السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خيرا على هذا العمل الرائع.
أنا شابة عمري 26 عاما, تعرفت على شاب خلال دراستي الجامعية، واتفقنا على الزواج، وتقدم لخطبتي بعد تخرجنا بعام، ورفضت أمي لبعد مدينتهم عن مدينتنا, ولفقر حاله, وعاملت الناس معاملة سيئة في بيتنا خلال المرتين اللتين زارونا فيهما، وطلبت مهرا عاليا جدا، وبيتا، لدرجة أن أم الشاب رفضت زواجنا، وعارضتها، وأغلق الموضوع.
احتسبنا أمرنا لله, وعاد الشاب إلى عمله بالسعودية، وبعد سنة حاول مرة أخرى إقناع أمه ورفضت، وهو الآن يطلب مني الانتظار للعام المقبل، عسى أن يفرجها الله علينا، وتقتنع أمه.
علما بأنني يتقدم لخطبتي أناس كثير، بين فتره وأخرى، وأهلي يضغطون علي للزواج، ودائما ما أرفض أملا أن يتم زواجي بالشاب الذي أريده -إن شاء الله-.
رجاء انصحوني ماذا أعمل؟ هل أنتظر الشاب الذي أتمنى أن أكون زوجته؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نداء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبا بك- ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب, نسأل الله تعالى لك التوفيق والنجاح والسداد، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك, وتسكن إليه نفسك.
نحن نقدر -أيتها البنت العزيزة- ما تعيشينه من تعلق بهذا الشاب، ومع ذلك ننصحك نصيحة من يحب لك الخير, ويتمنى لك السعادة بأمرين:
الأمر الأول: أن تقطعي التواصل بهذا الشاب بالكامل، فإنه أجنبي عنك، ومن ثم فالواجب عليك أن تقفي عند حدود الله تعالى في التعامل معه، فلا يجوز لك أن تختلي به, أو تتكلمي معه كلاما فيه خضوع ولين، كما يحصل عادة في المراسلات غير المنضبطة بين الشباب والشابات، كما لا يجوز أن تضعي حجابك أمامه، ومن ثم فوصيتنا لك أن تسدي عن نفسك هذا الباب، وكوني على ثقة ويقين تام بأن تقواك لله تعالى ووقوفك عند حدوده أعظم سبب جالب للسعادة لك في حياتك، وأعظم أسباب التوفيق.
الوصية الثانية: نصيحتنا لك أن تبادري بالزواج إذا تقدم لك من ترضين دينه وخلقه، فإن الفرص لا تتكرر، والعمر كلما تقدم كلما قلت فرص الزواج، وربما تكونين متعلقة بهذا الشاب حتى تفوتك هذه الفرص فتندمين حين لا ينفع الندم.
كوني على ثقة -أيتها الكريمة- بأنك إذا أحسنت الاختيار في الزوج فإن الله عز وجل سيجعل بينكما من المودة والألفة والمحبة ما ينسيك هذا التعلق الحاصل بهذا الشاب، فإن الله عز وجل ما جعل الزوج إلا إلفا لزوجته, وأخبرنا في كتابه بأنه {وجعل بينهما مودة ورحمة}.
وصيتنا لك: أن تحسني الاختيار, وتثقي في الله تعالى, وتحسني به الظن أنه سيوفقك، وأن حياتك ستكون سعيدة، ونوصيك مع ذلك باستخارة الله تعالى قبل الإقدام على الزواج، ودعاء الله تعالى أن يختار لك ما هو خير لك.
نسأل الله تعالى لك التوفيق, وأن يقدر لك الخير حيث كان, ويرضيك به.