطعام بشكل جيد والفم مغلق، والتوتر أيضا يسبب زيادة في بلع الهواء أثناء الطعام، وكذلك كثرة البلع.
ويجب أن تراقبي نفسك إن كنت تشعرين بالحموضة خلف الصدر فقد يكون المفتاح لتشخيص الحالة عندك، وقد يحصل أيضا عند الانحناء إلى الأمام.
وتجنبي الاستلقاء بعد الطعام إلا بعد مرور ثلاث ساعات.
وانتبهي أيضا إلى الأطعمة التي يمكن أن تزيد من الحموضة إن وجدت.
الارتجاع يكثر عند البدينين لذا يجب أن تتخلصي من الوزن الزائد عندك.
إن كان هناك من هذه الأعراض فيمكن مراجعة طبيب مختص بأمراض الجهاز الهضمي فقد تحتاجين لإجراء منظار للمريء.
والله الموفق.