السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تجيبوا على استشارتي التي أنتظرها من أسبوع ورقمها: 2128388.
وعندي أيضا سؤال حائرة فيه وهو: خطيبي الأول وهو زميلي في الشركة يريد مني أن أفتح موضوعه لأهلي بأنه يريد أن يرجع لخطبتي، وأنا أخاف كثيرا أن أفتح هذا الموضوع لأهلي لأنهم هم لم يكونوا مرتاحين له من قبل، ويمكن إذا فاتحتهم بالموضوع يمرضوا كثيرا، لأن حالتهم الصحية متعبة، وأنا لا أحب أزعجهم بأي شيء، وبالنسبة لي أنا مترددة من ناحية رجوع زميلي لخطبتي، وقد صليت استخارة لهذا الموضوع، ولا أرى أي شيء يريحني أو أي شيء يخيفني -يعني أستيقظ من النوم طبيعية- .
لا أعرف كيف أتخذ القرار المناسب بالنسبة لهذا الموضوع، مع العلم بأن خطيبي الأول تركته منذ 4 سنوات وهو للآن متمسك بي، ويريدني، والآن أصبح عمري 31 سنة، فماذا أفعل؟
أرجو الجواب علي لأنني تعبت من كثرة التفكير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مهدي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يستر عيبك ويغفر ذنبك، ونسأله تعالى أن يوسع رزقك، وأن يمن عليك بزوج طيب مبارك، وأن يعينك على اتخاذ القرار المناسب للخروج من هذه الحيرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- أقول لك: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- وضع لنا شروطا لمن يكون شريكا في الحياة، وهو الذي نص عليه -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).
فإذا كان الرجل صاحب دين وخلق فمثله لا يرد، ولكن أنا في الحقيقة لا أدري لماذا لم يسترح أهلك له، هل يا ترى لأن فيه عيبا معينا أو صفة جعلتهم ينفرون منه؟
ومما لا شك فيه أنه لا يجوز لك أن ترتبطي به إلا بموافقتهم، ولذلك يتعين عليك أن تراجعيهم في الأمر، فإذا كان الرجل صاحب خلق ودين، ولديه مقدرة مالية على تأسيس حياة مستقرة، فإذا كان الأمر كذلك، فأعتقد أنه ينبغي أن تفاتحي أهلك مرة أخرى، بعد أن تصلى ركعتين بنية قضاء الحاجة، حتى ييسر الله أمرك ويشرح الله صدر والديك لقبوله، خاصة وأنك أصبحت في 31 من عمرك.
أما لم إذا لم تكن فيه هذه الصفات فأرى أن تصرفي النظر عنه لعدم موافقته للشروط الشرعية التي بينها النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا تفاتحي أهلك بذلك.
فانظري في الصفات المتوفرة فيها، ولعلك تعرفين ما سبب عدم ارتياح أهلك له، فإذا كان وجهة نظرهم صحيحة وموقفهم سليما، ولم يقم على سوء الظن، فأرى أن تأخذي برأيهم لأنه لا يمكن لامرأة تحب الله ورسوله أن ترتبط برجل دون موافقة من وليها، وأعتقد أن ذلك لا يخفى عليك، إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل، وقال أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل.
ولذلك أرى ضرورة النظر في الصفات الثلاث التي ذكرتها، وكذلك دراسة وجهة نظر الأسرة، فإذا كانت قائمة على التخمين والتقريب وليست دقيقة، فأرى أنه من الممكن مراجعتهم في ذلك ومحاولة إقناعهم في ذلك خاصة إذا وجدت فيه تلك الشروط التي أشرت إليها.
أما إذا كانت وجهة نظرهم دقيقة، ولا إشكال فيها فأرى أن تعتذري للأخ، واعلمي أن لك رزقا سوف يسوقه الله تعالى في الوقت الذي قدره الله وفي المكان الذي حدده الله.
أسال الله تعالى أن يشرح صدرك وييسر أمرك، وأن يجعل لك من لدنه وليا ونصيرا، وأن يخرجك من هذه الحيرة، وأن يمن عليك بالزوج الصالح الذي يسعدك في الدنيا والآخرة.
هذا وبالله التوفيق.