كيف أرقي نفسي لاتقاء شر عيني التي تصيب الآخرين؟

0 628

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أنا لدي مشكلة عقدتني في أمور حياتي، وهي أني اكتشفت بأني عائن بإرادة, وبغير إرادة, بحثت عن العلاج قدر الإمكان ولم أجد أي علاج، حتى عندما أقول: ما شاء الله تبارك الله، كأني لم أقل شيئا، ويتضرر الشيء الذي أعجبت به.

وصلتني منكم قبل شهر طرق للعلاج كثيرة، ومنها: غض البصر، وهذا شيء حاولت أن أعمله لكن ما قدرت.

مشكلتي هذه أدت إلى مشكلة أكبر، وهي أني مقدم على وظيفة في شركة، وأنا لم أزل طالبا في الكلية، حتى اتصلوا بي, وقالوا لي: إنك مقبول نهائيا -ولله الحمد-، ولكن توقيع العقد سيكون الفصل الثاني، يعني أن أنسحب من الكلية وأقدم بالشهادة الثانوية، ولكن قرأت بأن العين تذهب الرزق، والوظيفة، وأنا لم أذاكر لأي اختبار نهائي إلى اليوم، ودرجاتي كانت سيئة، وهذا يزيد من خوفي.

ما الحل في وضعي؟ مع العلم بأني لا أستطيع أن أجمع شيئين في وقت واحد، مثل التفكير في الوظيفة والدراسة مع عيني الحارة.

علما بأني في هم لا يعلمه إلا الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ممدوح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن العين حق، ولكن كل شيء بقضاء وقدر، ولن يحدث في كون الله إلا ما قدره الله، وإصابتك للآخرين ليست بمجرد العين فقط، ولكن ذلك بتقدير الله أولا، وما كل من تنظر إليه يصاب بالأذى، فلا تعط الأمر أكبر من حجمه، واحرص على تنفيذ العلاجات التي جاءتك من موقعك، وأكثر من التوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.

علما بأن غض البصر مفيد لكل الناس، وليس المقصود غض البصر عن النساء فقط، وإنما غضه عن ما في أيدي الناس؛ لأن الإنسان إذا أطلق لبصره العنان وأعجب بجسم هذا ومال هذا وأولاد ذاك، صدق عليه قول الشاعر:
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا... لقلبك أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر... عليه ولا عن بعضه أنت صابر

إذا غض الإنسان بصره, وقنع بما آتاه الله، وانتبه للنعم التي يتقلب فيها وجد الراحة والسعادة، وأمن من شرور النفس, وأمن منه الناس، فأشغل نفسك بالمفيد, وعطر لسانك بذكر الله، وواظب على عبادته وطاعته، وادع لمن حولك كثيرا، وقم بما طلب منك, واستعن بالله العظيم، واعلم أن الذي يسد أبواب الرزق هو العصيان والقطيعة للرحم.

إن أبواب الرزق مفتوحة أمام المصلين الذاكرين المستغفرين لربهم المستقيمين .

أما بالنسبة لمسألة الوظيفة: فأنت أعلم بمقدار حاجتك إليها، وبالفرص المتاحة أمامك, وباحتياج أسرتك، فقدر كل هذه الأمور, وتوجه للحليم الغفور، وسارع إلى صلاة الاستخارة فإن فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، وعليك بمشاورة أهل الخبرة حولك لأنهم أعرف بأحوال العمل والوظائف، وفيهم من يعرف ظرفك الخاص.

أرجو أن تعلم أن بعض الجامعات فيها نظام تأجيل الامتحانات, أو تجميد الدراسة، فإذا وجد هذا النظام فيمكنك الاستفادة منه.

وهذه وصيتي لك: بتقوى الله, ثم بكثرة اللجوء إليه .

ولمزيد الفائدة يراجع كيف يعالج العائن نفسه (246670 - 267437 - 2103025) .

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات