السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي استشارة أرجو أن تجيبوني عليها:
أحببت مديري في العمل منذ وقت طويل أي 14 سنة، وهو كذلك أحبني، استمرت علاقة إرسال الرسائل حوالي سنتين ثم بعدها واجهته بسؤالي ما هي نهاية قصتنا؟ فقال لي إنه متزوج وعنده عيال، لكن إذا أريد فإنه سوف يكون لي الصديق المخلص.
قطعت علاقتي به مباشرة، ثم تقدم لي شخص آخر وبعد عناء وافقت، لكن الشخص الأول تدخل وأفسد الخطبة.
مرت إلى الآن نحو 9 سنوات، ورجع الشخص الأول يسأل عني واتصل بي وتبادلنا الرسائل مرة أخرى، لكنني ندمت وقلت له إنه لا يجوز دينيا أن أراسل أجنبيا، فقال لي إذا تريدينني أكون أجنبيا فأنا مستعد، وإذا تريدينني أكون من أهل البيت فأنا مستعد، وإذا تريدينني أكون الاثنين فأنا مستعد.
قلت له: الأمر راجع لك وقطعت إرسال الرسائل مرة أخرى، ثم قرأت على شبكتكم فتوى دينية تبيح أن المرأة يمكن أن تتصل بالرجل، لتقول له: إنها راغبة في الزواج منه، لكن لا أدري في مثل حالتي هذه، هل من الأفضل أن أتصل به لأوضح طلبي منه؟ وخصوصا أنه خيرني بين عدة أمور؛ هل سينقص ذلك من كرامتي؟ وهل سينظر لي نظرة دونية بعدها إذا صارحته؟
أرجو أن تفيدوني، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وييسر لك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.
قد أصبت -أيتها الكريمة- حين قطعت التواصل والمراسلة مع الرجال الأجانب عنك، وهذا توجيه الله عز وجل للمرأة أن تقطع كل أسباب الفساد وذرائع الفتنة، واعلمي أنك إذا فعلت ذلك لله فإن الله عز وجل سيخلف عليك خيرا مما تركت، فقد جاء في الحديث: (من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه).
نصيحتنا لك أن تحسني الظن بربك، وتكثري من دعائه سبحانه وتعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وتحسني علاقتك بالله بكثرة الاستغفار، واللجوء إليه بصدق واضطرار، وكثرة دعائه لاسيما في الأوقات التي ترجى فيها الإجابة، كالدعاء حال السجود، وبين الأذن والإقامة، وفي الثلث الأخير من الليل، وحال الصيام ونحو ذلك من الحالات الشريفة التي تشتد فيها الرغبة، ويعظم فيه رجاء الإجابة.
لا حرج عليك أن تخبري من تريدين الزواج منه بذلك، لكن الأفضل لك وقطعا لأسباب الفتنة أن تخولي هذه المهمة لبعض محارمك من الرجال، كإخوانك -إن كان لك إخوان- أو أخوالك أو أعمامك إذا كانت بينك وبينهم من المودة والعلاقة ما يجعلك تستشيرينهم في ذلك، فلا حرج أبدا فإنه يجوز أن يعرض الرجل قريبته لمن يراه كفؤا للزواج بها.
إذا لم تتمكني من ذلك كله، ورأيت أنه لا مفسدة وأنه لا يجرك الشيطان لأكبر من ذلك، فلا حرج عليك في أن ترسلي هذه الرسالة، وليس فيها حط من قدرك، أن تخبري من تريدين برغبتك في الزواج إذا كان له الرغبة في ذلك، ولكننا نحذرك في الوقت ذاته من الاسترسال أو الانجرار وراء دعوات الشيطان، فإن الشيطان يستدرج العبد إلى ما يغضب الله تعالى خطوة خطوة، ولذلك حذرنا الله عز وجل من خطواته فقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان}.
نسأل الله تعالى يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وأن ييسر لك أسباب الزواج بالزوج الصالح إنه على ذلك قدير.
وبالله التوفيق والسداد.