السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
أنا امرأة خسرت صديقتي بسبب غلطة, وهي الآن لا تكلمني, وأنا أشعر أنها غضبانة مني, ولم تنس ما حدث بيننا في الماضي.
الموضوع هو: أني عندما كنت في الثانوية -في سن المراهقة- كنت جاهلة, وصديقتي كانت تعرف شابا, كانت تحبه بجنون, وبعد فترة كلمت هذا الشاب, وهي لا تعرف لأنه كذب علي, وقال لي: أنا تركتها وأريد أن أتزوجك, وأنا صدقت, وعندما عرفت أنها تحبه وأنه لم يتركها, رفضت أن أكون معه بسبب صديقتي, ولأنه كاذب, وقلت –في نفسي- الأفضل السكوت, ولا أريد أن أقول لها حتى لا أجرحها، بعد فترة عرفت منه ما حصل بيني وبينه, وغضبت مني, وقاطعتني, الموضوع له قرابة العشر سنوات, وأنا عرفت أنها تزوجت, وعندها طفل, وقبل سنة حاولت أن أكلمها لكني وجدت منها جفاء, وشعرت أنها لم تنس خيانتي لها, أنا حتى هذا اليوم نادمة, ودائما ما أدعوا ربي أن يسامحني, أنا أحس بندم شديد طول هذه السنوات, ولا أعرف ماذا أفعل, هل هناك حل لأكفر عما فعلت؟
جزاكم الله خيرا, وأتمنى الرد بسرعة, وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ دارين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
حفظك الله ورعاك، وأشكرك على تواصلك معنا، وإن شاء الله تعالى سنعينك للخروج من أزمتك هذه, ورجوع العلاقة بينك وبين صديقتك.
بالنسبة للأمر الذي تكلمت عنه: فهو بلا شك سلوك خاطئ يحتاج منك إلى توبة واستغفار, والرجوع والإنابة إلى الله تعالى ، وأنت ينبغي عليك في البداية أن تصلحي ما بينك وبين الله تعالى، وخاصة أنك كما ذكرت سائرة في طريق التوبة.
الأمر الثاني: يحتاج منك إصلاح ما بينك وبين صديقتك, وهذا يحتاج إلى تقنيات وفنيات حتى ترجع العلاقة كما كانت وأفضل.
أولا: مطلوب منك أن تتنازلي وتذهبي لها وتعترفي لها أن هذا السلوك الذي قمت به خاطئ، وتطلبي منها نسيان الماضي, وأن تبدآ صفحة جديدة.
ثانيا: لا أريد أن تبقى هذه الحادثة عالقة في ذهنك، فلا بد أن تطوى كما تطوى صفحات الماضي, ويغلق عليها الباب، بل يتم قلعها واستئصالها من جذورها كما تقلع الأعشاب الضارة، فهذه الحادثة لا فائدة من إعادتها والتحدث عنها.
ثالثا: كرري الزيارات لصديقتك, ولا تتركيها, بل أعينيها على طاعة الله ورسوله, وحاولي أن تبني معها جسر الأخوة والتواصل، حتى وإن لم تقبل منك ذلك في البداية فستلين فيما بعد، عززي هذه الزيارات بهدايا، حتى تزيد بينكما المحبة والألفة، وهذا ما أكده حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: " تهادوا تحابوا".
أنا لا أريدك أن تيأسي، ومتأكد -بإذن الله تعالى- أن صديقتك ستعود إليك, وأفضل مما كانت عليه, ولكن أخلصي النية لله تعالى, واستعيني بالله, وليكن القصد من ذلك إقامة علاقة ومحبة في الله وحده، يتم من خلالها التشاور والتناصح فيه سبحانه.
وبالله التوفيق.