شعرت بنوبات هلع وتسارع ضربات القلب، ما العلاج لذلك؟

0 358

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رأيت موقعكم كلما أردت البحث عن حلول، وأنا أثق بهذا الموقع، وأسأل الله أن يكون هذا الموقع سببا لشفائي.

مشكلتي كالآتي: منذ شهرين تقريبا مرضت فجأة، وشعرت بازدياد في نبضات القلب، ورجفة وذهبت إلى الطوارئ ولكن الطبيب لم يعطني أي شيء، ونصحني أن أذهب لطبيب باطني أو قلب.

ذهبت لاستشارية باطنية، وأخبرتني أن عندي ما يسمى نوبات هلع، أنا الآن حالتي النفسية سيئة، ولم أذهب لطبيب نفسي، ولا أريد أن أذهب.

وسواس الموت يلاحقني أينما ذهبت، ويوقظني حتى من نومي بدأت أشعر بشعور غريب، وكأني لا أدرك الدنيا والحياة.

كلما تعبت أحاول تهدئة نفسي, وأقرأ القرآن، ولكني تضيق بي الدنيا كثيرا.

لا يكون بيدي سوى البكاء، أبكي وأدعو الله بالشفاء، فماذا أفعل؟

هل كل هذه الأعراض من نوبات الهلع؟ وهل ستستمر كثيرا؟ وإذا جاءتني هذه النوبات والتفكير السلبي أحاول تغييره والتفكير الايجابي، لكني لا أستطيع.

أعطتني الطبيبة حبوبا اسمها (سيتالوجن 10مل) ولا آخذ حبوبا غيرها، فهل أستمر عليها؟ أخذتها قرابة أسبوعين، وهي قالت لي: شهرا كاملا، فما رأيكم؟ وهل هذا الدواء فيه نوع من الإدمان والتعود؟ رجاء أخبروني بحل، فأنا في المرحلة الثانوية وأصبحت أتغيب كثيرا، وانخفض مستواي الدراسي كثيرا.

أناس كثيرون أخبروني أن الذي في ما هو إلا عين وحسد! لا أعلم ماذا أفعل؟ ومن أصدق؟

أسأل الله العلي العظيم أن يوفقكم, ويجعلكم سببا لشفاء المرضى، ويجزيكم خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ همس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال، وما أطلت.

اطمئني: فما وصفت في سؤالك حالة نفسية، وكما ذكرت لك طبيبة الباطنية، نحن نسميها "نوبة الذعر" أو "نوبة الهلع" أو الخوف، وهي حالة تبدأ فجأة، وأحيانا من دون مقدمات أو مؤشرات، حيث تتسرع ضربات القلب، ويرتبك الشخص، وقد يتعرق ويحسن وكأنه سيغمى عليه، وقد يشعر وكأن الناس تراقبه وتنظر إليه، ويسرع الشخص ليخرج من المكان الذي هو فيه من أجل أن يتنفس لأنه يشعر بضيق النفس، ويحس باختناق.

في كثير من الأحيان تبدأ هذه النوبات بعد مرحلة مقلقة للإنسان كالمرض، أو التعرض لحادث صادم، أو مرض قريب أو عزيز، وفي كثير من الأحيان قد تترافق هذه النوبات بأفكار وسواسية عن الموت، والخوف من المرض أو الموت.

صحيح أن هذه النوبة مخيفة للشخص المصاب عند حدوثها، إلا أننا نعرف، ومن خلال الكثير جدا من الحالات، أنه لن يصاب بشيء من الأذى، بالرغم من أن الهلع أو الذعر حقيقة مخيف.

العادة أن يذهب المصاب وهو في أثناء هذه النوبة إلى قسم الإسعاف أو الطوارئ، وبعد تخطيط القلب وبعض الفحوصات البسيطة، يكون نتائج كل الفحوصات طبيعية، ويخرج الشخص ليعود إلى بيته، وتكون نوبة الهلع قد انتهت، وهكذا حتى تأتي نوبة أخرى، فيما لا نعرف عن زمانها ومكانها.

في معظم الحالات، ينمو الشخص ويتجاوز هذه الحالة وخاصة عندما يتفهم طبيعة هذه الحالة، وبحيث لا يعود في حيرة من أمره، ولا يدري ما يجري، فهذا الفهم والإدراك لما يجري ربما الخطوة الأولى في العلاج والشفاء.

ويمكن لبعض الأدوية ومنها الدواء الذي وصفته الطبيبة لك، "سيتالوغن" أو "سيتالوبرام" وهو في الأصل مضاد للاكتئاب، إلا أنه يستعمل أيضا في بعض الحالات الأخرى لغير الاكتئاب، ومنها نوبات الذعر أو الهلع.

يمكن لهذا الدواء، أن يخفف من شدة أعراض هذه النوبات، ولكن يحتاج الشخص أن يأخذ هذا الدواء باستمرار، ولأكثر من شهر، والعادة من 3-6 أو حتى 9 أشهر، ومضادات الاكتئاب عادة لا تسبب الإدمان.

ما تقومين به من التفكير الإيجابي أمر حسن ومفيد للكثير من الناس، والأمر الثاني أن تحاولي أن لا تتجنبي الأماكن الخاصة التي تأتيك فيها هذه النوبات، ومنها مثلا تجنب الذهاب إلى المدرسة، لأن هذا التجنب قد يزيد الأعراض ولا ينقصها.

النصيحة أن تعودي للدوام الكامل والمستمر في المدرسة، فهذا الدوام مما يخفف هذه الأعراض.

وفقك الله ويسر لك كل الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات